ان من الثابت التي لا ريب فيها تحريم الإسلام الاعتداء على النفس والمال وتأكيده على تحريم القتل بغير حق ومن فعل ذلك فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب. وقد حذرنا ديننا الإسلامي من قتل المؤمنين قال تعالى:{وّمّن يّقًتٍلً مٍؤًمٌنْا مٍَتّعّمٌَدْا فّجّزّاؤٍهٍ جّهّنَّمٍ خّالٌدْا فٌيهّا وّغّضٌبّ اللهٍ عّلّيًهٌ وّلّعّنّهٍ وّأّعّدَّ لّهٍ عّذّابْا عّظٌيمْا} وكثير ممن وقع ضحايا الانفجارات هم من المسلمين الذين لا ذنب لهم منهم سعوديون وغير سعوديين. وحتى لو كان هناك غير مسلمين فلا يجوز ايذاؤهم ويعتبر هذا العمل اعتداءً اجرامياً على غير وجه حق قال تعالى: {وّقّاتٌلٍوا فٌي سّبٌيلٌ اللهٌ الّذٌينّّ يٍقّاتٌلٍونّكٍمً وّلا تّعًتّدٍوا إنَّ اللهّ لا يٍحٌبٍَ المٍعًتّدٌينّ} ويعتبر هذا العمل غريباً ودخيلاً على مجتمعنا السعودي وخطيئة يرفضها كل عاقل يؤمن بالله ويستهدي بهدى نبيه عليه الصلاة والسلام. إنه لمن المؤسف اشد الاسف ان يكون الجناة ممن عاشوا على هذه الارض وترعرعوا فيها وحضنتهم وعلمتهم حتى صاروا كباراً، ويردون على هذا الاحسان بهذه الطريقة السيئة، أهذا جزاء الاحسان! فبدلا من ان يفدوه بأرواحهم ويدافعوا دونه، يقوموا بهذا العمل المشين الذي يرفضه العالم باكمله ويستنكره. أما عن الدعوة الى الإسلام فهذه ليست الطريقة المثلى التي أمرنا بها ربنا عز وجل في كتابه قال تعالى:{ادًعٍ إلّى" سّبٌيلٌ رّبٌَكّ بٌالًحٌكًمّةٌ وّالًمّوًعٌظّةٌ الحّسّنّةٌ} وقد كان مجموعة من التجار الأوفياء يخالطون أمم الارض ويقدمون سماحة الاسلام وبساطته في اجمل صورة تميل لها القلوب وتحبها وتتقبلها، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة لنا دائماً نسير على هديه. فمن كان يريد الدخول في الإسلام ويشاهد هذه الأعمال ويعرف ان من يقوم بها هم من ابناء المسلمين يبتعد وينفر عن هذا الدين ويظهر في مخيلته تصور سيئ عن الإسلام. وعلى الشباب الذين يسيرون او يحاولون السير خلف أهل الضلال او الانجراف خلف بعض الدعايات المغرضة ان يتوقفوا وان يراجعوا انفسهم وان ياخذوا الفتاوى والعلم ممن هم أهل له وان يبتعدوا عن مواطن الشبهات التي لا تحمد عقباها. فنجد ان من قام بهذه الأعمال هم شباب غالبهم من صغار السن دون الثلاثين من العمر، الذين ليست لهم تجارب في الحياة وينقادون بسهولة خلف الشعارات المغرضة. بالإضافة الى وجود فجوة بين المجتمع والاسرة وغياب الواعظ والموجه. وعلى علمائنا وخطبائنا ان يوضحوا المنهج والفكر التكفيري وان يوضحوا للأمة وشبابها ما غم عليهم وما اشتبهوا في امره، وان يكون شبابنا أهلا لهذا التوضيح متفهمين له سائرين على النهج الصحيح، وان يتجنبوا اطلاق الاحكام على الناس من دون أي دليل قال الرسول صلى الله عليه وسلم «من دعا رجلا بالكفر او قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه» أي رجع عليه. وينبغي ان يكون لكبار أهل العلم وطلبة العلم الذين يثقون بالناس لفتاواهم حضور بارز في المجتمع وتنبيه دائم من الاخطار المحيطة المتوقعة بالمجتمع والقضايا الانية، وان تركز وسائل الإعلام جميعا على عرض برامج توعوية تفقه الناس بأمور دينهم وبما يحتاجونه من قضايا الساعة وان تلقى هذه البرامج اهتماماً بارزا ممن يعملون على بثها للمجتمع. وان تكون هناك حوارات هادئة مع الشباب الذين يعيشون فراغا روحيا يجب ملؤه بكل مفيد وبصدق ومحبة، خصوصا ان الاحصائيات تفيد في مجتمعنا السعودي ان 45% من عدد السكان اعمارهم لا تتعدى 16 سنة أي يجب ان ينظر لهؤلاء نظرة واقعية وموضوعية تربوية لتهيئة هذا الجيل على افضل توجيه وعدم تركهم حتى لا ينزلقوا في مهاوي الجريمة ولا يعرفوا الخروج منها للأبد. وتعتبر المملكة قاعدة وقلباً نابضاً للاسلام ومنبع الايمان والقرآن ومعاقل الدعوة ومنها ظهر سيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام. ولقد أمرنا الله سبحانه بطاعة ولاة الامر قال تعالى: {يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا أّطٌيعٍوا الله وّأّطٌيعٍوا الرّسٍولّ وّأٍوًلٌي الأّمًرٌ مٌنكٍمً } وقد نبه ولاة الامر الى التلاحم والتكاتف وان نكون يدا واحدة في مواجهة كل ما من شأنه الاضرار والإخلال بأمن هذا البلد.