تطالعنا العديد من الشركات المنتجة للمواد الغذائية بالإعلان عن هذا المنتج أو ذاك خالياً من الكوليسترول، وباعتبار ذلك وسيلةً فاعلة للترويج لسلعها، ولا يمل الأطباء من التحذير من مخاطر ارتفاع نسبة الكوليسترول، ومضاعفاتها، حتى قيل إن ذلك أصبح من أمراض العصر التي يجب الحذر منها .. لكن ما هو الكوليسترول وما هي أسباب ارتفاع نسبته وما هي مخاطره وطرق الوقاية منه .. هذا ما نتعرف عليه من خلال هذا التحقيق. المادة الدهنية في البداية يؤكِّد د . محمد أبو العلا استشاري الميكروبيولوجيا والمناعة ورئيس قسم المختبرات بمستشفى الحمادي بالرياض، أنه لا يمكن الحديث عن الكوليسترول دون الوقوف عند دهون الدم باعتباره واحداً منها. ويضيف د . أبو العلا: دهون الدم مجموعة من الدهون المختلفة لها أهمية قصوى لحيوية جسم الإنسان ولها أيضاً تأثيرها الضار وتعتبر من أساسيات تكوين الجسم البشري، لأنها هي المصدر الرئيسي للطاقة ومخزن الطاقة الذي يرجع إليه عند الحاجة، كما أنها تدخل في تركيب الأنسجة الحيوية وتركيب الهرمونات الحيوية، مثل الهرمونات الجنسية وهرمونات الغدة الكظرية التي تنتج الكورتيزون، ومصادر هذه الدهون بالجسم تأتي في المقام الأول من الغذاء مع كمية قليلة تصنع داخل الجسم وتظهر هذه الدهون في صورة نشطة أو في صورة مختزنة تبعاً للسلوك الغذائي ومدى النشاط والحيوية، وتوجد النشطة بصورة مقترنة ومحملة على نوع من بروتينات الدم، ومن أهم هذه الدهون الحيوية بجسم الإنسان الكوليسترول والدهون الثلاثية والدهون منخفضة الكثافة وغيرها. مدى أهميته بالجسم ويعرِّف د.أبو العلا الكوليسترول بأنه مادة دهنية تتبع عائلة تسمى STEROIDS )) ويوجد في كثير من الأغذية، ويتم تصنيعه بالجسم عن طريق الكبد أو الأمعاء الدقيقة، وهذا المكون الأساسي لجدار معظم خلايا الجسم، كما أنه المصدر الرئيسي لهرمونات الغدة الكظرية والغدد التناسلية ويوجد بالدم على شكل استرات مع الأحماض الدهنية. ويقاس الكوليسترول بالدم إما بصورته الكلية TOTAL) ) أو بصورته المقترنة مع بروتينات الدم، وإما في صورة الدهون مرتفعة الكثافة وهي الصورة الآمنه للكوليسترول، لأن الدهون مرتفعة الكثافة هي التي تستقبل الكوليسترول من الدم، وتخفض من كميته بالشرايين وتحوله إلى الكبد ولذا يطلق عليها الدهون النافعة، وكلما زاد مستوى HDL) ) دل على أنه يوجد مؤشر أمان لارتفاع الكوليسترول بالدم، أما الدهون منخفضة الكثافة فتعتبر الصورة الضارة للكوليسترول، حيث إن هذا النوع يكون مشبعاً بالكوليسترول ويمكن بسهولة الدخول إلى الخلايا بما يحمله من كوليسترول خاصة خلال الشرايين، وبالذات الشرايين التاجية وشرايين المخ، ولذا يطلق عليها الصورة الضارة للكوليسترول. وكلما نقص مستواها يكون مؤشر الأمان أعلى، أما زيادة مستواها فمؤشر خطر من أمراض القلب التاجية. وحول الأغذية التي يوجد بها نسب عالية من الكوليسترول يقول د. أبو العلا: يمكن تصنيف هذه الأغذية في أغذية دهنية مشبعة وهي تضر بالجسم وتساعد على تصلُّب الشرايين وتزيد من الكوليسترول الضار، مثل السمن الحيواني، والشحوم الحيوانية بكل أنواعها، بعض الزيوت النباتية مثل زيت النخيل وزيت جوز الهند وكذلك صفار البيض وجلد الدجاج والبط وبعض الطيور الأخرى.0 وفي المقابل هناك مواد دهنية غير مشبعة متبلمرة تؤدي إلى خفض نسبة الكوليسترول بالدم وتقلل الليبوبروثين الضار بالجسم وبالتالي تقل نسبة الإصابة بتصلُّب الشرايين، مثل زيت الذرة وزيت دوَّار الشمس وبذرة القطن وبذر الكتان وفول الصويا والفول السوداني، وكذلك بعض أنواع الزيوت الحيوانية مثل زيوت كبد الحوت والأسماك، عدا الجمبري والاستاكوزا. وهناك أيضاً مواد دهنية وحيدة عدم الإشباع تزيد من الليبوبروتينات النافعة والتي تحمي القلب وتقلل من تصلُّب الشرايين مثل زيت الزيتون وزيت بعض المكسرات كعين الجمل، ويعتبر خلط جزءين من زيت الذرة أو زيت دوَّار الشمس مع جزء واحد من زيت الزيتون هو الزيت المثالي لخفض الكوليسترول الضار وزيادة الكوليسترول النافع، ولذا ينصح لمن يزيد أعمارهم عن الأربعين كذلك لمرضى الشريان التاجي. ممارسة الرياضة وينصح د. أبو العلا بممارسة الرياضة وبذل المجهود الإيجابي العضلي كوسيلة لحفظ نسبة الكوليسترول في الدم مؤكداً أنه ثبت علمياً أن ممارسة أبسط أنواع الرياضة «المشي» يؤدي إلى خفض الكوليسترول الضار وزيادة الكوليسترول النافع وخفض طفيف لنسبة الكوليسترول الكلية، مشيراً إلى وجود احتمالات أن نسبة الكوليسترول تزداد مع تقدم العمر، وهذا غالباً له علاقه بنوع الغذاء أو بعض التغيُّرات الهرمونية نتيجة تقدم السن، كما ثبت أن الرجال أكثر عرضةً لمشاكل الكوليسترول وأمراض القلب بدرجة أكبر من النساء وذلك لأن الهرمونات الأنثوية لها تأثير إيجابي على خفض الكوليسترول الكلي ورفع نسبة الكوليسترول النافع، بل إنه ثبت أن بعض الأجناس مثل أوروبا الشمالية تزداد لديهم نسبة الكوليسترول الكلي بصورة ملحوظة وذلك يرجع غالباً إلى العوامل البيئية وطريقة التغذية أكثر منه وراثياً. هناك دراسات عديدة تؤكد العلاقة الوثيقة بين ارتفاع نسبة الكوليسترول وأمراض القلب والشريان التاجي، خاصة إذا تخطت نسبة الكوليسترول بالدم الحدود المسموح بها خاصة بعد سن الأربعين. وحول طبيعة الفحوصات اللازمة الواجب إجراؤها لبيان صورة الدهون بالدم يقول د. أبو العلا: هناك فحوصات روتينية يجب إجراؤها كل 6 شهور على الأقل لبيان صورة الدهون كاملة والتي يجب أن تشمل نسبة الكوليسترول الكلية ونسبة الدهون الثلاثية ونسبة الدهون مرتفعة الكثافة ونسبة الدهون منخفضة الكثافة بالإضافة إلى بعض الفحوصات الأخرى التي تتطلب تتبعاً لحالة المريض ورأي الطبيب المعالج. وحول علاقة الوراثة بارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم يقول د. أبو العلا هناك نوع من أنواع زيادة الدهون أو الكوليسترول يسمى زيادة الكوليسترول العائلي أو الوراثي، وهذا النوع يكون في عائلات نتيجة عوامل متوارثة وينتج عن نقص في بعض الإنزيمات التي تحوِّل الدهون إلى صورها النهائية، وهناك أنواع عديدة منها زيادة الكوليسترول الوراثية أو زيادة الدهون الثلاثية أو كلتاهما، وهذا النوع لا يعتمد على نوع الغذاء، وإنما يعتمد على التمثيل الغذائي داخل الجسم. الكوليسترول بالدم ويبيِّن د. محمد طلعت عاشور استشاري الجراحة العامة بمستشفى الحمادي وزميل كلية الجراحين الملكية في لندن الكوليسترول بأنه مادة شمعية تشبه الدهن موجودة في عدة أطعمة، وفي الدم وفي جميع خلايا الجسم، وملمسه باليد مماثل للشمعة الذائبة، مؤكداً نظراً لأن الكوليسترول من أحد عوامل الخطورة في أمراض القلب، يعتقد الناس في المزايا السلبية فقط للكوليسترول رغم أهميته الكبرى كمكوِّن رئيسي لخلايا الإنسان، وأدائها الوظيفي، وهو أيضاً مكوِّن أساسي لمجموعة من الهرمونات، والكوليسترول هو الذي يكوِّن فيتامين «د» في الجلد تحت أشعة الشمس وعندما يرتفع مستوى الكوليسترول بشكل كبير فإن هذه المواد الدهنية تترسب على جدران الشرايين، ومع مرور الزمن تؤدي هذه الترسبات إلى تضييق قطر الشريان مما يؤدي إلى قصور الدورة الدموية للعضو الذي يغذيه الشريان وعندما يحدث هذا في شريان عضلة القلب يؤدي إلى الجلطة القلبية وعندما يحدث هذا في شريان المخ يؤدي إلى جلطة الدماغ وفي حال حدوثه في شرايين الأطراف السفلية يؤدي إلى غرغرينا في الأطراف. وحول سبل التشخيص وعوامل الخطورة يقول د. عاشور يتم التشخيص عادة بواسطة فحص الدم عن مستوى الكوليسترول والدهنيات الأخرى، حيث يوجد كولسترول مفيد وكوليسترول ضار، أما عوامل الخطورة فأوضحها قلة الحركة والخمول التي تؤدي إلى انخفاض مستوى الكوليسترول المفيد في الدم كذلك السمنة، حيث ثبت أن ازدياد الوزن يؤدي إلى ارتفاع معدلات دهون الدم، ويرفع مستوى الكوليسترول الضار مع انخفاض مستوى الكوليسترول المفيد والسمنة المتجمعة حول البطن هي الأكثر ضرراً لحدوث هذه المضاعفات . وبالنسبة لنوعية الغذاء يوجد الكوليسترول في الأغذية المشتقة من الحيوانات مثل اللحوم والبيض والجبن. كما أن التدخين يؤدي إلى تلف جدار الأوعية الدموية مما يؤدي إلى ترسب الدهون عليه، كما أنه من أسباب انخفاض مستوى الكوليسترول المفيد في الدم بنسبة تصل إلى 15 % . ومن أسباب حدوث المضاعفات أيضاً ارتفاع ضغط الدم، حيث يؤدي إلى تضرر جدار الشرايين مما يسهل ترسب الدهون عليها، كذلك فإن ارتفاع سكر الدم يؤدي مع مرور الوقت إلى تضييق جدار الشرايين، وفي بعض الأحيان يكون هناك عامل وراثي يؤدي إلى تضييق الشرايين قبل سن ال 45 عاماً وارتفاع الكوليسترول هنا يؤدي إلى خطورة تضييق الشرايين بصورة أكبر. وحول أفضل سبل العلاج يقول د. عاشور: إن تغيير أسلوب الحياة هو أول خطوة فيما يتعلَّق بالغذاء، فيجب التقليل من الدهون والإكثار من الخضار والفواكه والألياف، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية والامتناع عن التدخين، وبعد ذلك هناك العلاج الدوائي لتخفيض الكوليسترول بالدم حسبما ينصح به الطبيب المعالج المختص. البروتينات الشحمية ويؤكِّد د. شريف كباش استشاري أمراض الباطنية بمستشفى الحمادي بالرياض وجود علاقة مسببة بين ارتفاع شحوم الدم وأمراض القلب الوعائية، والتي تعد من أكثر أسباب الوفيات في الدول المتقدمة0 ويضيف د. كباش ومنذ أكثر من 50 عاماً تم التأكد من أن ارتفاع كوليسترول الدم يضاعف من خطورة حدوث الإصابة القلبية الوعائية، بالإضافة إلى عوامل أخرى منها الشحوم الثلاثية والشحوم البروتينية خفيفة الكثافة. والكوليسترول والشحوم الثلاثية مواد غير قابلة للذوبان في الماء لذلك لا تنتقل بسهولة ضمن بلازما الدم وتتحد مع البروتينات في مركبات كبيرة الذرة وهو الشكل الذي ينتقل به الدم في صورة جزئيات منها الكيلوسية الصغيرة والبروتينات الشحمية صغيرة الجزئيات والبروتينات الشحمية كبيرة الجزئيات. ويؤكِّد د. كباش ثمة دليل واضح على وجود علاقة بين بعض الأغذية وارتفاع شحوم الدم، وهو أن الجزئيات الكيلوسية لا توجد في الحالة العادية في حال الصيام، وتظهر فقط في حالة ما بعد الطعام أو بعض الأمراض الوراثية العائلية والسكري وتعد الجزئيات الكيلوسية هي الناقل الأساسي للشحوم الثلاثية من الغذاء، ويلاحظ أيضاً نقص في حالات الإصابة القلبية الوعائية عند النساء في سن النشاط الجنسي والنساء في هذه السن لديهن نسبة أقل من الشحوم الثلاثية، رغم أن ارتفاع الشحوم الثلاثية عند النساء يكون أخطر منه عند الرجال. ويشير د. كباش إلى بعض أسباب ارتفاع البروتينات الشحمية وفي مقدمتها الغذاء والبدانة وقصور الغدة الدرقية والخمول والسكري والركودة الصفراوية وبعض الأدوية كالهرمونات القشرية والبانية، كذلك فإن الكحوليات والتدخين وحبوب منع الحمل وارتفاع البولة الدموية من الأسباب المؤثرة في هذا الاتجاه وفي حالات الارتفاع الشديد للشحوم الثلاثية يمكن أن يحدث التهاب بنكرياس. يتم تشخيص ارتفاع البروتينات الشحمية بالدم بفحص الدم بعد فترة صيام لا تقل عن 14 ساعة. هناك بعض الأشخاص يجب أن يراقبوا مستوى هذه البروتينات الشحمية بصفة دورية، وهؤلاء هم الأشخاص الذين يعانون من اضطراب وراثي أو مَنْ لديهم إصابة قلبية وعائية منذ وقت مبكر ومرضى السكري وذوو البدانة المركزية والنساء بعد سن الطمث والكحوليون ومرضى الكلى والمدخنون. هناك بعض العلامات السريرية لفرط شحوم الدم منها القوس القرني الذي يُرى في قرنية العين، والأورام الشحمية الصفراء التي تُرى على الجفون والكوعين والخطوط الصفراء بالراحتين . ويتفق د. كباش أن العلاج الأمثل يتم في اتجاهين تغيير نمط الحياة والعلاج الدوائي من خلال إنقاص الشحوم المشبعة في الغذاء وزيادة جرعات ممارسة الرياضة وإنقاص الوزن والإقلاع عن الكحوليات والتدخين. الشحوم الثلاثية ويدلل د. محمد طه شمسي باشا إخصائي أمراض الباطنية بمستشفى الحمادي على مسئولية الكوليسترول عن أمراض تصلُّب الشرايين بكثرة حدوث الجلطات القلبية والدماغية بصورة تكاد تشبه الوباء في العديد من بلدان العالم المتقدمة، نتيجة لقلة النشاط الحركي وتزايد تراكم شحوم الدم التي تعد شكلاً من أشكال الطاقة المختزنة، مشيراً إلى أن الكوليسترول والشحوم الثلاثية تتحرك في الدم في شكل مركبات تستطيع التعرف على خمائر البلازما ومستقبلات الغشاء الخلوي. ويضيف د. شمسي باشا أن شحوم الغداء عموماً من الشحوم الثلاثية وهي تحوي حموضاً دسمة مشبعة وغير مشبعة، حيث تمتص في أعلى الأمعاء الدقيقة وتتحد مع بعضها لتشكِّل ما يعتبر الناقل الرئيسي للشحوم الغذائية الممتصة، ويتكون بدوره من الشحوم الثلاثية بشكل أساسي ويشكل قليل من الكوليسترول ويذهب جزء من هذه الشحوم إلى العضلات والنسيج الدهني تحت الجلد، حيث يتم إزالتها هناك والمتبقي يذهب إلى الكبد ليتحول الكوليسترول إلى حموض صفراوية، وهناك الكوليسترول الذي يصنع في الكبد والذي يقوم بدور الكناس في استقلاب الشحوم وجذب الكوليسترول الفائض من الأنسجة ونقله إلى الكبد ليطرح من الصفراء ويغير HDL والكوليسترول النافع تساعد زيادته على نقص الخطورة من مرض القلب الوعائي. ويقسم د. شمسي حالة فرط شحوم الدم إلى فرط شحوم أولي يحصل بسبب اضطرابات وراثية في استقلاب الليبوبروتين وثانوي يحدث بشكل مرافق للإصابة ببعض الأمراض مثل السكري0 ويقسم فرط الشحوم الأولي بدوره إلى زيادة شحوم الدم الثلاثية الأولية، وفيها لا يرتفع معدل الكوليسترول ولا تحدث أورام تصلبية وعائية، ولكن تتوضع الشحوم في الجلد، وربما تؤدي إلى التهاب البنكرياس وخثرة في الوريد الشبكي للعين وضخامة كبدية - طحالية. فرط الكوليسترول الأولي وهو مرض وراثي جسمي قاهر يحصل بنسبة 1/500 نتيجة لعوامل وراثية من نوع مخالفة أو متماثلة الانساج، والمخالفة تزداد عند بعض العروق الفرنسيين - الكنديين - جنوب أفريقيا أما المتماثلة فتكون المستقبلات في الكبد غائبة عن الأطفال المصابين والكوليسترول عالياً جداً وغالباً ما يموت هؤلاء الأطفال بسبب المرض القلبي في مرحلة متأخرة من الطفولة أو المراهقة وقد يفيد في هذه الحالة إجراء زرع كبد أو التعديل الوراثي، حيث يحمل بعض الأمل لهؤلاء المرضى، وهناك فرط شحوم الدم المختلط، حيث ارتفاع الشحوم الثلاثية والكوليسترول وينقسم بدوره إلى نوعين: عائلي وهو حالة وراثية تصيب 1 / 200 من الناس ويصاب المرضى بمرض القلب الوعائي في مرحلة باكرة من العمر وغير العائلي ويحدث بصورة، نادرة حيث يفشل الكبد في التخلص من بقايا الشحوم فيزداد الكوليسترول الكلي والشحوم الثلاثية بالبلازما. أما فرط شحوم الدم الثانوي فيحدث بشكل مرافق لمرض آخر مثل السكري وأمراض الكبد والبدانة ونقص نشاط الغدة الدرقية وبعض السلوكيات غير الصحية مثل إدمان الكحول والتدخين. الحمية الغذائية وحول أفضل طرق معالجة فرط شحوم الدم يقول د.شمسي باشا: يكون الخط الأول في علاج فرط الشحوم هو الحمية الغذائية لفترة من 3-6 أشهر، ويمكن بالحمية الغذائية وحدها إنقاص الكوليسترول بالمصل بنسبة 30%، وذلك بالابتعاد عن الشحوم المشبعة والكوليسترول الموجودة بكميات كبيرة في اللحم والبيض، وهذا يساعد على إنقاص النوبة القلبية بنسبة 19%. كما تتضمن الحمية الغذائية استخدام الشحوم غير المشبعة الأحادية مثل زيت الزيتون والشحوم غير المشبعة العديدة مثل زيت الذرة ودوار الشمس والصويا. وهذه الشحوم غير المشبعة تخفض الكوليسترول والشحوم الضارة في الدم، ولكن هذه الحمية يجب ألا تكون قاسية إلى حد استبعاد أحد أنواع الأغذية الذي قد يكون ضرورياً وأساسياً لنمو الجسم. كما ينصح بزيادة المتناول من الألياف النباتية «خضار وفواكه»، فإنها تساعد بالإضافة الى محاولة إنقاص الوزن بالتمارين الرياضية على إنقاص تركيز الكوليسترول بالدم. أما بالنسبة للعلاج الدوائي وفرط شحوم الدم فيعطى العلاج الدوائي بشكل موازٍ مع الحمية الغذائية وتغيير أسلوب الحياة، وهناك مجموعة من الأدوية المخفضة لشحوم الدم تختلف بطريقتها في تخفيض الشحوم، فبعضها يخفض فرط الكوليسترول البدئي وبعضها يخفض الشحوم الثلاثية أو فرط الشحوم المختلط.