المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    فرصة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «آثارنا حضارة تدلّ علينا»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أرصدة مشبوهة !    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    «المرأة السعودية».. كفاءة في العمل ومناصب قيادية عليا    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    فعل لا رد فعل    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المرور»: الجوال يتصدّر مسببات الحوادث بالمدينة    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    رسالة إنسانية    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حرمة مدينة الشعراء التي أنشأها ابن مدلج قبل 650 سنة
الفيصلي النادي العريق الذي حقق الإنجازات بأقل الإمكانات
نشر في الجزيرة يوم 27 - 04 - 2003

حرمة المدينة العريقة التي نشأت قبل 650 سنة تختزن في ذاكرة التاريخ ماضياً عريقاً وأهلاً طيبين يتميزون بكرمهم وإخلاصهم .. هذه المدينة هي محطتنا هذا اليوم حيث نستعرض جانبا من صفحات تاريخها .. نشأتها ومزارعها ورياضها الجميلة ..
نشأة حرمة:
حَرْمَة بفتح الحاء، وإسكان الراء، وفتح الميم، فهاء.
يعود تاريخ إنشاء مدينة حرمة الى عام 770 ه، عمرها ابراهيم بن حسين بن مدلج الحسني الاوائلي العنزي، وذلك ان ابراهيم وهو أكبر أبناء والده حسين بن مدلج ارتحل من التويم الى موضع حرمة الحالي وهي مياه وآثار ومنازل مندثرة عن بني سعد بن عايذ وقد تعطلت فنزلها ابراهيم وعمرها وغرسها هو وبنوه بالنخيل والأشجار، ونزل عليه كثير من قرابته وأتباعه من قبيلة «عنزة» وتميم الدواسر وغيرهم فتكاثروا بها، وكانت كثيرة الماء والنماء، وبها أسر كبيرة وكثيرة ترجع الى عدة أرومات.
موقع حرمة:
تقع مدينة حرمة على بعد «195» كيلومتراً شمال غرب مدينة الرياض، بعد مدينة المجمعة مباشرة من الشمال الشرقي ويحتضنها وادي الباطن الذي يلتقي عنده كل من وادي «الكَلْبِ» ووادي «المشقر» حيث يلتقيان في بحيرة سد حرمة وتختص حرمة بوادي الكلب كما هو معروف لكنها تعتمد على سيل هذين الواديين إذ يجتمعان في هذا السد الكبير الذي يبلغ طوله حوالي «400» متر، شيده أهالي حرمة بالحجارة منذ مئات السنين، ثم دعمته وزارة الزراعة ونظمت تصريف سيوله عبر قنوات اصطناعية الى مزارع حرمة، وما زاد عن حاجة حرمة من سيل الواديين يذهب الى الشرق عبر مجرى وادي «الباطن». وتقع بعض مزارع ونخيل حرمة جنوب هذا الوادي: ك «الظاهرية» و«سعة الله» و«الوسطى» و«قلبان العود» كما يقع جنوباً عن الوادي مريقب ابن دريس وظهرة مشرفة، ويفصل هذا الوادي مدينة حرمة عن مدينة المجمعة، وينحدر مع السيل حتى يصل الى رياض صبحاً والخفيسة ومطربة وغيرها مخترقاً ضلع المجزل من فتحة الكضيمة.
حرمة القديمة:
كغيرها من بلاد نجد تميزت مباني حرمة القديمة بطراز عمراني جميل أشاده الآباء والأجداد، وأظهروا فيه العديد من مهارات البناء والتصميم، وقد أدى هجران البلدة القديمة الى تساقط العديد من البيوت والمساجد.
وقد كانت حرمة تحاط بسور قديم بقيت بعض أثاره، تزيد أحياناً سماكة قاعدة السور عن أربعة أمتار، وله أبواب رئيسة «دراويز» كانت تفتح وتغلق حسب الحاجة وهي:
1 باب البَّر: وهو شمال البلد وقريباً منه يقع ميدان «حميّان» المشهور وكان استراحة ومكان اجتماع الأهالي وإقامة المناسبات الاجتماعية والاحتفالات الى قبيل هجر البلدة القديمة الى المخططات المحيطة بها.
2 باب المغيريب، ويقع غرب البلدة وبجواره مدرسة كتاتيب كان يدرس فيها الشيخ محمد بن حمد الماضي وغيره.
3 باب العقدة، ويقع شرق البلد وبجواره الجامع الكبير بحرمة.
4 باب الحويط، ويقع في الناحية الشمالية الشرقية من البلد.
وفي حرمة القديمة العديد من المساجد أبرزها: المسجد الجامع بالعقدة، ومسجد باب البر ومسجد باب المغيريب، ومسجد عسيلة، ومسجد حميّان.
وفي حرمة ميدانان يجتمع فيهما أهالي البلد أحدهما: مجلس «العقدة» بجوار الجامع ويجتمع فيه أهل البلد بعد صلاة الجمعة وبه بعض الدكاكين.
والميدان الآخر مجلس «القويرة» وهو سوق البلد المتوسط وكان به ما يزيد على خمسةعشر دكاناً، وقد أزيل ووضع مكانه سوق حديث.
الجبال وأماكن الرصد:
يشتهر في حرمة العديد من الجبال والمرتفعات كما أن يعضها يستخدم للرصد والمراقبة، وظلت تلك المواقع تستهوي أهل البلد للنزهة والسياحة ومن أبرزها:
1 جبل العنيب: وهو جبل يشرف على الناحية الشمالية الشرقية من الفلاة المحيطة ببلدة حرمة ويتخذه الأوائل للرصد والحراسة وحماية الرعاة، وهو يقع الآن على شارع يخترق حي البصيرة بحرمة ويتجه الى حفر الباطن الأرطاوية ويقابله من الناحية الأخرى جبل منخفض وكل منهما يحمل نفس الاسم «ويقال لهما معا العنيبات».
2 جبل مريقب ابن ادريس: وهو من الناحية الجنوبية للبلد ويقع أيضا جنوب وادي الباطن ويقع في مدخل حرمة من الجهة الجنوبية الشرقية.
وعن هذين الموقعين يقول الشيخ عبدالرحمن بن أحمد بن حسن في منظومته:
ومن جنوب لشرق الدار خارجها
شيخان بينهما الوادي بمجراه
مريقب لبني إدريس حارسها
وفي جنوب لشرق الدار محماه
أما العنيبي شمال الدار يحرسها
من أن يداهمها لص لمغزاه
3 جبل النصلة: ويقع في الناحية الشمالية من حرمة بمسافة خمسة أكيال ويقع على شعيب المغيدر، وهو مميز في تركيبته ولونه، وهو عبارة عن مجموعة أحجار ضخمة متراكمة ذات لون داكن وهي أشبه ما تكون بالهرم، ويوجد على الحجارة مجموعة من الكتابات والنقوش القديمة والتي تحتاج الى مزيد من البحث والدراسة «ولا يزال أهالي حرمة يقصدون جبل النصلة للنزهة».
4 جبل الصفراء: وهي سلسلة من الجبال تقع في الناحية الشمالية وفي رأسها توجد شبه متاريس باقية حتى الآن.
5 جبل مشرفة: وهو في الناحية الجنوبية من البلد وكان يستخدم للحراسة والمراقبة وفي رأسه رجم من الحجارة باق حتى الآن. وقد أخذ اسمه «مشرفة» من طبيعة استخدامه.
6 الجبل الأسود. ويقع في الناحية الشمالية الغربية من البلد بين مجموعة جبال وكأنها تحرسه ولونه داكن بينما الجبال المحيطة به تختلف عنه في اللون ويشبه في شكله المئذنة.
7 حصاة النصيلة: وتشبه في حد كبير جبل النصلة الا أنها أقل حجماً وارتفاعاً وتقع في الناحية الشمالية وقريبة جدا من المخططات الحديثة.
8 حصاة المراح: وتقع شرق حرمة.
أودية حرمة وشعابها
1 أبرزها وادي «الكلب» وهو وادي حرمة المشهور والذي يسقي سيله بلدة حرمة دون غيرها ويمتد من «حطابة» وتتحدر عليه العديد من الأودية منها: أبو ذرية، ولدد، والقري، وغيرها.
2 وادي «المشقر» وهو الوادي الشهير الذي يسقي نخيل المجمعة قبل أن يلتقي بوادي «الكلب» في مضيق جبل صخرة صغير «قارة» تسمى أم الطبوق لتتكون عندها بحيرة سد حرمة.
3 وادي «النُّخَيل»: ويقع شرق حرمة ويجتمع سيله عند جبال المجزل فيضيق مدخله في منطقة «البزم» وفي الوادي مجموعة الآبار والحسيان في أوله وفي آخره ويسمى بعضها بأسماء أهالي حرمة مثل: قليب ابراهيم العبدالكريم، وقليب بن ضاوي وقليب الماضي وقليب فهد بن مدلج وينتهي سيل هذا الوادي في النظيم.
4 وادي «الكظيمة» شرق حرمة ويتحدر من جبال مجزل ويلتقي بوادي الباطن وينتهي في الخفيسة.
5 وادي «الباطن» ويقع جنوبي حرمة وينطلق من سد حرمة حتى ينتهي في الخفيسة وروضة مطربة.
6 شعيب «أبو صوير» وهو وادي صغير يقع شمال حرمة ويسقي نخيلها الشمالية.
7 شعيب «أبو حريقه» شمال حرمة.
8 شعيب المغيدر شمال حرمة.
9 شعيب العمار ويقع شمال شرق حرمة وينتهي في روضة سدحا.
10 شعيب دابان ينحدر من جبال المجزل، ويسقي الرياض المجاورة له.
المزارع المشهورة:
تشتهر حرمة بكثرة مزارعها حيث يعمل أغلب أهلها قديما في الزراعة ومن أسماء هذه المزارع: «الجيان المرشدية الناصرية الفاضلية الرفيعة ققح القري الداخلة البديع العتيقية الظاهرية البطحاوية الحويطة القاووق طالعة عون العليا سمحة فيد ماضي العوجاء فيد البريك الحويطات الخرافي الجسارية الجسيسرية الوسيطا المرقبية السويرحية العميري لبب طويلعة العلي الخنيفرية الراشدية الرطبية الحماوية الفريج الطويلعة فيد زاهر فيد الضماد فيد الفايز الصالحية الوسطى سعد الله الهريشية قلبان العود العقيليات الخرافي جبرة الحويط الشايعية أم الحصى عطية الغبية فيد سليم المنيعية فيد النويري فيد عويش بيضا نثيل البذارية السليمية ..الخ».وقد صاحب النهضة العمرانية، والحديثة والأحياء الجديدة توزيع أراض زراعية عديدة تم منحها للمواطنين شمال وشرق حرمة يتجاوز عددها الخمسين بواقع خمسين دونماً للشخص الممنوح.
رياض حرمة وبراريها:
تتميز حرمة بجمال رياضها ومنتزهاتها البرية حيث يقصد أهلها وغيرهم مواقع عديدة خاصة بهم شمال وشرق البلدة في فصل الربيع وهي كثيرة جدا ذكر منها الشاعر الأستاذ ابراهيم المدلج في قصيدة له ما يربو على ثلاثين موقعاً ما بين واد وروضة وجبل وغدير ونحوها نورد بعضا من هذه القصيدة للاستشهاد عوضاً عن سردها:
الذكريات تزاحمت في خاطري
صوراً تشعُّ مضيئة في مهجتي
للّه أيامٌ لنا .. يا حلوها
مرت كحلم خاطف .. أو لحظة
فصل الربيع .. وفي البصيرة كم له
من نظرة ليست كأية نظرة
كم ذا يراودني الحنين، وكم تتو
قُ النفس للتجوال عبر «العبلة»
ما إن نحط ركابنا في روضة
غناء حتى نستهيم بروضة
فترى الخيام مقامة «بنُخَيلنا»
وغداً تراها في روابي «الخفسة»
أما «الخفيسة» يا رفاق فإنها
باتت تؤرقني بصدق اللهفة
نِعم المزار بسدرها .. وغديرها
وبروضها الزاهي بأعطر نفحة
سلبت عقول الوافدين بسحرها
وبخفسها الأعلى سحيق الهوّة
وبروض «مطربة» يقرّ قرارنا
في سجة ما بعدها من سجة
ولقد نعود الى «النظيم» وغابه
كيما نريح ركابنا في الفية
وعلى ربى «سدحا» وروضتها التي
تهدي الصّبا عطراً ذكي النسمة
وهناك «حسيان العقيلة» كم بها
من وقفة طابت بطيب الصحبة
ولكم ننيخ على «القليب» بركبنا
وغدير «ذي العاشور» عين الوجهة
وغدير «أم الروس» يرمق سيرنا
فنميل نشرب منه أعذب شربة
ولنا مآثر في «المشاش» كثيرة
وبقربه: عيد بذات «الطلحة»
وإذا تنفس بالضياء صباحنا
خفق الفؤاد لنبش فقع الكمأة
نطوي الفيافي الشاسعات لجنيه
وبروضة «البنّا» بساط الجلسة
ولنا «بدابان» الجميل .. مناخة
تشفي العليل بروحة وبجيئة
ولقد نعرّج في الإياب على «المرا
ح» فنستريح بظل تلك الصخرة
أما «الكظيمة» فهي درب ركابنا
خير الموارد كم بها من وقفة
جبل «الأصيفر» دونها حفّت به
ريح الخزامى .. واكتسى بالحلة
ولنا مآثر «بالعنيّب» .. روّضت
أقدامنا بالوثب نحو القمسّة
لنقيم برجاً بالحجارة شاهقاً
فنطل منه على «حصاة القلتة»
إن أنس لا أنسى رفاقاً ضمّهم
فيئ الهجيرة في رحاب «النصلة»
جبل أشمّ تفننت في صنعه
يد بارئ الأكوان .. ربّ الحكمة
ما زلت أذكر أمسيات حية
كانت لنا من حول «نبع الغِبة»
غيل تدفق بالجداول سلسبي
لاً رقرقاً ينساب مثل الحية
وخرير ماء النبع يبعث حولنا
عزفاً شجياً هامساً بالنغمة
وتزقزق الأطيار في جنباته
فيشنف الإطراب سمع المنصت
وعلى بحيرة «سد حرمة» كم لنا
من جولة حفت بأصدق صورة
في ظل جسر الخير ينظم عقدنا
وقلوبنا مغمورة بالفرحة
أنواع النخيل والحرف السائدة:
يعمل معظم أهالي حرمة في «الزراعة» وتشتهر حرمة بكثرة نخيلها وجودة تمورها وهي متعددة الأنواع حيث أطلق عليها اسم «البصيرة» وبه سمي حيها الشرقي، ومن أبرز أنواع النخيل المشتهرة «الخضري الروثان السلج المكتومي نبوت السيف الحلوة والمسكاني والجفير الشقراء الصفري الدخيني القطار الذاوي الحقي وقد اهتم أصحاب المزارع الحديثة بأنواع أخرى مثل «البرحي والخلاص والسكري ونبتة علي وغيرها»..
كما تشتهر بزراعة الخضروات بأنواعها، والقمح، وبعض الفواكه الموسمية، وتغطي المزارع احتياج أهل البلد ويصدر منه الى مدن ومناطق أخرى، ولا تزال «الزراعة» تجد العناية والاهتمام من الاهالي وقد انتشرت الكثير من المزارع شمال وشرق البلد حيث استفادوا من الإقطاعات الزراعية مستخدمين الوسائل الحديثة لتطوير وتنويع الإنتاج كما يعمل بعض أهالي حرمة في «التجارة» حيث خرج منهم الكثير الى أقاصي الجزيرة فبرعوا في ذلك، والبعض كانوا يجلبون البضائع على الجمال من البلدان الأخرى مثل الرياض والكويت والاحساء والزبير والبصرة بالعراق وغيرها.
وكان هناك من يعمل في حرف أخرى كتربية الماشية، والرعي، والحياكة، والحدادة وغيرها.
وكغيرهم انخرط أهل حرمة في العصر الحديث في الوظائف الحكومية: المدنية والعسكرية والتعليمية، فبلغوا مناصب عليا في الدولة وتسلموا قيادات مؤثرة في بلادنا الغالية، وظل بعضهم يعنى بالزراعة والتجارة.
التعليم في حرمة:
عني أهل حرمة الأولون بالتعليم فأشادوا الكتاتيب حيث كان يتعلم الصغار والكبار القرآن الكريم وتجويده، وعلوم الدين واللغة العربية والكتابة والحساب، ومن أشهر تلك الكتاتيب ما كان في مسجدي الجامع ومسجد باب المغيريب، ولا تزال مدرسة الجامع القديم باقية آثارها وكان أبرز من درس فيها الشيخ عثمان بن ابراهيم بن سليمان قاضي حرمة وخلفه بعد ذلك بنوه ابراهيم ومحمد ومن بعدهم عبدالعزيز الذي أجرى عليه تحسينات واشتهر بتدريسه على طرق حديثة وكان كاتب عدل وطالب علم بارز، توفي عام 1360ه وخلفه في التدريس فيها عبدالله بن عثمان بن عبدالكريم. ومن أشهر المعلمات في عصر الكتاتيب: موضي بنت ابرهيم الحقيل «زوجة الشيخ عثمان بن سليمان»، وحصة بنت عبدالله الثابت، وفاطمة بنت عبدالرحمن التركي.
وفي عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه افتتحت أول مدرسة حكومية في عام 1368ه وكان أول من درس فيها الشيخ أحمد بن عثمان بن سليمان الذي تولّى إمامة الجامع بعد أبيه، ومحمد بن عبدالعزيز التويجري، وعبدالمحسن بن أحمد الماضي، وأخوه جاسر الذي تولّى هو الآخر إمامة الجامع بعد انتقال الشيخ أحمد الى المجمعة.
وفي عصرنا الحاضر بلغ عدد المدارس الحكومية في حرمة «15» مدرسة «6» مدارس للبنين بواقع مدرستين لكل مرحلة، و«7» مدارس للبنات ثلاث للمرحلة الابتدائية، ومدرستان للمتوسطة، ومثلهما للثانوية، ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم للبنات، إضافة الى روضة الأطفال التابعة للجنة التنمية الاجتماعية بحرمة يدرس في هذه المدارس ما يربو على «1800» منهم «850» طالباً و«950» طالبة حيث يأتي طلاب مدارس حرمة في المرتبة الثالثة في منطقة سدير من حيث العدد بعد مدينتي المجمعة وحوطة سدير، بل انها في عدد طلبة وطالبات المرحلة الابتدائية تأتي في المرتبة الثانية ولا تزال المدينة في حاجة لمبان حكومية مناسبة خاصة في حي البصيرة الذي لم ينشأ فيه إلا مدرسة واحدة للبنين..
حرمة في العصر الحاضر:
لقد شمل التطور مدينة حرمة كغيرها من مدن بلادنا الغالية فتوسعت بشكل كبير واستفاد أهلها من دعم حكومتنا الرشيدة من خلال صندوق التنمية العقاري وكانت أول دفعة وزعت أواخر عام 1398ه فامتد العمران شمال وشرق حرمة القديمة في أحياء متعددة حمل كل منها اسماً مثل الحي الغربي، وحي البصيرة شرقاً، وحي الروضة بين الغربي والبصيرة وجزء منه ما زال تحت التخطيط منذ زمن طويل. وقد تجاوزت القطع الموزعة على أهالي حرمة ثلاثة آلاف قطعة سكنية.
كما أنشئت المنطقة الصناعية في حرمة في شرق حي البصيرة على طريق حفر الباطن الأرطاوية، ويضم مخططها 146 قطعة استلم منها «111» ورشة وأقيم شرقاً عن المنطقة الصناعية بحرمة سوق المواشي الجديد بمحافظة المجمعة
وكما أنشئ غرب المنطقة الصناعية بحرمة ميدان الفروسية بالمحافظة أيضا. وقد نمت المدينة نمواً سريعاً في الاتجاهين ويأمل أهل حرمة سرعة إنهاء المخططات التوسعية في الفراغات خاصة تلك الفاصلة بين الأحياء الآهلة بالسكان حيث ان مئات الأهالي في انتظار منحهم قطع أراض سكنية أسوة بمن سبقهم.
الإدارات الحكومية والمرافق الأهلية:
1 مركز حرمة ويرأسه حاليا سعود بن عبدالعزيز الماضي.
2 المركز الصحي.
3 فرع البلدية.
4 مركزان للبريد أحدهما غربي حرمة والآخر شرقها.
5 هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
6 النادي الفيصلي بحرمة.
7 لجنة التنمية الاجتماعية..
وهناك مؤشرات بالموافقة على افتتاح مركز صحي آخر بحي البصيرة وفرعان للدفاع المدني والشرطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.