يا أمة الأمجاد: هبي، وارفعي رأس الشموخ إلى العلا، لا تخنعي هُبي دفاعا عن يقين راسخ أن العدو يريدنا بالأجمعِ هو ليس يطلب أي شيء غيرنا بترولنا، أمجادنا، فلتسرعي كل التوحد ضد طغيان بدا هيا الى حوض الكرامة، دافعي يا أمة العرب الأباة على المدى هيَّا لرأي حاسم، وتجمعي هم ثلة الأشرار، حقد أسود هم كل ظلم، كل شر واقعِ بغداد أول خطوة - لكنهم حتما ستقطع ساقهم بالأربعِ يا أمة الاسلام منك فداؤه يا أم خالد والمغيرة، سارعي سعد، وعوف، ثم عمرو إنهم أفذاذ أمتنا لحق مشرعِ الصف قوة كل جهد مانع صُفي الجهود بدون أي تراجعِ أعداؤك الأشرار جبن خادع هم مثل ثوب هالك ومرقعِ لكنهم صف على خير الدنا ولأمة الاسلام كيدُ منازعِ يبغونها ضعفا يُمزقُ شملها للصيد يسهلُ في شباك الجامعِ بغدادُ عَاثوهَا خراباً قاتلاً لتراثِها - لثَرائِها بمطامِعِ نهب، وسلب دون أي تهيُّب وطن الخلافة بين فكي بالعِ أين القواعد والقصائد كم سمت في كوفةٍ، في بصرةٍ، بمسامعي أين النحاةُ، وأين كل مجالسٍ خلفاءُ عباسٍ بحسرةِ موجعِ! وذخائر طُمست معالمُ عِلمها مثل المغُولِ بسالفٍ متراجعِ هم مثلهمُ في فقد أي حضارةٍ لا أصل يجمعهم بفكر ساطعِ هم في الحضارة ظلمةٌ لم يعرفوا شيئا، وكم من جاهلٍ ومضيِّعِ هل يعرفون من الحضارة اسمها؟ هل يفهمون بلا غةً للأصمعي! بغداد عاثك من عدو أحمقٍ شر تردىَّ في الحضيض الأنقعِ في غُمةٍ روحي يمزقُها الأسى هل بعدَ ذلك للصلاح سترجعي؟ علَّ الحوادث بدءُ خيرٍ قادمٍ قُومي لثوب ِالحرنِ هيا واخلعي ولتلبسي ثوباً جديداً أخضراً عود لماضٍ فيك دون تراجعِ حسدوك يا أمَّ الحضارة، إنهم حسدوك غادة كل فن بارعِ يا غادة النجباء أنتِ عجيبة الحُسُن زهو فيك نور الواقعِ يا غادة الشعراءِ ملهم روحهم كلُّ الخرائد فيك دون براقعِ الماجدون علومهم، وقصيدهم ألق سيبقى دون أن توزعِ دمعي دماء، ليس شعراً، إنه نفثات مكلوم بقلب جازعِ يا غادة البُلغاء سحر بيانهم قلبي بحبك ملء كلِّ الأضلعِ إني لأحيا ما بقيتُ تعلقاً بالعلم منك، وبالتراث الأرفعِ الجاهلون بلا أصول حضارة عاثوكِ عمداً، فعل حقد قابعِ لو كان ثمة عودةٌ لمجالسٍ لسمعتُ شعركِ فوق صوت مدافعِ إني على ثقة بأنك عَودةٌ للعز، قُومي يا أبية وارفعي! يا أمتي لنكن جميعاً وحدةً ولنحذر العدوان شرَّ تتابعِ هم يمكرون بغير بغداد، لهم طمع كبير، بئس نفسُ الأوكعِ هم يطمعون بنا جميعاً، إنه الدين قوتنا، وخير تجمعِ منذ الحوادث فجرَّت أبراجهم هبُّوا بحقدٍ أسودٍ متربعِ كانت ذريعتهم لنيل بلادنا وعراقنا بدءاً لكل مطامعِ يا أمتي: صحواً ورؤيا ثاقبٍ والكل يعلم بعد ذرف الأدمعِ الكل يعلم أن ثمة جولة أخرى، ولكن في نحور الخادعِ لا، لن يكون تفرق أو رجعة عن حقنا، حق الكريم الأشجعِ أسفاً فشعري من وجيعته غدا شلَّ اليراع، وجامداً في الأضلعِ أطوي على قلبي الكسير مشاعري خوفاً من الآتي الدفين الأفظعِ لكن بلادي سوف تُحفظ، إنها بالله في صون وخير مُدافعِ وطنُ الهدايةِ لن ينال عَدوُهُ لو حُفنةً من رملهِ المتوزعِ طَهر ديارُ «محمدٍ» وعقيدة حِفظٌ، فربي فوق كيد الطامعِ