قبل أيام زفت الصحف خبراً أدخل السرور الى قلبي بل إلى قلوب كثيرة، ذلكم هو مبادرة الاستاذ/ عبدالمقصود محمد سعيد خوجه أكثر الله من أمثاله بتكريم أديب تحترم وجهة نظره لأنها تجمع بين الاخلاص في القصد والاسلوب الراقي في الطرح، يملك كل مقومات الأديب الاريب، اذا تحدث تمنيت ألا يسكت، واذا سكت ناب سكوته عن كلامه، يغلف الحكمة بالطرفة لتبقى حيّة في الذهن، ربط العلم بالتجربة ليمنح القارىء أو السامع مزيجاً عجيباً غير متكلف، قلمه سيّال لو أرخى له العنان، شاب في فكره، كبير في أدبه وخلقه، قدوة في تواضعه، لاتفارقه الابتسامة، ولاتخرجه من وقاره الجهالة. لابد أنكم عرفتموه! إنه الأديب الذائع والإعلامي اللامع انه أبو بدر حمد بن عبدالله القاضي. لقد ترددت كثيراً في البوح بمشاعري نحوه لسببين: أولهما: أنه غني عن التعريف وماعساي أن اضيف وقد سبقني من هو أقدر مني ومن هؤلاء من لا تحدثني نفسي حتى مجرد التفكير في الوصول الى مكانتهم. ثانيهما: معرفتي كرهه للاطراء أو المديح ولكن استميحه العذر فما قيل فيه وعنه ليس مديحاً ولكنه تبيان حقيقة واعتراف بالفضل لأهله. اننا نفخر أن تنجب بلادنا رجالاً يعلمون ويعملون، ورجالاً تجل اولئك وتكرمهم في حياتهم ليطلعوا على بعض ما يكنه لهم الآخرون ليكن ذلك حافزاً لمن يعدهم ليحذوا حذوهم ويسيروا على منوالهم. ان ابا بدر لم يصل الى ما وصل إليه لانه من بيت علم وأدب وشعر فقط ولكنه ثابر وحفر الصخر بأظفاره حتى نقش بصماته بطريقة تأبى امام عوامل التعرية أن تندثر او تختفي. إن الانسان مهما خلَّف من مال أو متاع سيقتصر نفعه في الغالب ان أحسن استغلاله على فئة قليلة قد ينسب بعضهم بعد حين ما هم فيه لأنفسهم ويرجعونه الى ذكائهم وفطنتهم ومابذلوه من جهد وعرق، لكن المآثر العالية يعم نفحها وتنشر اريجها لتتنفسها أجيال متعاقبة ولا يزيدها التقادم الا تميزاً وشموخاً، ولنا في تراثنا العربي والاسلامي الف دليل ودليل. حفظك الله يا أبابدر وأمد في عمرك لتواصل رسالتك النبيلة حاملاً مع زملائك ومحبيك مشعل أدب رفيع متزن فكل مايقول المرء او يفعل له أو عليه أو لغو بين ذلك، وأختم بالآية الكريمة: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .