ماذا يفعل المثقف في الصيف؟ ما هي خططه في الإجازة؟ وهل ثمة مشاريع للكتابة أو القراءة؟ أسئلة طرحتها «الحياة» أجاب عنها عدد من المثقفين. فتحدث القاص محمد المنقري قائلاً: «هذه الأسئلة تلقى علامات استفهام كبيرة في فضاء حياتنا التي تسير بلا تخطيط حقيقي، فنحن نتحرك وفق الحاجة والظرف الطارئ، وإن أشغلنا أنفسنا ببعض الخطط فهي وهمية بلا منهجية وتحتاج عشرات الخطط المصاحبة لتكون حقيقية كما تتطلبها الحياة المعاصرة، وتبعاً لذلك سيأتي الصيف وينقضي ونحن في مسارات قد لا تختلف كثيراً عن بقية العام إلا بأحد أمرين: التخلص من أسر العمل اليومي، والسفر بشيء من الحرية هنا وهناك». وأضاف المنقري: «في هذا الصيف أتمنى قراءة أكثر من 30 عنواناً من الإصدارات، وباقة جميلة من أعمال المبدعين في المملكة، لم أتمكن من قراءتها في ظل الروتين اليومي ومطاردة أسباب الرزق، ومصارعة المنغصات، واتقاء المبادرات القميئة التي تصل من هنا أو هناك». وعبّر الروائي علوان السهيمي عن حاجته كإنسان وليس كمثقف للإجازة، لكي ينام بهدوء، مؤكداً أن «المثقف مثله مثل أي إنسان في هذا الكوكب، فهو ينتظر الإجازة ليستمتع بها، وينام بلا أية منغصات تأتيه صباحاً، ولكون القراءة للمثقف شيئاً يمثّل جزءاً من المتعة، فهو يقتطع من يومه في هذه الإجازة لممارسة هذه المتعة». وعن مشاريعه الأدبية أوضح السهيمي: «لدي مشروع يتعلق بالكتابة، لكنني لم أحصره على وقت معين، فالكتابة تأتي في كل وقت، أما القراءة فهي مسألة لها ديمومتها طوال الوقت، وهي ليست حكراً على وقت معيّن، ببساطة سأقضي إجازتي ككاتب، وكإنسان، سأستمتع بها بكل تفاصيلها، فهناك وقت للكتابة والقراءة، وهناك وقت للصحافة، وهناك وقت للبهجة ولعب «البلوت. من جهة أخرى، قالت القاصة والكاتبة فوزية الطلق: «هل تختلف علاقة المثقف عن غيره بأسوأ الفصول وأجملها؟ أقضي صيفي بلا تخطيط عادة، فأنا في إجازة ممتدة من الصيف إلى الصيف تتخللها أسفار داخلية وخارجية، قراءة في الرواية وعلم النفس والشعر، مشاهدة أحدث ما تدهشنا به السينما العالمية، للأهل والأصدقاء نصيبهم من وقتي قطعاً الذي معظمه يستغرق في النوم». وبينت الطلق رغبتها في قراءة بعض الروايات المحلية والعالمية: «انشغلت عن بعض الروايات في مكتبتي في الفترة الماضية مثل روايات «الحسين» لعلي الشدوي، «لون اللعنة» لإبراهيم الكوني، «السقوط الحر» لوليم غولدن، «الجدتان» لدوريس ليسينغ، «الرابح يبقى وحيداً» لباولو كويليو، «الهارب» لستيفن كينغ وغيرها». وأفصح الشاعر طلال الطويرقي عن حبه للسفر، وأنه بذاته ثقافة مهمة: «السفر يعد أولوية في الصيف بعد عام من العمل المتواصل والمضني، وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة الجنوني في بلادنا، وقد خططت مبكراً لهذا الصيف فقررت الذهاب إلى باريس، أما القراءة فيقل منسوبها بشكل كبير بالنسبة إليّ على الأقل نظراً إلى تغيّر العادات في الصيف».