وبرغم من ان وجود الأصابع في كف واحدة ومتشابهة في الطول.. فنجد ان لكل اصبع بصمته الخاصة به. مثلها مثل النفوس، والطباع.. لا يمكن ان تتطابق شخصيتان، فلكل فرد شخصيته التي يتميز بها عن غيره.. ومع الوقت ومع وجود الظروف المحيطة بها نجدها تتطور.. وتقوم بأخذ صورها ومفاهيمها من الخلفيات.. وقد يتدخل في تكوين تلك الشخصية عوامل اجتماعية، وراثية، ونفسية. عليه نجد هناك أشخاصاً يرون بأن السعادة والمتعة في الراحة.. بينما آخرون يرون السعادة والمتعة في العمل، وهناك من يجد السعادة في الصداقة وحب الناس.. وآخر يجدها في جمع المال وتخزينه.. وآخر يجد سعادته في صرف المال.. وآخر يجد سعادته ومتعته في حفظ التحف الثمينة أو العناية بالزهور أو الطيور في داخل منزله. ولكن هناك نوعية من الأشخاص لا يعجبه شيء، ولا يسعدهم أي أمر، فهم دائمو التذمر، يطالبون بالأخذ فقط، فمهما اعطيتهم لا يكتفون.. فكلما عبرت عن احاسيسك بصدق اعتقدوا ان هذا ضعف منك فيحاولون استغلالك ليستنزفوك.. وذلك كونهم لم يتعودوا على العطاء والحب، وان البيئة التي نشؤا بها، وكونت شخصيتهم، لم تكن تهتم بهذه الصفات الحميدة، لذلك نموا على مفاهيم تسخير كل شيء لمصلحتهم فقط. كما نجد بأن اختلاف الطباع والأنفس عند كل شخص تختلف.. وان نتوقع التصادم في اختلاف الآراء.. خاصة عندما تتعارض تلك الآراء، واخطرها التعصب في الرأي ورفض أي فكرة مهما كان مقدار نجاحها. ومثالا على ذلك.. يذكر ان أحد أباطرة الرومان أخطأ في قواعد النحو وبعد ان تم تنبيهه إلى خطئه قال لهم «أنا ملك الرومان وفوق النحو». وهيهات.. فنجد أمثاله بكثرة في حياتنا من خلال اصرارهم على رأيهم مع وجود البراهين والحقائق التي تثبت خطأهم فنجدهم يصرون على رأيهم.. وذلك خوفاً من ان يقال عنهم بأنهم جهلة. email: [email protected]