هالتنا المصيبة.. وفجعنا بفقدانك أيها الغالي واحتسبنا.. وصعُب عليَّ رثاؤك يا محمد فالحروف تاهت في حزني والكلمات أمست مكسورة فوق سطوري.. وكل تعبير في وصفك يا حنون القلب.. قليل. فلك أيها الغالي من ذكريات طفولتي أجملها ومن ذكريات عمري أصدقها وأوفاها، حزني كبير يا صديقي فلم أقل لك كفاية قبل رحيلك.. كم تعني لي.. فقد كنتَ بشوش الوجه صادق المشاعر دائماً وكم أنا فخور بمعرفتي لصديق وفيّ مثلك حيث كانت محطات الحياة تبعدنا دوما.. وحين ألقاك يا وفي الطباع أجدك الصديق الذي لم أغب يوما عن مجلسه.. محمد.. يسألني عنك زمان ندر فيه الأوفياء مثلك، يسألني عنك عمل الخير الذي أحببته، يسألني عنك كل من طالهم عطفك دون أن يعرفوك.. وماذا عساي أجيب.. رحل محمد شمعة أحبابه التي أطفأتها رياح الغدر في ليل كدرت سكونه أيدي الخائنين.. رحل الشهيد، ثمرة فؤاد أبيه وأمه وظِل أخواته وإخوته، رحل الزوج الحنون المحب، رحل الأب الدافئ الفخور بابنتيه اللتين لم تنعما بدفء حضنه طويلاً، ولكن ستفتخرن طوال العمر بطيب ذكراه. رحل محمد..الانسان الصديق الذي وصل الجميع فأحبوه، فعزائي لهم جميعاً، والداك وأهلك وزوجتك وبناتك ورفاق دربك المؤمنين جميعاً بقضائه سبحانه، المحتسبين عنده الأجر، فأعاننا الله على وحشة فراقك أجمعين وحسبنا الله ونعم الوكيل. وداعاً يا محمد.. جعل الله قبرك نوراً وروضة من رياض الجنة وجعلها مثواك الأخير بإذنه تعالى، وأعلم يا صديقي ان كل من عرفوك يدعون لك وكل من لازموك سيحكون لبناتك عن روعة أبيهم الشهيد، وعن فرحتك بقدومهما والحب الذي ملأ قلبك وعيناك لهما، لأن من له مثل قلبك يا كبير القلب لا ينسى، ومن بوفائك يا حميد السجايا لا تغيب ذكراه أبداً. رحمك الله يا محمد بن عبدالله البليهد، وأسكنك فسيح جناته وألهم الله ذويك وكل من أحبك الصبر والسلوان.. و{انا لله وانا اليه راجعون}.