له وخز ساخن يعبر به وجهك.. وله تدافع حارق يكاد يجرف رموش عينيك ويقتلعها.. ** اليوم تشعر لأول مرة أن الدموع تستحيل الى وردات بيضاء تزين وجنتيك.. وردات تتفتح أكثر فتمنحك شجناً ممتداً من القلب النابض بالحياة إلى القلب المغرورق بالتراب.. ** كنت دائماً تشعر بحبل سُرّي يصلك بأمك وهي ترقد تحت التراب وأنت تخطو على الارض.. هادئ الخطوات خوف اجتراح الصمت علي الراحلين.. ** اليوم تشعر أكثر بالحبل السُرّي تستقرئ عبره الملامح وتنصت إلى الدعوات ولا تزال فيك عبرة ساخنة وجارحة.. تستحيل أحياناً مفاجئة إلى ورد شفيف يهطل من عينيك ويصافح وجهك.. تلتقطه يداك.. فترطبهما بماء الشجن الجميل.. * اليوم تفرح.. تحضنك عبارات التهنئة.. وتبتسم لك الوجوه.. وترى الوردات البيضاء.. في أيدي الصغار.. وفي ملامحهم.. وفي أثوابهم.. ويذكِّرك البياض بالشجن الدافئ الذي تغلق عليه مسام القلب إلا أنه يأبى إلا أن يظهر ويكشف أمرك.. ويقطع حميم الحديث مع وجه أمك ** وتثق أكثر بعدها.. أن كل الاشياء قابلة للتواري والاختفاء.. وقابلة للنسيان إلا ذاك الشجن الحميم الراحل الذي يرافقك.. يعيش معك.. ما زال كما كان يُملي عليك حبه وحكمته.. ويغذيك برؤاه الصائبة تماماً مثل ما كان يغدق عليك في حياته.. فهو الشجن الذي لا يغيب!! وهو القمر الذي لا يبارح منتصف الشهر دائماً وأبداً مضيء ومدهش!! [email protected]