كشف استطلاع للرأي أجراه البنك الدولي مع 2600 من قادة الرأي في 48 دولة أن مكافحة الفقر تعتبر هي المفتاح إلى السلام والاستقرار العالميين. إلا أن معظم من شملهم الاستطلاع رأوا أن الفجوات في الثروات تزداد داخل وبين بلادهم. وأعرب معظم الذين شملهم الاستطلاع وهم شخصيات بارزة في الحكومات ووسائل الاعلام والمجتمع المدني والجامعات وشركات واتحادات عمالية عن شكوكهم في أن العالم سوف يفي بهدف التنمية الذي حددته الاممالمتحدة للالفية الثالثة بتخفيض الفقر العالمي بمقدار النصف بحلول عام 2015. وظهرت فكرة أن مكافحة الفقر هي السبيل إلى السلام بقوة في دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ووافق عليها 91 في المئة ممن شملهم الاستطلاع أما في جنوب آسيا فقد أيدها 87 في المئة وفي الشرق الاوسط وشمال إفريقيا 79 في المئة. وفي الدول الغنية وافق على الفكرة سبعة من كل عشرة شملهم الاستطلاع. وبالنسبة للاستطلاع، قامت جمعية برينستون للابحاث المسحية بسؤال الذين شملهم الاستطلاع في الفترة ما بين تشرين الاول/أكتوبر وآذار/مارس الماضيين. وهي الفترة التي شهدت عملية الحشد لحرب العراق والتي بررتها إدارة بوش بأنها خطوة نحو المزيد من الامن في العالم. وقد تبنى البنك الدولي الذي يبعد مقره عن البيت الابيض بعدة بنايات رسالة أن الفقر يولد الصراع وأن اليأس يولد الارهاب وذلك منذ هجمات 11أيلول /سبتمبر2001 والتي مهدت لمرحلة الحرب في أفغانستانوالعراق. وشدد رئيس البنك الدولي جيمس ويلفنسون على هذه النقطة قائلا «في زمن إعادة البناء بعد الصراع فإن هذه الرسالة بصفة خاصة ذات أهمية، فإذا أردنا عالما أكثر سلاماً واستقراراً. وجب علينا استعادة الامل والرفاهية لثلاثة مليارات من البشر يعيشون بأقل من دولارين يوميا». وتبنى ويلفنسون فكرة الصلة بين الفقر والصراع في قمة الارض في جوهانسبرج عام 2002 وفي مناسبات أخرى وحث الدول الغنية على التصرف بصورة عالمية وفتح أسواقها أمام المزارعين الفقراء في مستعمراتهم السابقة، والوفاء بأهداف مساعداتهم بمنحهم نسبة مقدرة من الناتج المحلي الاجمالي. ولكن الاستطلاع كشف عن تشكك واسع النطاق في أن المجتمع الدولي سيحقق أهداف التنموية المتفق عليها في نيويورك في عام 2000 وهي تتضمن تقليل الفقر العالمي إلى النصف بحلول عام 2015 من خلال إنجازات في مجالات الصحة والتعليم والزراعة وغيرها. وفي حين أن أربعة من بين كل 10 من قادة الرأي في شرق آسيا وأمريكا اللاتينية يأملون في إنجاز أهداف الألفية. كان الذين شملهم الاستطلاع في الدول المانحة الغنية وخاصة فرنسا واليابان وسويسرا والولايات المتحدة أقل تفاؤلاً.