يعتبر الكوليسترول من المواد الدهنية الضرورية لجسم الإنسان لكونه يدخل في إنتاج الهرمونات الطبيعية، والحفاظ على الخلايا العصبية.والكوليسترول عبارة عن شحميات حيوانية تأخذ شكل المواد الدهنية ويصنف كيميائياً بهذا الاسم، ويتميز بتركيبة معقدة جداً، ويتخذ في الغالب شكلاً بسيطاً وواضحاً في حركة الجسيمات الدهنية في الدم. وإذا ارتفع عدد هذه الجسيمات في الدم يقوم الكوليسترول بالتجمع على شكل ترسبات بيضاء عند حافة الشرايين. ويتواجد الكوليسترول بكميات كبيرة في بعض أغذيتنا مثل البيض، ومشتقات الحليب، واللحوم الحمراء، والأجزاء العضوية من الحيوانات كالكبد والكلى.وترتفع نسبة الكوليسترول في الدم إذا ما تناول الإنسان كميات كبيرة من الدهون المشبعة عن طريق اللحوم ومشتقات الألبان والدهون النباتية المجففة كالمارجرين. وكلما زادت نسبة الدهون المشبعة في الغذاء زادت مخاطر ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ومن المعروف أن الكبد هو الذي يقوم بتكوين الكوليسترول الذي يحتاجه الجسم إضافة إلى الأمعاء الدقيقة وكذلك ما يستمده الجسم من الغذاء مباشرة. وتتفاوت كمية الكوليسترول المنتجة داخل الجسم من شخص إلى آخر، وكذلك نسبة تواجده في الأطعمة الحيوانية التي نتناولها، والنسب التي من الممكن أن يتواجد بها الكوليسترول في الدم هي على النحو التالي: أقل من 200 مليغرام لكل 1/10 لترات وهذه هي النسبة الطبيعية والصحية. من 200- 239 مليغرام لكل 1/10 لترات وهذه النسبة هي حدود المستوى المرتفع. 240 وأكثر مليغرام لكل 1/10 لترات وهذه هي النسبة المرتفعة. ومن أهم مخاطر ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم عن المعدل الطبيعي هو ترسب الكوليسترول على جدران الشرايين والذي يؤدي إلى تضيق هذه الشرايين وهذا يعرف بتصلب الشرايين الإنسدادي، وينتج عنه نقص في تروية أعضاء الجسم الحيوية، وتكون النتيجة الإصابة بأمراض القلب، والذبحة الصدرية، والسكتة الدماغية لا سمح الله. وينقسم الكوليسترول إلى نوعين رئيسيين: - النوع الأول هو كوليسترول البروتينات الشحمية ذات الكثافة المنخفضة LDP والذي يحتوي على نسبة من الكوليسترول والمواد الشحمية أعلى من البروتينات، وهذا هو النوع الضار الذي يؤثر على جدران الشرايين الداخلية ويسبب تصلب الشرايين الإنسدادي. - أما النوع الثاني وهو كوليسترول البروتينات الشحمية ذات الكثافة العالية HDL والذي يحتوي على نسبة 50% من البروتينات، ويصنع هذا النوع في الكبد، وهذا هو النوع المفيد للجسم حيث يقوم بإزالة النسبة الزائدة من النوع الأول من الجسم، إضافة إلى منع حدوث تصلب الشرايين الإنسدادي وذلك عن طريق تنظيف جدران الشرايين الداخلية من الترسبات الموجودة عليه. وهناك مجموعة أخرى من الكوليسترول تعرف بثلاثي الغليسيرايد أو Triglycerides وهو مركب عضوي دهني كيميائي يتواجد في معظم الدهون الغذائية، وهو من الأنواع الضارة إذ أن له علاقة متبادلة مع تصلب الشرايين الإنسدادي. ونود الإشارة هنا إلى أن مصطلح المواد الشحمية أو البروتينات الشحمية هي وصف لوجود مواد دهنية في الجسم، وأن الأنواع الأولية منها موجودة في الدم باسم الكوليسترول بنوعيه وثلاثي الغليسيرايد. رباب كنني إخصائية تغذية/ عالم الحمية مستشفى المركز التخصصي الطبي