ما زال الإسرائيليون يستقبلون بسعادة كبيرة أنباء سقوط بغداد والقبض على المسؤولين العراقيين على يد القوات الانجلو أميركية وهو ما ينعكس بوضوح ليس فقط في وسائل الاعلام الإسرائيلية ولكن في الدراسات الأكاديمية والسياسية الصادرة عن مراكز الأبحاث والهيئات المختلفة. البروفيسور يهودا بن عامي أستاذ العلوم السياسية في جامعة بئر السبع وقع دراسة في الخامس عشر من شهر أبريل الحالي كشف فيها مدى الاستفادة الكبيرة التي جنتها بلاده من وراء الحرب على العراق وهي الحرب التي خدمت في الأساس الأهداف الدينية اليهودية التي تنادي بسقوط العراق والسيطرة عليه. وتنقسم الدراسة إلى عدد من الفصول وتبدأ بمقارنة ما حدث في العراق مع الحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين ويشير بن عامي في البداية إلى أن شارون يعتقد أن الحرب الشرسة والاجتياحات التي شنها ضد الفلسطينيين قبل عام ستكون في المحصلة لمصلحة إسرائيل. وهو يعتقد أن السلام المبني على القوة هو فقط القادر على حماية بلاده من معادلة القوى المستقبلية التي تكون للجغرافية العربية والديمجرافية الفلسطينية دور هام فيها. ومن هنا بدأت حرب شارون بمحاولة فرض الهيمنة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني. ويضيف أن الحرب الأمريكية البريطانية على العراق تخدم بشقيها الاقتصادي والديني مصلحة إسرائيل. فمن الناحية الاقتصادية تتركز مصالح الولاياتالمتحدة النفطية على أهمية المخزون النفطي العراقي الذي يشكل الرصيد الاستراتيجي الأهم في العالم وستضمن سيطرة الأمريكيين على النفط العراقي سيطرته على اهم مصادر للطاقة في العالم بأسره وتخطيطه للعالم من جديد تحت عنوان النظام العالمي الجديد بدون أي اعتبار لأي من الأقطاب الأخرى، بما فيها وضع حد لدول الفيتو في مجلس الأمن و هو ما سيصب في النهاية لصالح إسرائيل التي ستنتفع اما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من ذلك النفط وهو ما اكده صراحة وزير البنية التحتية الإسرائيلي يوسف بيرتسكي الذي أكد ان سيطرة الولاياتالمتحدة على النفط العراقي ستؤدي إلى استفادة بلاده في الاساس منه .