أكدت دراسة حديثة ارتفاع نسبة الوعي بالعمل في القطاع السياحي بالمملكة على الرغم من وجود بعض المعوقات التي دعت الدراسة لوضع خطط لمواجهتها بما يرفع من معدلات التنمية السياحية، وبما ينعكس على ارتفاع نسب الأشغال في المشروعات السياحية وتوفير المزيد من فرص العمل للعمالة الوطنية بالقطاع السياحي. ودعا رئيس مركز السجيني للاستشارات الاقتصادية والإدارية إسماعيل إبراهيم سجيني في ورقة عمل حول «دور القوى البشرية في الخدمات السياحية» التي قدمها في الملتقى السياحي السعودي الأول الذي عقد في جدة «غرب السعودية» أخيراً إلى جذب الاستثمار السياحي من خلال فرص استثمارية متنوعة، وتقديم المزيد من حوافز الاستثمار في القطاع السياحي وضرورة الاهتمام بالإعلام السياحي لزيادة وعي المواطنين، وتنويع أساليب الترويج السياحي، وتصميم عدة برامج سياحية متنوعة تلبي احتياجات مختلف الشرائح التسويقية المستهدفة من داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى الترويج للسياحة السعودية في الخارج، وتصميم البرامج المتنوعة لجذب السياح من خارج البلاد، كما دعا سجيني في الوقت نفسه الهيئة العليا للسياحة ان تتولى الرقابة على أسعار ومستوى الخدمات التي تقدمها المنشآت السياحية بما يساهم في دعم الجذب السياحي. وأشار سجيني إلى أهمية حصر الوظائف القائمة في القطاع السياحي وتحدد النمو في العرض والطلب بما يساهم في تخطيط الموارد البشرية في القطاع السياحي من خلال معرفة الوظائف التي يوجد بها عجز وكيفية تغطية العجز، والتوسيع في إنشاء الكليات المتخصصة في خدمات السياحة والفندقة والاهتمام بتوفير كوادر بشرية للعمل في مجال الإرشاد السياحي، وتصميم وترويج البرامج السياحية، إضافة إلى ضرورة توفير آلية للتنسيق بين المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، والهيئة العليا للسياحة لتتولى الإشراف الفني على البرامج التي تقدمها مراكز التدريب الأهلي في مجال السياحة. وبيّن في ورقته الأهمية التي تتولى من خلالها الهيئة العليا للسياحة في بناء آلية للتنسيق بين أصحاب المنشآت السياحية وأصحاب مراكز التدريب التي تقدم برامج سياحية بحيث تلبي البرامج التدريبية احتياجات السوق من ناحية وتربط المتدربين بالواقع العملي من ناحية أخرى، وضرورة الاهتمام ببرامج تنمية القدرات والمهارات للعاملين في القطاع السياحي، وتوجيه المنشآت السياحية للاهتمام بتدريب وتنمية وتطوير مهارات وكفاءات العاملين بالقطاع السياحي، مؤكداً في الوقت نفسه اهمية وضع سلم مناسب للأجور والرواتب بالقطاع السياحي بما يحقق التوازن بين الخبرات والمهارات والعائد مع توفير أنظمة متنوعة لضمان جذب الكفاءات للعمل بالقطاع السياحي. واستعرض إسماعيل سجيني في ورقته دراسة «مدى رضا العاملين في القطاع السياحي عن عملهم بالقطاع» التي قام بها «مركزه» في مارس 2003م على العاملين في القطاع السياحي ل25 مفردة من العاملين بالقطاع في مدينة جدة 56% منهم عاملون في قطاع الفنادق والبقية في منتزهات. وأكدت الدراسة التي استعرضها سجيني ان 96% من عينة الدراسة لم يحصلوا على دراسات متخصصة في السياحة الفندقية، وان 88% منهم لا توجد لهم علاقة بين دراستهم التي حصلوا عليها ووظائفهم الحالية التي يشغلونها، بينما وافق 12% على وجود علاقة بين مؤهلاتهم وعملهم، فيما أيّد 60% من المشاركين بالدراسة على ضرورة الحصول على دراسة متخصصة في مجال العمل السياحي، ويرى 36% عدم أهمية ذلك. وأشارت الدراسة إلى ان 84% من المشاركين بها وافقوا على ان العمل السياحي محترم اجتماعياً وهو ما يعكس نمو الوعي الاجتماعي بأهمية القطاع ودوره في تنمية الاقتصاد الوطني. يذكر ان صناعة السفر والسياحة ساهمت في العام 2001م بنحو 5 ،1381 مليار ريال من الناتج المحلي العالمي، ومن المتوقع ان يصل هذا الناتج بحلول عام 2010م إلى 4 ،2654 مليار دولار، وان يساهم في توفير 207 مليون فرصة عمل «أي حوالي 2 ،8% من اجمالي التوظيف العالمي»، وحسب دراسة «نحو تنمية شاملة ومستديمة لصناعة السياحة بالمملكة» التي قامت عليها الهيئة العليا للسياحة في 9 شوال 1422ه فإن القطاع السياحي يوفر على مستوى العالم وظيفة من بين كل 12 وظيفة.