لم يكن الأهلى يسير بقدمين ممشوقتين!! * ولا خطر بباله أن تسلب منه البطولة هكذا!! * أو أن ينتف.. النتيف.. من الساق إلى الساق!! وأن يضطر إلى التمدد من القائم.. إلى القائم!! * كان من هدوء الاتحاد ما جعله يقرأ كف الأخضر جيداً * ويقول لكل من يرونه أن الغلبة أخيراً للعميد.. * عشق الذهب.. فعشقه الختام!! * انف العجلة.. فزاده الصبر شموخاً!! * كان نهائياً رائعاً بكل المقاييس لا ينقصه إلا ذلك الملثم الأزرق..؟ القابع بعيداً عن أنظارهم.. يسكن الصمت.. ويتعالى الضحكات..!! كأني به الآن يتمدد ضحكاً من تعري أولائك الحيارى..؟! * ذلك المتعالي بهيمنته وشموخه عن كل العابثين.. عن كل الطحالب والأقزام.. * ذلك الذي لا يخرج إلا بعد أن يراهن الجميع على شيء من ذكراه!! * رأينا النهائي خالياً من سحنته البكر..!! * لكنه ازدان بمهرجان غربي هادر.. أنقصه «معجب» جزءاً من جمالياته..!! * رأينا العميد يلد..؟! * رأينا حمزة ينتصر * ورأينا كمارا يرسم فناً من العاج الأصفر!! * وكان القلعة يظهر كل ما لديه إلا «تيسير» الذي كان يغط في سبات عميق لم تنجح به حماقة «سويد» وتمثيل «المشعل» في ايقاظه!! * في الختام انتصر العميد ولا بد أن نكون منصفين ونبارك له الانجاز لأنه فعل كل شيء من أجل ملامسة الذهب.. * فعل المعقول.. واللامعقول. اشترى.. راهن.. اختطف.. دعم.. ونادى حتى بح صوته وها هو اليوم ينتصر ويرفع راية من رايات تنفس الصعداء!! * أما القلعة فسيبقى برجاله.. وانتصاراته.. ويكفيه أنه حقق أقوى بطولة عربية من فم الأسود العربية إياها!! * وتكفي إدارته تلك الانجازات والوجوده الشابة التي لم تأت لولا وجود عقلية مثالية تدرك مدى العمل وتسعى إليه.. * كاد الختام أن ينسينا ابن الوطن وسيد الانجاز «خالد القروني» ذلك الفتى الذهبي الذي يبرهن من فريق إلى فريق ان الوطن ورجالات الوطن هم أهل لكل ذلك.. * كان ختاماً والختام له مقاييسه وأنمطته وأسلوبه وسلوكه الذي ازدان بتشرفه أمير الرياض له.. وكان منصفاً حين اختار من يذهب إليه.. * شئنا أم أبينا فهو ختام لرياضتنا التي نعتز بها ما حيينا.. الكذبة التي صدقوها!! * انبرى رهط من باعة الأوهام.. ومروجي الأحلام.. إلى القول ان الدوري السعودي هو أقوى دوري عربي!! * وازداد أولئك في توزيع «السكر» على تلك الجماهير المغلوبة على أمرها والعيش على ذكرى الماضي الذي لن يعود!! * لن تعود أم كلثوم إلى مسرح المهندسين.. ولن يعود عبدالوهاب إلى عوده.. أبداً لن يعود رامي إلى حيثما حانوته ودفاتره.. ولن ينثر قيثارة الشرق إبداعيه حيثما كان.. فالأوهام لا تعيد الأمجاد!! * حاولنا أن نجد عذراً لأولئك.. * حاولنا جميعاً أن نصدقهم.. أن نسايرهم.. أن نسير في الركب وحدنا!! فكانت مساحة الاخفاق أكثر بكثير من أن نغدق الفجوة بأكوام الخطابة والكآبة!! * كلهم ماضون.. متوحدون.. عازمون على المسير ليلاً؟!.. إلا نحن!! * كلهم يخطبون الود.. يتحركون.. يغيرون.. يتغيرون.. إلا نحن!! * كلهم يدفعون من أم جيوبهم.. ليقيموا ليالي النهج.. وينادون بعقول النشء؟!.. إلا نحن.. * ونحن فقط الذين كتب علينا السير والسير إلى خط النهاية الوهمي!! * خرجت فئة من الغيورين تجوب بلاط «صاحبة الجلالة».. فنادت واستشهدت بما وصل إليه الحال في الدوري الإماراتي أو القطري «كمثل قريب» من قفزة لا يشق لها غبار وفي فترة وجيزة جداً جعلتنا نعيش على أطلال الماضي القريب!! ناهيك عن لاعبيهم ومدربيهم الأجانب وما يتم توفيره لهم من امكانيات مادية ومعنوية ودعائية جعلتهم بلا منازع المنافسين الأقرب لزعامة القارة الآسيوية. * ثم ما لبث أن تناسى أولئك الغيورون ما وصلت إليه الرياضة اليابانية من احياءٍ للعدم في زمن قياسي لا يقهر ولا يضاهى.. رائفين بحالنا الذي ينتحب جزافاً.. ورغم كل ذلك راحت أصواتهم أدراج الرياح؟! * وذهبت فئة أخرى منهم للكتابة عن اعادة الدوري السعودي إلى حيث ما كان أسوة بدوري أندية العالم أجمع.. وبرروا ذلك إلى الاستفادة من طوله ومشقته الذي لن يستطيع المسير فيه «متوحداً».. إلا صاحب البديل الجاهز على أن يكون لكل أسبوع مباراة للفريق الواحد رأفة بهم من الاجهاد.. كما ذهبوا إلى المناداة باستحداث بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين لتقام بين بطل الدوري وبطل كأس ولي العهد وذلك لمحاولة اعطاء التنفس الصناعي للجماهير التي تحتضر في الحضور لملاعبنا، وذلك بالعودة للحضور منذ بدايات الدوري دون أن نحصرهم أو نلفت أنظارهم بمباريات المربع فقط.. ثم لماذا لا يتم حجب مباريات الدوري من قبل التلفزيون السعودي للمدينة التي يلعب فيها صاحب الأرض.. فمثلاً لو كانت هناك مباراة لفريق من محافظة جدة وفريق من الرياض على أرض الأول فتنقل المباراة على تلفزيون الرياض وبقية مناطق المملكة وتحجب عن جدة لما في ذلك من دافع للجماهير للحضور بحيث لا يجد رياضي جدة إلا الاستعانة بالقنوات المشفرة التي سيرتفع دخلها وأيضاً عقدها الذي ستبرمه مع الاتحاد السعودي لكرة القدم والذي سيختلف عن ذي قبل؟! بمردود يناسب ما هو عليه من مميزات. * ثم ماذا عن تجديد عقد اللاعب بتاريخ محدود من قبل لجنة الاحتراف في منتصف الدوري مثلاً أو عندما يقارب على نهايته دون وضع المعايير للتجديد عند نهاية الموسم مباشرة حتى يكون النادي على ثقة من حاجته دون ضغط نفسي للتجديد في مباريات هامة؟! ولعل في لاعب الأهلي «الواكد» مثلاً قريباً من ذلك. * ولكن كلّت الأقلام وجفت الصحف التي ذهبت أدراج الرياح دون أن يتحقق الهدف الذي سعى إليه أولئك فلا الدوري عاد لما كان عليه ولا أقلامهم سلمت من عبارات النقد والتجريح؟! * وسيمر زمن طويل يلتمس الدوري فيه الطريق.. فليس ثمة أمل في شفاء!! طالما تأصل الداء وانعدم الدواء!! * ولأن الأمر كذلك.. ولأننا نؤمن أن ما نقوله ونكتبه هو من مبدأ الغيرة على رياضة وطننا.. ولأننا نثق في كل شاردة أمل يراها صناع القرار الرياضي ولأن السواد الأعظم قد صدق كذبة «أقوى دوري عربي».. فقد صممنا آذاننا وتركناهم يستمتعون برمي شراك أقوالهم وسندعهم كذلك شريطة أن يتحقق ما وعدوا به.. ولو تغييرات صغيرة على سحنة الدوري السعودي الشاحبة!! العرق لم يجف.. والأجير ينتظر!! * يبدو أن الحملة التي تشن على الحكام منذ أمد قريب باتت تلقي بظلالها على القرار الذي ينتظر أن تقوم به رعاية الشباب اعتباراً من الموسم القادم بعملية تخفيض للاعاشة وبدل المواصلات الخاصة بالحكام. * ولو أعدنا النظر في مثل هذا القرار لوجدنا احتمالية وجود الاعتذارات بشكل أكبر.. وذلك لبعد المسافة التي ستقام فيها المباراة المحددة والتي لا ترتقي في دخلها لحكم المباراة إياه ناهيك عن تأخر مستحقاتهم إلى زمن قد يصل إلى سبع سنوات!! * ولعل من ايجابيات هذا القرار ترك الازدواجية في التحكيم عما كان الوضع عليه سابقاً من قيام حكم واحد بتحكيم أكثر من لعبة.. * وفي منتصف المطاف.. كلنا أمل في الاتحاد السعودي حيال إعادة هيكلة الأنظمة والقاء الظل ولو بسرعة دفع المستحقات القديمة للحكام.. فعرق أولئك يجري وأجرتهم تنتظر؟! نواف.. أيها السائر متوحداً * أيها السائر ليلاً.. ملتحفاً بوهج السماء. * أيها المارق من وحشة الليل.. لترسم لنا طريق الانجاز.. * أيها المتوحد في الإبداع.. الماضي دون ضوضاء الآخرين وشوشرتهم!! * إنه التوحد الصامت الذي لا ينطوي تحت جناح الاتكالية والمراوغة.. * وهج امتد صداه إلى ما هو أقصى من الشرق وأدنى..!! * لقد جعلتهم يتخلصون من تلك الزهور البلاستيكية التي توهموا ذات يوم أنها زهور حقيقية!! * لقد جعلتهم يؤمنون بأن البياض هو صبغة الانقياء.. وأن الذهب هو مصير كل عمل جاد مخلص.. رسم بأنامل من عرق!! * روح تنبض بالعمل.. وعينان تساهران أرق التشريف!! * وأصابع تشير إلى حيث الانجاز.. هو أكثر من كل ذلك «نواف بن محمد».. * سنظل يا نواف نحتسي صمتك الجميل المزين بجائزة التميز الرياضي وهو على كل حال أشرف لنا من ضوضاء أخرى كثيرة تتقاذف إلينا بين الفينة والأخرى مدعية أنها تصنع الجمال؟! * سندع اليوم لأعيننا أن تمعن النظر إليك أكثر علها تجد حلاً لمعضلة معادلتك الصعبة.. التي يحسدك عليها الآخرون؟! * إذاً لتغمض عيناك يا «نواف» بجائزة أنت أهل لها فلم يعد في الوقت متسع لسواك!!