ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا بنيران جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال توغله في مدينة رفح الى خمسة «بينهم فتى في الخامسة عشرة من عمره» بينما أصيب أكثر من 50 بجراح «بينهم عشرة اصاباتهم خطيرة» خلال عملية اجتياح واسعة النطاق استهدفت المدينة ومخيماتها جنوب قطاع غزة.. حيث اقتحمت القوات الاسرائيلية مخيم رفح المكتظ بالسكان من ثلاثة اتجاهات بينما حلقت خمس مروحيات فوق المنطقة. كما قتل جندي اسرائيلي وأصيب ثلاثة آخرون من جيش الاحتلال الاسرائيلي إثر تعرض قوات الاحتلال خلال توغلها لاطلاق صواريخ مضادة للدروع ونيران كثيفة. ووصف راديو اسرائيل اصابة أحد الجنود بأنها بالغة.. وتم نقل الجنود الجرحى الى المستشفى لتلقي العلاج الطبي. وأشار الراديو الى أنه تم خلال العملية هدم منزل فلسطيني من حركة حماس يدعى محمود أبو شمالة بدعوى الضلوع في عمليات ضد مدنيين اسرائيليين وتهريب وسائل قتالية الى قطاع غزة.. واعترف الراديو بإصابة أكثر من أربعين فلسطينيا خلال العملية.. وأبلغ مسئول فلسطيني أن القوات الاسرائيلية منعت سيارات الاسعاف من انقاذ المصابين كما أن سلطات المستشفيات ناشدت المواطنين الفلسطينيين للتبرع بالدم. ويقوم الجنود الاسرائيليون بعملية اقتحام لمنازل في المخيم بحثا عن مطلوبين كما أصدروا أمرا لأصحاب بعض المنازل بالخروج منها استعدادا لتفجيرها واستخدموا حافلات فارغة لنقل معتقلين على متنها على ما يبدو. وكانت حدة التوتر ارتفعت منذ بدأ الاسرائيليون بناء السياج الأمني وتدمير منازل يقولون ان المقاتلين الفلسطينيين يستخدمونها مما أسفر عن تشريد العديد من الأسر في المنطقة. وقال الطبيب على موسى مدير مستشفى أبو يوسف النجار ان خمسة شهداء سقطوا وأصيب 50 مواطنا بجراح حالة معظمهم بالغة الخطورة خلال تصديهم للقوات الاسرائيلية. وأوضح أن الطواقم الطبية والاسعاف تواجه صعوبات كبيرة في الوصول الى الجرحى والمصابين بسبب كثافة النيران التي تطلقها الدبابات وعدد من القناصة الاسرائيليين بشكل خاص. وكانت أكثر من40 دبابة وألية عسكرية اسرائيلية اجتاحت مدينة رفح فجر أمس وسط اطلاق نار كثيف. وقال ناطق باسم الأمن العام الفلسطيني ان الجيش الاسرائيلي استخدم طائرات مروحية لمطاردة عدد من المسلحين الفلسطينيين حيث أطلقت باتجاههم عدداً من القذائف والطلقات النارية من أسلحة ثقيلة. وفي تطور لاحق ذكر شهود عيان أن جيش الاحتلال الاسرائيلي قام باخلاء عدد من المنازل التي تعود لعائلات فلسطينيون يتهم أبناؤها بشن عمليات فدائية ضد أهداف اسرائيلية عرف من بينهم منزل لعائلة رائد العطار ومحمد أبو شمالة من كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس. وقد أعلنت كتائب شهداء الأقصى «الجناح العسكرية المحسوب على حركة فتح» فجر أمس الأحد مسئوليتها عن تدمير ناقلة جنود اسرائيلية في مدينة رفح خلال توغل القوات الاسرائيلية للمدينة. وقال بيان صدر عن الكتائب ان مجموعة الهندسة التابعة للكتائب قامت بتفجير عبوة ناسفة كبيرة استهدفت ناقلة جنود مدرعة في مخيم يبنا مما أسفر عن مقتل وإصابة جميع من كانوا على متنها. وأكد البيان أن معارك عنيفة دارت بين القوات الاسرائيلية التي توغلت بعشرات الدبابات والآليات العسكرية المدرعة وعدد من المسلحين الفلسطينيين. من جهة أخرى أفادت مصادر عسكرية اسرائيلية ان فلسطينيا كان يلقي زجاجات حارقة باتجاه سيارات اسرائيلية استشهد أمس الاحد بنيران الجيش الاسرائيلي قرب نابلس بشمال الضفة الغربية. من ناحية أخرى دعت السلطة الفلسطينية أمس الاحد المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف «الاعتداءات» الاسرائيلية والبدء بتطبيق «خارطة الطريق». وقال صائب عريقات وزير الحكم المحلي: «ندعو المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف الاعتداءات (الاسرائيلية) وطرح خارطة الطريق بشكل فوري»، مضيفاً: «ندين بشدة الاعتداء الاسرائيلي على مدينة رفح ومخيمها الذي أدى الى استشهاد خمسة فلسطينيين وجرح أكثر من 50 فلسطينيا، عدد كبير منهم جراحهم بالغة، وتدمير البنى التحتية والمنازل وتخريب ممتلكات المواطنين». واعتبر عريقات ان «السياسة الاسرائيلية تهدف الى تدمير أي جهد يبذل لطرح خارطة الطريق وتصعيد الأوضاع على الأرض ونحمّل الحكومة الاسرائيلية مسؤولية ونتائج مثل هذه الاعتداءات». وقال ناطق رسمي باسم القيادة الفلسطينية في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا: «تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي ارتكاب جرائمها بالعدوان العسكري والارهاب الذي يطال كافة المدن الفلسطينية وما حولها مع استمرار أعمال القتل والنسف والتدمير والتجريف بحق أبناء شعبنا ومنازلهم وأراضيهم وتعيد احتلالها وتوغلها في العديد من مدننا ومناطقنا بالدبابات والآليات والجرافات العسكرية باسناد كثيف من الطائرات الحربية والهليكوبتر». وأشار الناطق الى انه «بهذا التصعيد العسكري للعدوان على الشعب الفلسطيني الصابر المرابط تزداد الرؤية وضوحا للعالم اجمع. لنوايا حكومة اسرائيل وجيشها بالاستمرار في حربها التدميرية الواسعة المفروضة على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا واستغلالاً لانشغال العالم بالحرب على شعب العراق الشقيق». وأوضح الناطق انه «في وقت تعمل فيه القوى العالمية الصديقة بكل جد لطرح خارطة الطريق وتنفيذها على الأرض كما هي. فان هذه القوى المتطرفة في اسرائيل تصر على مواصلة حربها ضد أبناء شعبنا رجالا ونساء واطفالا وتريد تغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي على الأرض من خلال عمليات التهويد والاستيطان المتنامي وابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية بالمصادرة. ولأنها لا تريد اقامة السلام العادل والشامل والدائم من أجل مصلحة شعبنا ومن أجل أطفالنا وأطفالهم».