ضربت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش بالحذر عرض الحائط في سياستها تجاه إيران وخاطرت بدعم المحافظين وقدمت أملا زائفا لمعارضيهم من الطلاب والإصلاحيين. ويقول خبراء في شؤون إيران ونقاد لإدارة بوش إن الولاياتالمتحدة من خلال شن حملة ضد البرنامج النووي لطهران والدعم العلني للطلبة المحتجين تضع نفسها في الإطار الامبريالي النمطي الذي استغله حكام إيران على مدى الأعوام العشرين الماضية لمساعدتهم على البقاء في السلطة. وقال مسؤول أمريكي كبير يوم الجمعة إن واشنطن تحتفظ بحقها في القيام بتحرك عسكري لمنع إيران من إنتاج أسلحة نووية وهو تصريح يقول المحللون إن لغته يمكن أن تدعم رجال الدين الإيرانيين الأقوياء المناهضين للولايات المتحدة، ويقول جوان كول بروفسور تاريخ الشرق الأوسط الحديث في جامعة ميتشيجان إن الدعم الصريح للطلاب يمكن أن يأتي بنتيجة عكسية لإدارة بوش لأنه سيجعل من السهل على المحافظين اتهامهم بأنهم صنيعة للولايات المتحدة، وقال عبدالعزيز ساكدينا بروفسور الدراسات الإسلامية في جامعة فرجينيا وهو اكاديمي يزور إيران من حين لآخر: «يجب أن تتراجع لهجة الغطرسة قدر الإمكان، إذا لم يحدث ذلك فلا أرى أملا كبيرا في نجاح السياسة الأمريكية في إيران». ويضرب العداء للولايات المتحدة بجذوره في إيران بسبب الدعم الأمريكي للإطاحة برئيس الوزراء الأسبق محمد مصدق عام 1953 وعدم مبالاتها بالقمع الداخلي في ظل حكم الشاه الراحل الذي أطيح به عام 1979. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون اقتربت من الاعتذار عن التدخل في الشؤون الإيرانية وعملت بجد من أجل تحسين صورة الولاياتالمتحدة في إيران، وتتبع إدارة بوش نهجا مختلفا بصورة راديكالية يعتمد على محاولة عزل حكومة طهران دولياً وتشجيع المعارضة الداخلية، كما أنها مارست ضغطا جغرافيا استراتيجيا بغزو أفغانستان والعراق وهما جارا إيران من الشرق والغرب، ويقول المسؤولون الأمريكيون إن دعم واشنطن للاحتجاجات الإيرانية مسألة مبدأ لكن المحللين يقولون إنه ليس مفهوما من الناحية العملية لأن من غير المرجح أن تتفاقم الاحتجاجات ما لم ينضم لها العمال والتجار، وعبَّرت المظاهرات عن الغضب تجاه الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي وأيضا الساسة المحافظين الذين يعرقلون محاولاته للإصلاح. وقال محللون إن المظاهرات التي لم يزد عددها مطلقا على خمسة آلاف فرد أرغمت على التوقف بسبب الوجود الأمني الكثيف في الشوارع، وقال رسولي نفيسي محلل شؤون الشرق الأوسط وبروفسور علم الاجتماع في جامعة ستريير «توقع أن تكون هذه المظاهرات مثل ما حدث في أوروبا الشرقية يعطيها أكبر من قيمتها، لا أعتقد أنها ستؤدي إلى أي شيء في أي وقت قريب».