الحارثي في ذمة الله    رائد التحدي يسقط العروبة    انترميلان يقسو على هيلاس فيرونا بخماسية في شوط    موعد مباراة النصر مع الغرافة في دوري أبطال آسيا للنخبة    ضبط شخص في الجوف لترويجه (3.6) كجم «حشيش»    الدرعية في شتاء السعودية 2024: تاريخ أصيل يُروى.. وحاضر جميل يُرى    الطاقم الطبي يحدد موقف محترف الأهلي من مواجهة العين    ابن وريك يدشن معرض الأمراض المنقولة بالنواقل في مهرجان الدرب    اتحاد الغرف يعلن تشكيل أول لجنة من نوعها لقطاع الطاقة والبتروكيماويات    المنتدى السعودي للإعلام يفتح باب التسجيل في جائزته السنوية    وزير الثقافة يلتقي مبتعثي برنامج أسس صناعة المانجا في اليابان    5 مطارات تتصدر تقارير الأداء لشهر أكتوبر 2024    يناير المقبل.. انطلاق أعمال منتدى مستقبل العقار في الرياض    ضيوف برنامج خادم الحرمين يتجولون في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة    ترمب يرشح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة    التحقيق مع مخرج مصري متهم بسرقة مجوهرات زوجة الفنان خالد يوسف    مصدر أمني يؤكد استهداف قيادي في حزب الله في الغارة الإسرائيلية على بيروت    معتمر فيتنامي: أسلمت وحقق برنامج خادم الحرمين حلمي    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    الفنان المصري وائل عوني يكشف كواليس طرده من مهرجان القاهرة السينمائي    "الجامعة العربية" اجتماع طارئ لبحث التهديدات الإسرائيلية ضد العراق    بريدة: مؤتمر "قيصر" للجراحة يبحث المستجدات في جراحة الأنف والأذن والحنجرة والحوض والتأهيل بعد البتر    ضبط 19696 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    استمرار هطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مشروع العمليات الجراحية خارج أوقات العمل بمستشفى الملك سلمان يحقق إنجازات نوعية    24 نوفمبر.. قصة نجاح إنسانية برعاية سعودية    جمعية البر في جدة تنظم زيارة إلى "منشآت" لتعزيز تمكين المستفيدات    موديز ترفع تصنيف المملكة الائتماني عند "Aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة    وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر 45 عاما    مصر.. القبض على «هاكر» اخترق مؤسسات وباع بياناتها !    حائل: دراسة مشاريع سياحية نوعية بمليار ريال    الخليج يواجه الشارقة الإماراتي .. وعينه على اللقب الثاني في "آسيوية اليد"    الاتحاد يتصدر ممتاز الطائرة .. والأهلي وصيفاً    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    (هاتريك) هاري كين يقود بايرن ميونخ للفوز على أوجسبورج    النسخة ال 15 من جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الملافظ سعد والسعادة كرم    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    المؤتمر للتوائم الملتصقة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم مازالت بانتظار يد التطوير والدعم
الارتقاء بمستوى معلمات هذه الدور وتنويع برامجها الدراسية ضرورة لتعظيم المكاسب
نشر في الجزيرة يوم 04 - 07 - 2003

طالب عدد من الأكاديميات ومديرات بتعليم البنات والجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بتوفير مصادر الدعم والتمويل للدور النسائية للتحفيظ بما يضمن تحقيق أهدافها في ربط الفتيات والنساء بكتاب الله حفظاً وعملاً واستثمار أوقاتهن في خير الأعمال، والنأي بهن عن مفاسد العصر ومغرياته الدنيوية..
وأكدت التربويات والأكاديميات في استطلاع حول مدى فاعلية الدور النسائية على نجاح هذه الدور في تحقيق جانب كبير من أهدافها في مجال التنشئة الدينية واستقطاب النساء والفتيات لحفظ القرآن الكريم في كل مناطق المملكة رغم قلة الإمكانات المتاحة لغالبية هذه الدور، مشيرات إلى أهمية تنويع مناشطها لتشمل تخريج الداعيات وذلك من خلال التوسع في تدريس العلوم الشرعية والفقه وتعريف المرأة والفتاة بحقوقها وواجباتها، وحجم مسؤوليتها في مجتمعها.
مصلى الكلية
في البداية تقول د. طرفة بنت عبدالرحمن الغنام، عميدة كلية الآداب بالرياض: لا شك ان الدور الذي تقوم به جميعات تحفيظ القرآن شيء واضح للعيان، والجميع يلمس ما تقوم به من أعمال خيرية، على الرغم اننا في الكلية لنا كيان مستقل، ويقوم بنفس الدور وهو «مصلى الكلية»، وهو منبر دعوي وإرشادي تجتمع فيه الطالبات يومياً في أوقات الفراغ لتلاوة القرآن وتجويده وتفسيره، بالإضافة للمحاضرات والمسابقات بصفة يومية ودورية، واستضافة الداعيات تحت إشراف نخبة ممتازة من أعضاء هيئة التدريس في قسم الدراسات الإسلامية، وبالاشتراك مع بقية الأقسام، إلا ان الجمعيات الخيرية، والدور النسائية التابعة لها تستطيع ان تسهم في خدمة الدعوة إلى الله عن طريق فتح قناة اتصال مع سكان الحي الموجودة به، وعقد العديد من المحاضرات، والندوات الإرشادية، والتي تلائم، وتخدم فئات المجتمع، ولعل من أبرز الفوائد والنجاح الكبير الذي حققته هذه الدور التحاق العديد من النساء «ربات البيوت» بمختلف الأعمار والطبقات بها، وقضاء وقت الفراغ في حفظ كتاب الله وسماع المحاضرات القيمة، وهو ما يستوجب ان تتوسع هذه الجمعيات والدور في تدريس العلوم الفقهية والشرعية شريطة ان تكون القاعدة الأساسية هي تحفيظ القرآن الكريم، ثم يبنى عليها تعلم العلوم الدينية الأخرى ذات الصلة كالعقيدة والفقه وكل ما يهم المرأة المسلمة في دينها ودنياها.
الدور تحتاج الدعم
من جانبها تؤكد د. مها بنت محمد العجمي، عميدة كلية التربية للبنات بالأحساء ان دور تحفيظ القرآن الكريم الخاصة بالنساء، والتابعة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم حققت هدفها في تنشئة جيل من البنات اللاتي أقبلن على حفظ كتاب الله تعالى، والالتزام بهديه ونهجه وأحكامه، إلا ان هذه الدور مازالت تحتاج إلى دعم كبير جداً، وبصورة مستمرة، وخاصة بالنسبة للقائمين عليها من معلمات وغيرهن، ويمكن تطويرها، والارتقاء بأدائها من خلال إنشاء مبان مستقلة لها، غير مرتبطة بمدارس التعليم العام، ومجهزة بجميع احتياجاتها، وتوفير وسائل انتقال للطالبات والمعلمات وغيرهن، لضمان استمرار هذه الدور، وكذلك تخصيص مكافآت شهرية، أو مقطوعة للمعلمات القائمات على التدريس، وخاصة اللاتي لا يعملن في الفترة الصباحية وهذه تعتبر أحد أهم الحوافز لاستمرار بقائها، كما يمكن التنسيق مع إدارة التعليم للقيام بدورات خاصة بتجويد القرآن لمعلمات هذه الدور للرفع من مستوى أدائهن، وتحفيز المتمكنات منهن، وخاصة اللاتي يعملن في الفترة الصباحية ويقمن بالتدريس في هذه الدور معنوياً ومادياً، وذلك عن طريق منحهن إجازة في فترة عودة المعلمات، خاصة وانهن أمضين فترة الإجازة في العمل في المراكز، وذلك أسوة بالمعلمين القائمين على دور تحفيظ القرآن للبنين والتابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، وبحث إمكانية فتح دور خاصة لتحفيظ القرآن في الفترة الصباحية.
تثقيف الفتاة إعلامياً
وتضيف د. العجمي: ولكي تسهم هذه الجمعيات في خدمة الدعوة إلى الله تعالى فلابد من ان تتجاوز خدماتها تيسير حفظ كتاب الله وتفسيره وتجويده إلى تنظيم المحاضرات الدينية وتوعية الجاليات غير المسلمة ودعم مجالات الخير الأخرى التي يدعو إليها كتاب الله تعالى ككفالة اليتيم والصدقة الجارية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشيرة إلى ان أبرز الفوائد والثمار التي حققتها دور تحفيظ القرآن الكريم النسائية للفتاة السعودية، هي اسهامها في تثقيف الفتاة ثقافة إسلامية نابعة من معين الإسلام الرقراق وهو القرآن الكريم وتحصينها ضد الهجمات الضارية التي تتابع على المرأة المسلمة لسلخها عن إسلامها سواء من أعداء الإسلام أو من المنافقين والجاهلين من بني جلدتنا، ولتعميم الفائدة لابد ان تتسع رسالة دور تحفيظ القرآن الكريم لتشمل قدراً من العلوم الشرعية والدينية وألا تقتصر على تعليم القرآن الكريم تلاوة وحفظاً وتجويداً وتفسيراً، نظراً لأهمية تلك العلوم في تكامل شخصية المرأة المسلمة.
مشاريع أفكار تطويرية
وترى أ.د أمل مختار النحلة، عميدة كلية التربية للبنات بجازان ان دور تحفيظ القرآن الكريم النسائية ساهمت بحمد الله في تنشئة جيل من الفتيات مقبل على كتاب الله، وسنته، وملتزم بهديه، ولهن دور فاعل في مجتمعاتهن.
ويبقى لتطوير الدور النسائية الخاصة بتحفيظ القرآن توفير دعم مادي ثابت لهذه الدور، لتتمكن من تأدية رسالتها على أكمل وجه وتتمكن من إيجاد مشاريع وأفكار تطويرية، حيث ان العقبة الوحيدة التي تواجه هذه الدور هي قلة الدعم المادي.
كما يمكن تطوير هذه الدور عن طريق تبادل الخبرات، والتجاوب، واللقاءات بين الدور في مختلف مناطق المملكة، حتى تسهم الجمعيات الخيرية، والدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم في خدمة الدعوة إلى الله، بتشجيع حفظ كتاب الله، واخراج جيل من الداعيات، وإعداد معلمات للقرآن والسنة، وإقامة الندوات والمحاضرات الدينية.
وتشير د. النحلة إلى أن أبرز الفوائد والثمار التي حققتها دور تحفيظ القرآن الكريم النسائية للفتاة السعودية هو تشجيع وتسهيل حفظ كتاب الله وسنته وإخراج جيل من الفتيات الحافظات الملتزمات بالشريعة الإسلامية ينثرن الخير والإيمان في كل مكان، لذا لا يجب ان تقتصر رسالة دور تحفيظ القرآن الكريم على تعليم القرآن الكريم تلاوة وحفظا وتجويداً فقط بل يجب ان يتم تعليم كافة العلوم الشرعية من أيدي متخصصين وماهرين بها وذلك لكي نحقق الصحوة الإسلامية المطلوبة والأمة المسلمة قولا وعملا.
زيادة المعلمات
وتؤكد د. ثريا حسن علي، عميدة كلية التربية للبنات الأقسام العلمية بحائل ان تطوير الدور النسائية الخاصة بتحفيظ القرآن الكريم يستلزم العمل على زيادة عدد المعلمات خريجات تحفيظ القرآن، وتعيينهن في دور تحفيظ القرآن الكريم لأنهن أجدر وأبرع في تجويد القرآن وتلاوته، وان يكون في الدار مكتبة تجارية تمويل المصاحف الكبيرة، والأشرطة، وأشرطة الكاسيت، وأشرطة الكمبيوتر للقرآن، كذلك توفير الكتب الدينية، والتفاسير المختلفة، والاهتمام بتعليم الكبيرات القراءة بحيث يكون هناك سنة لتعليم الكتابة والقراءة، أو على الأقل الحروف الهجائية قبل حفظهن لكتاب الله، كذلك العمل على استضافة العلماء، والدعوة لالقاء الدروس على الحافظات، وحثهن على الاستمرار على هذا الطريق، والدعوة إلى الله، والدعوة إلى زيادة عدد الدور النسائية في كل الأحياء والقرى في كل منطقة، وتوفير المواصلات إليها.
وتضيف د. ثريا: ويمكن ان تسهم الجمعيات الخيرية والدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم في خدمة الدعوة إلى الله، من خلال إقامة أمسيات دينية، وتوزيع الأشرطة الدعوية، وإجراء مسابقات على هذه الأشرطة، كذلك إقامة حلقات مفتوحة في نهاية الأسبوع في نفس الدار، تكون الدعوة مفتوحة، يلقى فيها مواضيع هامة لعامة الناس، مشيرة إلى ان أبرز الفوائد والثمار التي حققتها دور تحفيظ القرآن الكريم النسائية للفتاة السعودية هي حفظ كتاب الله الكريم، أو أجزاء منه، وتجويده، وتفسيره، وان كانت رسالة دور تحفيظ القرآن الكريم يجب ألا تقتصر على تعليم القرآن الكريم تلاوة وحفظا وتجويداً وتفسيراً، ونتعداه لتشمل أكبر قدر من العلوم الدينية والشرعية.
دورات في تفسير القرآن
أما د. نبوية سالم القاضي، رئيسة قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بالمدينة المنورة فتقول ان الجمعيات الخيرية المباركة لتحفيظ القرآن الكريم ولله الحمد حققت أكبر الأثر في تنشئة جيل من البنات يُقبل على القرآن الكريم، ويلتزم بهديه ونهجه وأحكامه، وهناك بالفعل إمكانية لتطوير الدور النسائية الخاصة بتحفيظ القرآن الكريم، على الرغم من نجاح هذه الدور في مهمتها على الوجه الأكمل، إلا انه يجب عمل دورات في تفسير القرآن لمعلمات القرآن من قبل هيئة التدريس بالكليات والجامعات، كذلك تعليم كتاب: «آداب حملة القرآن» للنووي لحفظة القرآن قبل الشروع في الحفظ، كما يمكن ان تقام في هذه الجمعيات دروس منهجية في كيفية الدعوة إلى الله تعالى، وطرق ووسائل ذلك عن طريق القاء الندوات والمحاضرات والدروس الدينية أسبوعياً حتى تكون الحافظة لكتاب الله داعية إلى الله عز وجل على منهج وطريق قويم، وان تتحلى بخلق القرآن لأنها تعتبر القدوة الأولى في المجتمع.
وترصد د. القاضي أبرز الفوائد والثمار التي حققتها دور تحفيظ القرآن الكريم النسائية للفتاة السعودية فتقول: من أهم ما تحقق شغل وقت الفتيات بما يعود عليهن بالنفع لدينهن ودنياهن ووطنهن، وربط الفتيات بكتاب ربهن ليكون لهن منهاجا في هذه الحياة، ونوراً بعد الممات، وتشجيعهن على التمسك بهذا الدين القويم وتطبيق شرائعه من خلال حفظ كتاب الله تعالى، وتوثيق العلاقات الإيمانية الأخوية بين الطالبات والتعاون والبر والتقوى حيث تجتمع الفتيات في أعظم الدور لأعظم هدف وهو حفظ كلام الله عز وجل، ويتضح أثر ذلك في تعامل الفتيات مع أسرهن أولاً ثم المجتمع ثانية.. فإذا صلحت صلح المجتمع بإذن الله تعالى، ويمكن تقسيم الفصول في هذه الدور إلى مستويات «للأمهات فصل خاص وللأطفال وللمتعلمات» وتخصيص منهج لكل مستوى مما يؤدي إلى تحقيق الفائدة المرجوة.
وتضيف رئيسة قسم الدراسات الإسلامية أن رسالة دور تحفيظ القرآن الكريم يجب أن لا تقتصر على القرآن الكريم فقط، ولكن لابد من ضرورة توسيع نطاق دائرة عمل دور تحفيظ القرآن لتشمل مع تعليم القرآن الكريم تلاوة وحفظاً وتجويداً وتفسيراً الاهتمام بسائر العلوم الدينية والشرعية كتعليم العقيدة الصحيحة على أيدي متخصصين على منهج سليم والتفسير والفقه والحديث ولو بشكل مبسط حتى يتسنى للطالبات تطبيق ما يحفظنه في صدورهن في واقع حياتهن وضرورة التوافق التام بين العلم النظري والعملي والتواؤم الصادق بين الإيمان العقدي والالتزام السلوكي وهذه هي الغاية القصوى والأكيدة التي نزل من أجلها القرآن الكريم.
التربية الإيمانية للمرأة
من جانبها تقول د. أميرة العبدالعال رئيسة النشاط بكلية العلوم بالدمام: إن تطوير أداء ومستوى الدور النسائية الخاصة بتحفيظ القرآن الكريم يتطلب قدراً من التنويع المستمر في البرامج المعتمدة بها، وان يكون لهذه الدور مقر خاص بها في أحياء متفرقة، فقد يكون بعد المكان عائقاً عن التحاق كثير من النساء والفتيات بها، كما يجب التركيز على تفسير القرآن وحفظه وفهمه والأهم ربطه بالواقع الذي تعيشه المرأة.
وفيما يخص اسهام الجمعيات الخيرية والدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم خدمة الدعوة الى الله، تؤكد د. اميرة ان الهدف الاول والاسمى لهذه الجمعيات هو حفظ كتاب الله وتفسيره وتجويده لاكبر عدد من الفتيات والنساء، وغرس الولاء في نفوس الحافظات لهذه المؤسسات مما يعود عليها وعلى البلد بالخير ويؤدي بالتالي الى توجيه كل طاقات المتخرجة منها لخدمة الدين من امر بمعروف ونهي عن منكر والدعوة بكل الوسائل الممكنة لما فيه الخير وحثها للأخريات بالالتحاق بهذه الدار، ويمكن تعظيم هذه الاهداف باقامة المحاضرات والندوات والمسابقات الدينية الهادفة، وخاصة العائلية منها، واقامة الاسواق الخيرية بشكل دوري منتظم حتى يعتاده الناس ويألفوه لما يتركه ذلك من اثر في تربية افراد المجتمع، مشيرة الى ان ابرز الفوائد من هذه الدور هو شغل وقت المرأة بما هو مفيد، وتحقيق التربية الايمانية لها بشكل تدريجي وبالتالي يسهل عليها غرسه في ابنائها وبيتها وجيرانها بمعنى ان التغيير يحدث شيئا فشيئا فتنتقل المرأة الى الافضل في السلوك والاخلاق وتحمل المسؤولية، كما انها وفرت للمرأة العديد من الاخوات الصالحات وحققت لها المحبة في الله مع الكثير من بنات جنسها فجعلتها تعيش حياة الجماعة لا الانفرادية.
فوائد ثمار الدور
اما الاستاذة حصة بنت ابراهيم القعير مديرة ادارة الاشراف التربوي بتبوك فتقول: ان جهود الدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم الطبية والحثيثة في سبيل تنشئة الابناء على حفظ كتاب الله وتربيتهم على أسس الايمان والتقوى والدعوة الى الله عز وجل تحظى بكل تقدير، ومصدر فخر لهذه البلد المبارك، من خلال عقد اللقاءات الدينية والقاءالمحاضرات والدروس بالحدائق والمدارس والسجون النسائية والمنتزهات والاسواق النسائية ايضا وتوزيع المطويات والمنشورات والاشرطة الدينية، اضافة الى انشاء حلقات التحفيظ التابعة لهذه الدور لمختلف المستويات وبمختلف الاحياء، مشيرة الى انه ليس ثمة فوائد اهم ولا اعم ولا اشمل من تربية الفتاة السعودية على مبادىء ، وقيم، وقوانين الشريعة الاسلامية المستمدة من كتاب الله عز وجل، وسنة رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - فالنجاح في ذلك يعني صلاح الاسرة، وبصلاح الاسر يصلح المجتمع، وبصلاح المجتمعات تصلح الشعوب، وترتقي الامم، وصدق الشاعر حين قال:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
وتضيف مديرة الاشراف التربوي بتبوك: ان علم القرآن الكريم علم مستقل بذاته تتفرع من اصوله علوم مختلفة وقد خص الله سبحانه وتعالى تعلمه وتعليمه بأفضلية تليق به، فعن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، فتعليمه وتعلمه من اجل الاعمال الصالحة التي توثر في اجيال الامة وتساهم في تنشئتهم تنشئة اسلامية وتربيتهم على القرآن والتأدب بآداب الاسلام والتخلق بأخلاقه، فهو منهج الامة ودستورها وقد وردت فيه الاحكام عامة، جاءت لتوضيحها سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولكي تؤدي دور تحفيظ القرآن الكريم دورها التوعوي ارى ان تتوسع لتشمل العديد من العلوم الدينية والشرعية لتؤهل الملتحقة بها بطبيعة دورها التوعوي والتعليمي في المجتمع.
تجربة ناجحة في القصيم:
وتشيد الاستاذة حصة المهنا مديرة ادارة الاشراف التربوي بالقصيم بدور جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ودورها النسائية، وما قدمته من فرص تعلم القرآن الكريم لكافة الفئات، للمتعلمة، والامية، للصغيرة والكبيرة، وحرصها على تعريف المرأة برسالتها وعلى اكسابها بعض المهارات العملية التي تعينها على القيام بدورها بنتا وزوجة، اما من خلال الدورس والمحاضرات التي يقدمها العلماء في العلم الشرعي، او من خلال تنفيذ المسابقات والدورات التي تزود المرأة بمهارات تلزمها في حياتها، كما هيأت لها الاطلاع والقراءة والتتبع والبحث في المراجع والكتب التي تضمنها المكتبات الخاصة بها ويلمس الجميع بركات هذه الدور على الناشئة تربية وتهذيبا وشغلا لاوقات الفراغ والاستفادة من الطاقات بخير عمل، كما انعكست على المستوى التعليمي للطالبات اللاتي التحقن بها، اضافة الى الاثر الممتد الى معظم البيوت مما جعلها حقا مركز اشعاع تبدو آثاره لكل عين ويلمس اثره كل فرد وبخاصة بعد اتساع مداها وتجنيد عدد كبير من المؤهلات للاشراف عليها.
وتضيف الاستاذة المهنا: وللاستفادة من هؤلاء المشرفات على دور تحفيظ القرآن الكريم في مجال الدعوة وتحفيظ القرآن الكريم لابد من التنسيق بين المسؤولين للموافقة على تكليف عدد منهن لزيارة مدارس تعليم الكبيرات واعطاء المحاضرات والترغيب في حفظ القرآن الكريم، وهناك تجربة ناجحة في منطقتنا تؤكد الآثار الحميدة المباركة لهذا التعاون، كما تجلى الاثر الدعوي لهؤلاء المشرفات من خلال الحلقات التي تقام في المساجد بهدف الوصول الى قاعدة اكبر من النساء، وطمعا في الحصول على امثل النتائج ارى عقد دورات للمشرفات على جماعات تحفيظ القرآن الكريم لرفع كفاءة من تحتاج الى ذلك في التلاوة والتجويد والدعوة، كما ارى توسيع النشاط ليشمل العلوم الدينية الاخرى كالتوحيد والحديث الشريف.
دورات في القراءات
وتتفق الاميرة جواهر بنت عبد الله بن مساعد آل سعود مديرة الاشراف التربوي بمنطقة الحدود الشمالية مع الرأي القائل بحاجة الدور النسائية الخاصة لتحفيظ القرآن الكريم الى التطوير، ولاسيما القائمات على هذه الدور بأن تقام لهن دورات تدريبية على الدعوة، اضافة الى دورات في قراءة القرآن الكريم واتقانه، كما ينبغي الا يسند التدريس في هذه الدور الا لمن هن اهل لذلك.
وتضيف مديرة ادارة الاشراف التربوي بمنطقة الحدود الشمالية: نود ان تنتشر هذه الدور والجمعيات بشكل اوسع عن طريق القاء المحاضرات والندوات اسوة بالرجال الدعاة في هذا المجال وان يعلن عن هذه المحاضرات بشكل مناسب وان تختار المواضيع المناسبة، حتى لا يقتصر عملها على تحفيظ القرآن الكريم فقط بل يشمل اكبر قدر من العلوم الدينية حيث يخصص فرع في الدار مثلا لحفظ كتاب الله وفرع للتفسير وفرع للعقيدة وهكذا.
فتح المعاهد بعد الحفظ
من جانبها تؤكد الاستاذة جميع بنت محمد رزيق، مديرة القسم النسائي بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بجازان ان الدور النسائية حققت اهدافها في تنشئة جيل من البنات يقبل على القرآن الكريم ويلتزم بهديه ونهجه واحكامه ويتميزن بالصدق والامانة والعدالة وحسن الخلق، مشيرة الى ان تطوير هذه الدور يتحقق باقامة دورات في تجويد القرآن الكريم على ايدي علماء متخصصين، واستضافة قراء لديهم علم بالقراءات لتدريس القرآن الكريم وتبادل الخبرات واعطاء المتفوقات اجازة بالتدريس، كذلك تنظيم مناهج على مستوى المملكة لتدريس القرآن والتفسير والحديث، بما يضمن تخريج معلمات حافظات مفسرات للقرآن الكريم ثم موجهات لمتابعة التدريس حاصلات على شهادة موثقة بذلك.
وتضيف الاستاذة جميع: ولاشك ان الجمعيات الخيرية والدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم تستطيع ان تسهم بفعالية في خدمة الدعوة الى الله، ويمكن تحقيق ذلك من خلال فتح معاهد بعد حفظ القرآن الكريم لتخريج دعاة وداعيات مؤهلات لخدمة الدعوة او من خلال دورات دعوية تحت اشراف الجمعيات والدور النسائية.
مشيرة الى الفوائد التي حققتها الدور من حفظ اوقات الفتاة من الضياع وحفظ كتاب الله تعالى بما يضمن تنشئة ام صالحة تخرج القادة والرجال الصالحين والحافظين والحافظات لكتاب الله وهو ما يدعو الى ان تتوسع هذه الدور لتشمل اكبر قدر من العلوم الدينية والشرعية.
قصور في أحكام التجويد
أما الأستاذة شريفة حاسن الغامدي مديرة الإشراف التربوي بالباحة فتقول: لقد حققت هذه الدور النسائية هدفها في تنشئة جيل من البنات يقبلن على كتاب الله، ويدل ذلك على إقبال عدد كثير من الفتيات والنساء الكبيرات في السن على مسابقة الأمير/ محمد بن سعود لحفظ كتاب الله من الجمعيات الخيرية بمختلف المحافظات، رغم وجود قصور في معرفة أحكام التجويد لعدم وجود معلمات مختصات يقمن بالإشراف على تلك الحلقات، لكن مازالت هناك حاجة لتطوير هذه الدور، وإنشاء دور خاصة لتحفيظ القرآن الكريم يقوم بالإشراف عليها مختصات، ويكون هناك رئيسة ومساعدة ومعلمات مختصات في القراءات والتجويد، وتزويدها بمكتبة خاصة تشمل على كتب الشريعة الإسلامية للرجوع إليها عند إقامة المحاضرات والندوات الدينية، وذلك لتنشئة جميع الملتحقات بهذه الدور تنشئة أساسها كتاب الله ومنهجه وتطبيق أحكامه، وتأمين وسائل المواصلات لهذه الدور مما يساعد على التحاق أكبر عدد ممكن من الحافظات لكتاب الله.
وفيما يتعلق بقدرة الدور النسائية على القيام بواجب الدعوة بين النساء.. تضيف مديرة إدارة الإشراف التربوي بالباحة: تستطيع الجمعيات الخيرية، والدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم الإسهام في خدمة الدعوة إلى الله، بعد تأهيلها وتزويدها بالمراجع الهامة، وإقامة الندوات والمحاضرات الدينية، كذلك الاهتمام بتدريس العلوم الشرعية مثل: الفقه، والقراءات، والحديث، والسيرة النبوية.
ميزانية خاصة
من جانبها تؤكد د. نورة بنت عبدالرحمن الخضير رئيسة قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بالرياض أن الدور النسائية حققت الهدف المنشود منها إلى حد كبير، رغم قلة إمكاناتها، وحاجتها إلى التطوير، وذلك بتوفير ميزانية خاصة قابلة للزيادة لكل منها، كذلك تخصيص المباني والمنشآت، والاهتمام بإدارات هذه الدور التي تستقطب أكبر قدر ممكن من الدراسات، بما يضمن إسهام هذه الجمعيات الخيرية، والدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم في خدمة الدعوة إلى الله عن طريق تنظيم المحاضرات والندوات الدورية وتعاون الدور بعضها مع البعض.
الحماس بدون أسلوب!
بينما اقترحت عميدة كلية البنات للأقسام العلمية ببريدة الدكتورة منى بنت عبدالله الدامغ إقامة دروس ودورات للنساء «ربات البيوت»، في كيفية إلقاء المحاضرات، والدعوة من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، بحيث يتم تقويم الأسلوب لديها، لأن معظم النساء عندما يتعلمن يكون لديهن حماس لتطبيق ذلك، لكنهن يفقدن الأسلوب، مما يقلل من النتائج الإيجابية، مؤكدة أن هذا التقويم له أثر كبير في تعديل أخلاقيات أبنائها، بحيث تدرب الأم على أساليب تجعل أبناءها، وكل أسرتها يتقبلون ما تقدمه لهم من فوائد ونصح، مبدية رأيها في ضرورة إقامة دورات خاصة للفتيات في كيفية تصحيح أخطاء الآخرين، سواء الأب، الأم، الأخ، الأخت، وجميع من حولها، لأن الفتاة ممكن يكون لديها حماس وأسلوب، لكنها تفقد العلم، ولهذا يجب أن تؤسس الفتاة بحيث يكون لديها معلومات بأهم الأمور التي ممكن أن تحدث، وكيف تحلها.
كما أوصت الدكتورة الدامغ بأن تساهم دور النساء لحفظ كتاب الله في مجال الدعوة إلى الله، بفتح دورات خاصة بالخادمات، بحيث تكون هذه الدورات تعلم الخادمات أحكام الدين، وأهمية الأمانة التي على عاتقها، وكيفية آداب التعامل مع الأسرة، وتصحيح مفاهيم خاطئة، وشائعة لديهن، بحيث تكون الخادمة رسالة دعوية عملية في بلدها وبلدنا.
كذلك طالبت بتنظيم يوم مفتوح كل أسبوع في كل دار لنساء الحي، تكون فيه محاضرات تحل مشكلات النساء في الحي، حيث تكون منطلقة من تساؤلات تقدمها نساء الحي مسبقاً، وتتخللها أطباق خيرية بحيث يفتح المجال لدى نساء الحي للمشاركة، لأن هناك نساء وفتيات لا يتسنى لهن الحضور طوال الأسبوع، بسبب ظروف تعتري كثير من الأسر.
وعددت الدكتورة منى الدامغ الفوائد التي تجنيها النساء من دور التحفيظ، قالت: على سبيل المثال لا الحصر: حفظ كتاب الله، وهي أكبر فائدة تجنيها النساء، وبر الوالدين، وتحسين أخلاقيات واهتمامات فتياتنا وأمهاتنا، وحرص الفتاة على التمسك بدينها وحجابها، والدفاع عنه ونشره، ومعرفة وإلمام الفتاة بأحكام مهمة في حياتها، وخاصة الطهارة، وصححت أفكار الفتيات أمدتها بمعلومات تساعدها على تكوين أسرة متزنة، وأسس تربية الأبناء كما يحب الله ويرضى، والانشغال بالطاعة عن أي مشاكل.
وحول توسيع رسالة دور حفظ كتاب الله، دعت عميدة كلية البنات للأقسام العلمية ببريدة إلى ضرورة توسيع دور حفظ كتاب الله، بحيث تشتمل على دورات في العقيدة- الفقه، خاصة في كيفية التعامل مع الزوج والأبناء، ودورات في الحديث وأحكامه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.