كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول ها هي الدنيا.. كفى الله الجميع شرها.. تفرحك أياماً.. وتحزنك أخرى.. ها هو الموت كالتاجر الشاطر.. الذي ينتقي من الجواهر أثمنها.. ومن السلع أغلاها وهكذا كأس المر لا بد لكل امرئ أن يشربها هذا الموت ما منه ملاذ ومهرب متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب في ظهر يوم الأربعاء الموافق 11/4/1424ه غيّب الموت جسداً طاهراً.. وامرأة صالحة عفيفة اللسان.. رطبة اليد.. مصلية مسمية.. لها في فعل الخير صولات وجولات.. محبوبة من الجميع.. سمحة الخلق.. لا تقول إلا خيراً.. تحرص على صلة الأقارب.. هكذا تحسبها والله حسيبها. في هذا الأربعاء.. اختارت يد المنون حصة بنت ناصر الشبانات.. بعد معاناة مع المرض فلم تلن لها شكيمة.. ولم تتبرم.. أو تتذمر عاشت حياتها بصبر وإيمان.. توفي عنها زوجها.. وهو راضٍ عنها.. تولت رعاية والدتها في مرضها فكانت نعم البنت التي تحفظ حقوق والدتها.. فرغم طول مرض والدتها لم تتبدل نفسيتها أو تتغير.. تستقبل زوارها بكل فرح وسرور طلقة المحيا. لم تغادر منزلها عندما كانت والدتها لديها إلا لماما وللضروريات. وبعد وفاة والدتها.. تكالبت عليها الأمراض فكانت محتسبة لله.. تجمع أولادها وبناتها وأقاربها أسبوعين لديها. تعطف على الصغير وتقدر الكبير وتشكر كل من أتى إليها. تنفق على الأرامل والأيتام وتفرح قلوب الأطفال بالهدايا. عاشت لم نسمع منها قولاً في فلان وعلان. لسانها رطب بذكر الله، محافظة على صلواتها وسننها الرواتب، تصل الرحم وتسأل عن الصغير قبل الكبير، كل أقاربها عندها سواء. ولكن هكذا الحياة إن الحياة وإن طال السرور بها لا بد يلقى الفتى من مسها ألما ولكن ما يسر الخاطر.. ويشرح النفس خاتمتها السعيدة وعلامات الخير التي ظهرت عليها بعد وفاتها حيث تباشر مغسلات مسجد الراجحي بهذه العلامات. تقلبها الله القبول الحسن وأنزلها الدرجة الرفيعة وجعل ما أصابها من أدواء وأسقام تكفيراً وتمحيصاً و أجزل الله العزاء لأسرتها ولأولادها ولأقاربها ولمحبيها الكثر. ونوصي أبناءها عثمان وفهد وخالد الفهيد.. وبناتها بالبر بوالدتهم والسير على نهجها. رحم الله الخالة أم عثمان وأسكنها فسيح جناته ولا نقول إلا ما قاله سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم: إن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب. {انا لله وانا اليه راجعون}. لمثل ذا الخطب فلتبك العيون دما فما يماثله خطب وإن عظما