العلاقة بين أفراد الأسرة أو العائلة الكبيرة.. هي كغيرها من العلاقات الاجتماعية السائدة بين أفراد المجتمع.. تزداد صلة وترابطاً عند رعايتها والاهتمام بها.. وتكون أقل حظاً فيما لو فقدت ذلك. ومن الأمور المسلمة والواقعية أن لاختلاف الزمان وتغير الأحوال وتعقد الحياة الاجتماعية سبباً آخر في ظهور الخلافات الأسرية والمشكلات العائلية وإذا عد ذلك من الأسباب المادية فلا أظنه مبرراً لإفساح المجال لتفاقم المشكلة وتوسيع هوة الخلاف. لذا فإن تفادي مثل هذه الأضرار والتصدي لها أمر لازم ووسائل ذلك عديدة وكثيرة لا تخفى على ذي لب وعقل، ولعل من الصواب أن أعمال تلك الطرق أو الوسائل يخضع لمعايير وموازين يقدرها أصحاب الشأن من المعنيين بتلك الخلافات الواقعة والتي تخضع لاعتبارات عديدة منها نوع المشكلة.. وحجمها وأسبابها وعدد أطرافها.. والنتائج المتسببة عنها.. إلخ. إلا أن من أهم الأسباب في نظري هو القضاء على المشكلة في مهدها وإنهاء الخلاف من أصله.. ولعل من طرق ذلك.. الاهتمام بمجالس الأسرة التي تعد لمثل هذا الغرض والتي يتم من خلالها التثبت من حصول المشكلة ومدى انتشارها.. والنظر في ابعادها المستقبلية وما ينتج عن ذلك.. عندها سيخرج الجميع بنتيجة طيبة ورضا تام - بإذن الله - ولاسيما عندما تضم تلك المجالس الفضلاء.. وعقلاء القوم والمؤثرين فيهم وهذا أفضل من التجاهل وغض الطرف عندما تحصل مشكلة أو مخالفة وكأن شيئاً لم يكن، بل ليس من الفضل في شيء أن تمر تلك المشكلات مرور الكرام ليقال: «تلك خلافات بسيطة.. وأمور طبيعية وأحداث عابرة». وإذا ما قدر لها الضرر وحل المصاب نظر القوم إليها بأسى وحرقة وحدّق بعضهم ببعض ليقولوا: «يا ليتنا...». «ولو كان كذا.. لكان كذا.. وكذا..» ولكن أني لهم ذلك ولات حين مندم.