طالعتنا الجزيرة كعادتها بتحقيق متميز بالعدد (11236) ليوم الجمعة الموافق 4/5/1424ه وعلى الصفحة الثامنة مع أحد التائبين من تنظيم التكفير.. ولقد لاحظنا كيف يتم زرع هذا الفكر المنحرف في عقول شبابنا وهم مازالوا صغاراً وكيف يكون التأثير فيهم وقلب مفاهيمهم التي تربوا عليها وعلى نهج السلف الصالح ووسطية هذا الدين الحنيف الذي ارتضاه الله جل وعلا لأمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولكن كانت الفاجعة العظيمة والطامة الكبرى ما تحدث به الأخ التائب حيث قال (وكذلك وصلت الجرأة ببعض المتأثرين بهذا النهج «يعني منهج التكفير» إلى تشغيل شريط سمعي لأسامة بن لادن في الطابور الصباحي وفي مدرسة أخرى تعرض على طلابها صور من التدريبات على الأسلحة في ميادين المعارك) وهذا أين يحدث في مدارسنا ؟ كيف تكون الجرأة على غسل أدمغة شبابنا ودفعهم إلى الغلو والانحراف الفكري التكفيري وفي محاضن يجب ان تعلم الدين الحنيف الصافي الذي عليه علماء هذه الأمة والمحافظة على مكتسبات الوطن والمحافظة على أمنه وأمانه ولحمته ورقيه لا إلى تمزيقه وانحراف أفكار أبنائه لترضي ثلة مريضة لا همّ لها إلا مصلحتها وتكوين خلايا تأتمر بأمرها وتعشعش على عقول أبنائنا ليكونوا أدوات لتنفيذ مخططاتها الإجرامية ولتأصيل هذا الفكر الدخيل علينا في عقولهم وهنا انبلج الحق وظهر المستور فما الملام مناهجنا لأنها مناهج لاتدعو إلى الغلو أو التطرف والتشنج واتباع الرأي الواحد بل تعطينا من صافي عقيدتنا السمحة ما غذى عقولنا وطور بلدنا ورفع ذكرنا وحافظ على مكتسباتنا. وكم شاهدنا من العلماء الربانيين لدينا ومن الشباب المستقيم الذي نفاخر بهم بين شباب العالمين لما هم عليه من استقامة وعلم وثقافة ووعي لظروف العصر وكم لدينا من العلماء الأفذاذ الذين يتصدرون للفتيا وتعليم العلم وكم خرجت مدارسنا وجامعاتنا من العلماء الذين يشهد لهم العالم الإسلامي بالصلاح والتقوى وما عليه العلامة سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله والعلامة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله والشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله والشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله والشيخ عبدالله بن جبرين وما تضمه هيئة كبار العلماء وغيرهم وغيرهم من أهل الحل والعقد كلهم نهلوا من مناهجنا فما بدلوا وما حرفوا فنفع الله بهم وبعلمهم وبعطائهم ملايين المسلمين وما الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب الذي يسمون باسمه (الوهابية) أهل هذه البلاد ليس له فكر خارج عن أهل السنة والجماعة وجل علمائنا في هذا البلد نهلوا من علمه فما خرج علينا أحد منهم له فكر ومنهج يكفر أهل هذه البلاد بل ما أصابنا هو ما يجتهد به بعض مديري المدارس ومعلميها من ادخال هذه الأفكار وباجتهادات شخصية كما ذكر في التحقيق حيث يتم بث هذه الأفكار في الطابور الصباحي لاستغلال هذه المدارس من قبلهم لقلب الحقائق واظهار مدارسنا بأنها محاضن إرهاب وتطرف وكيف استغلوا الثقة بهم والأمانة المنوطة بهم باتخاذ هذه المدارس لتمرير مخططاتهم ولأخذ مناصبهم مظلة لأعمالهم حتى لايفتضح أمرهم وينكشف عورهم. إن على وزارة التربية والتعليم الالتفاتة الجادة على هذه الإضاءة التي قدمها هذا التائب لينقذنا من الجدل الذي كاد يعصف بنا حول مناهجنا وخطرها ولكن نحمد الله بأن مناهجنا بريئة من هذه التهم وان بعض القائمين على المدارس هم رأس المشكلات التي عصفت ببلادنا وأكلت مقدراتنا وزعزعت أمننا وان المسؤولية الآن مضاعفة أكثر مما مضى على عاتق وزيرنا الرشيد ليخلص المدارس من المندسين بها ووضع الخطط الكفيلة بضرب مخططاتهم وافساد مراميهم والأخذ على أيديهم وإننا لنعجب كيف لم يفطن لهذا الخلل الكبير وكيف تستغل الثقة في مربي الأجيال من قبل الوزارة ليعملوا كيف يشاؤون وأين دور التوجيه والإرشاد في إدارات التعليم وكيف لم تلاحظ هذا وما هي الأسس التي على ضوئها يختار مديرو المدارس وكيف يتركون يرتعون كيف يشاؤون ويقررون ماذا يقدم للطلاب في الطابور الصباحي وفي حصص الأنشطة والرحلات الاجتماعية وفي الجماعات المختلفة بالمدرسة وكيف تستغل المدرسة مظلة مأمونة لمثل هؤلاء لتكوين الخلايا وتمرير الأفكار ومحاضن التقاء مأمونة لمن يتربص شرا هذا البلد وأهلها وكيف يترك مدير المدرسة في مدرسة سنين طويلة وأزمنة مديدة رغم التعليمات الواضحة من الوزير في هذا الشأن. إن الرد الواضح على الوزير الدكتور الرشيد عندما قال في حفل الجميح بشقراء كيف تتهم مناهجنا وهذا الطالب خريجها فالجواب ليس من المناهج بل من القائمين عليها عليك اصلاحها عاجلا غير آجل. ونحن نناشد وزيرنا المحبوب وعبر هذا المنبر الحر عزيزتي الجزيرة ان يوافينا بالقول الشافي في هذا المجال فهل هو فاعل؟ هذا مايتمناه الجميع بعد ان انجلاء الظلام عن عيوننا وارشدنا اخونا التائب إلى منابت هذه الأفكار أرشده الله إلى الحق والطريق المستقيم وثبته عليه وحماه من المتربصين به شرا خاصة بعد كشف المستور عن مخططاتهم ومناهجهم وأفكارهم. عبدالرحمن بن محمد السلمان/روضة سدير