ونحن على أعتاب عام جديد بعد أن ودعنا عاما مضى بأفراحه وأتراحه وبكل ما فيه.. ها هي ورقة تسقط من عمر الزمن بعد ان سبقتها أوراق وستلحقها أوراق أخرى شئنا أم أبينا.. وكل عام يمر يضيف لرصيد العمر عاماً آخر.. وهذه سنة كونية يدبرها رب هذا الكون.، ولكن هل لنا من وقفة على اطلال هذا العام «1423ه» فكم من أناس عشنا معهم أعواما مضت أين هم الآن؟ فهل نعتبر؟!.. ترى من السعيد ومن الشقي فيه؟.. ماذا عملنا فيه؟.. هل أعمالنا حسبت لنا أم كانت وزراً علينا؟.. ماذا عملنا من الطاعات والأعمال الصالحة الخالصة لوجه الله؟.. من منا من قام بحق أيام هذا العام ولياليه؟.. من منا من استيقظ في ليلة يناجي بالدموع ربه؟.. من منا من ظل نهاره يأمر بالمعروف أو ينهى عن منكر أو يسعى بين الناس بالخيرات فحسب يومه له لا عليه.. ونحن على مشارف الرحيل، من منا من يظن ان يكمل هذا العام فيقطع عليه ملك الموت أمانيه، وينزع روحه ويصبح بين عشية وضحاها في ذمة الله..؟ من منا من ودع معنا العام الماضي «1422ه» وهذه السنة نتذكره بعد ان أصبح في عداد الموتى عند رب كريم؟.. ثم من منا والعياذ بالله قد أشغل ليله ونهاره بمعصية الله وترك الفرائض ومخالفة الجماعة، فكان وزراً على هذه الأمة، ووزراً على نفسه قرآن يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. إننا مسؤولون عن كل دقيقة مضت منا، خيراً كانت أم شراً، ولن نستطيع لو جمعنا قوى العالم بأجمعه ان نرد دقيقة واحدة مضت.. إن كل سنة تمضي بل كل يوم يمضي نقترب من الموت ولكن نحن في غفلة، فلنحاسب أنفسنا قبل ان نحاسب.. قيل لنوح عليه السلام: «يا أطول الأنبياء عمراً كيف وجدت الحياة قال: كداخل من باب وخارج من باب».. سبحان الله مرت أيام هذا العام، وشهوره وكأنها يوم أو بعض يوم ومهما مكثنا في هذه الدنيا فلابد من الرحيل. ثم انقضت تلك السنون وأهلها فكأننا وكأنهم أحلام نعم.. عندها ستصبح أيامنا كأحلام عشناها ثم استيقظنا منها.. وحري بنا أن نقف عند حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» فهل نعي ذلك؟.. أيام مضت وجراح أمتي في تزايد، أسأل الله العلي القدير أن يفك كرب أمتنا وينصر ديننا ويذل عدونا ويجعل دائرة السوء عليه.. آمين. قارئي العزيز.. ونحن على أعتاب عام جديد، ترى ماذا خططنا لهذا الضيف الجديد «1424ه» وكيف سنستقبله، وهل سنستعمله فيما يرضي الله؟ وكيف نجعله نصرة لدين الله؟ وهل من استعداد للموت؟ أسئلة كثيرة تحتاج إجابة مرضية..اللهم بارك لنا في أيامنا وفي أوقاتنا، واغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا، وما تأخر.. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين.. اللهم دمر أعداء الدين.. اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين يا أرحم الراحمين. وكل عام والجميع بألف خير.