اذا كانت معظم الحشرات تركن الى بيات شتوي طوال موسم الشتاء في جحورها اتقاء للبرد القارس فان بعض البشر ا ن لم يكن اغلبهم يفضلون ان يكون بياتهم صيفيا خوفاً من الحر الشديد وأشعة الشمس اللاهبة، ومن هؤلاء طبعاً فئة المدرسين والطلاب والمدرسات والطالبات والصحفيين والكتاب، وأركز هنا على فئة الكتاب الذين يلهثون باقلامهم طوال العام، واذا ما اتى فصل الصيف توقفوا فجأة لسبب واحد لا غيره وهو اعتقادهم ان القراء يحجمون عن قراءة الصحف في فترة الصيف وان معظم الناس في اجازات سواء داخل المملكة او خارجها، وانا هنا أختلف مع بعضهم في هذا التوجه واعفي البعض وهم الكتاب الرياضيون لأنهم معذرون بسبب توقف النشاط الرياضي، لكن الكتاب الآخرون وهم اصحاب الشمولية في الطرح لا يحق لهم الغياب والاحتجاب عن قرائهم الذين ينتظرونهم كل يوم او كل اسبوع، ولا يتعذرون بحجة الصيف، فالكاتب يجب ان يلتزم مع عموده اليومي او الاسبوعي حتى ولم يقرأ له الا خمسة او عشرة قراء فقط! صحيح ان الكاتب بشر شأنه شأن اي انسان آخر ومن حقه الراحة والاجازة والتوقف لكن لا يجب ان يكون بهذه الصورة الجماعية التي الفها القراء منهم كل فصل صيف!! إنني هنا ادعو الكتاب بأن يعتبروا فصل الصيف مثل اي فصل آخر، وان يكونوا على التزام تام مع القراء وان تكون اجازتهم في اوقات مختلفة على مدار العام، وبصورة فردية لا بصورة جماعية كما هي حالهم كل صيف والكاتب الملتزم يكتب حتى ولو هو يقضي اجازته على شواطئ ماربيا او سهول وجبال سويسرا، فالمنطق يقول لا للبيات الصيفي ايها الكتاب ونعم للاستمرار، الا اذا كانت قرائحهم.. تتوقف بفعل الحرارة، فهذا شأنهم ومع ذلك لا عذر لهم، وأذكرهم ان احد الكتاب الكبار الذي التزم اكثر من ربع قرن مع قرائه مواظباً على كتابة زاويته اليومية انه كتب ذات مرة على فراش المرض وفي عز شهر اغسطس وقال لن يغيب زاويتي الا الموت ولا غيره انها قمة الالتزام يا اصحاب «البيتوتة» الصيفية!!