سنوات وسنوات وخريجو كلية التربية البدنية يقفون في قوائم انتظار فرص التوظيف بعد ان عجزت وزارة المعارف عن استيعابهم وأوصدت في وجوههم كل الابواب في مدارسها الحكومية أو الأهلية. وهنا وعبر هذا التحقيق نلتقي بالخريجين الذين مازالوا «يتوسدون» وثائق التخرج ويطول بهم الانتظار.. وفي الطرف الآخر نقف مع رئيس قسم التربية البدنية بجامعة الملك سعود موقف المصارحة: لماذا تستقبلون العشرات من الطلاب سنوياً وتعجزون عن تأمين مستقبلهم؟!فماذا قال الخريجون وماذا قال رئيس قسم التربية البدنية؟!.. هذا ما سنطالعه عبر السطور التالية: بداية التقينا عوضة الغامدي «متخرج منذ سنتين» الذي تحدث قائلاً: - رئيس قسم التربية: مهمتنا تخريج الطلاب لا توظيفهم.. وليس هناك تنسيق بيننا وبين المعارف - الخريجون: طلاب كلية المعلمين يتم تعيينهم مباشرة.. أما نحن فمازالت الأبواب أمامنا موصدة * بعد نجاح سعودة معلمي التربية الإسلامية في المدارس الأهلية.. هل سيأتي الدور على معلمي التربية البدنية؟ منذ أن تخرجت من قسم التربية البدنية لم يتسن لي الحصول على أي فرصة وظيفية في القطاع الحكومي حيث توجهت إلى ديوان الخدمة المدنية وأفادوني بعدم توفر وظائف شاغرة لهذا التخصص كما رفضوا تسلم الملف الخاص بي بحجة أنهم لا يستقبلون الملفات الا في حال الاعلان عن وظائف شاغرة ويتساءل الغامدي: ما الذي يمنع تسلم الملف وادراج البيانات الخاصة بالمتقدم في الحاسب الآلي وفي حال توفر الوظائف يتم الرجوع لهذه البيانات ومن ثم سيتم المفاضلة بين المتقدمين. وللمدارس الخاصة نصيب من هذه المعاناة فالمدارس الخاصة التي كنت آمل أن تكون هي الحل المضمون لهذه المشكلة اكتشفت بأنها أشد قسوة من ديوان الخدمة المدنية فلقد توجهت إلى احدى هذه المدارس وتقدمت بطلب وظيفة لديهم ولكنهم أفادوني بأنهم مكتفون فلديهم سبعة معلمي تربية بدنية كلهم أجانب!! ومن خلال «الجزيرة» أناشد بقرار سعودة معلمي التربية البدنية في المدارس الخاصة أسوة بقرار سعودة معلمي التربية الإسلامية. الوزارة هي السبب ومن ثم تحدث متعب الصياح «متخرج منذ سنتين» قائلاً: ان وزارة المعارف هي المسؤول الأول عما يجري لنا الآن فالمتعارف عليه أن كلية المعلمين تعد خريجيها لتعليم المرحلة الابتدائية والجامعة تعد خريجيها للمرحلة المتوسطة والثانوية ووزارة المعارف توظف خريجي كلية المعلمين في المرحلتين المتوسطة والثانوية منتهكة بذلك حقوق طلاب الجامعة وهذا الكلام لم أت به من عندي بل لي زملاء من كلية المعلمين تم توظيفهم في هذه المراحل فبأي حق خريجو الجامعة منذ أكثر من أربع سنوات لم يتم توظيفهم وخريجو كلية المعلمين يوضعون في اماكن هم غير مؤهلين لها؟ واذا كانت هذه هي سياسة الوزارة فلم لايتم اغلاق باب القبول في قسم التربية البدنية؟. قطعت الأمل وأضاف خالد الشواوي «متخرج منذ سنة» قائلاً: بعد أن رأيت أن من سبقوني بالتخرج لم يوظفوا في القطاع الحكومي قطعت الأمل في ذلك وكثفت جهودي في البحث عن وظيفة لدى احدى المدارس الخاصة ولكنني صدمت بالشروط التعجيزية التي تضعها هذه المدارس كشهادة الخبرة ووجود شهادة دورة في احدى الالعاب وكلها شروط الهدف منها التحجج بهدم ملاءمة المدرس السعودي فكيف لمدرس حديث التخرج بأن يحصل على شهادة خبرة؟.. ومن المواقف التي واجهتني خلال بحثي في المدارس الخاصة أني تقدمت بطلب وظيفة لإحدى المدارس فأفادني المشرف على المدرسة سعودي طبعاً بأن المدرسة بحاجة لمعلم تربية بدنية وبناءً على ذلك تم إرسال لجنة الى احدى الدول العربية لتجلب معلما من هناك فكيف يتم السماح بإحضار مدرسين من الخارج وخريجو الجامعة ينتظرون على أحر من الجمر مثل هذه الفرصة؟.. مثل متاعب زملائي ويضيف سعيد الدوسري «متخرج منذ سنة» قائلاً: انه لشيء يحز في النفس بأن نسمع أنه لا تتوفر وظائف شاغرة مع أن العكس هو الصحيح فالمدرسة التي عملت بها التطبيق الميداني منذ سنة لايوجد بها معلم تربية بدنية وهناك الكثير والكثير من المدارس أيضاً فكيف نسمع بكلمة الاكتفاء الوظيفي؟ وعن المتاعب التي واجهتها في البحث عن الوظيفة فهي لا تختلف عن متاعب الزملاء التي كانت فصولها ما بين ديوان الخدمة المدنية والمدارس الخاصة، ولدي ملاحظة على المرتب الزهيد الذي تدفعه المدارس الخاصة والذي لا يتناسب مع مؤهل الطالب الجامعي ولايفي بمستلزمات هذا الزمن ومن خلال ذلك فإني أطالب وزارة المعارف ومجلس القوى العاملة بتحديد سقف أدنى لرواتب المدارس الخاصة وأرى بألا يقل عن ثلاثة آلاف ريال. الاستقدام أخيراً أما علي حكمي «متخرج منذ سنة» فقال: لماذا لا يكون هناك دور للقطاعات الحكومية المدنية والعسكرية في المساهمة في توظيف خريجي القسم في اقسام الانشطة الرياضية لهذه القطاعات. أما بالنسبة للمدارس الخاصة لماذا لا يتم انشاء قسم خاص تابع لوزارة المعارف يستقبل الوظائف الشاغرة لدى المدارس الخاصة ومن ثم يكون هناك اعلان عن هذه الوظائف ويتقدم الراغبون الى الوظائف بأوراقهم إلى هذا القسم ومن ثم يتم توجيههم إلى المدارس الخاصة وفي حال عدم توفر متقدمين في احد التخصصات يتم السماح لهم باستقدام معلمين من الخارج. ويضيف هشام الجنيدل«متخرج منذ سنة» قائلاً: توجهت إلى قسم التربية البدنية بوزارة المعارف وإلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب وسألتهم عن حاجتهم لخريجي قسم التربية البدنية فأجابوني بأنهم في أمس الحاجة لهذا التخصص بيد أن المسؤولية تقع على ديوان الخدمة المدنية الذي لم يعلن عن حاجاتهم فتوجهت إلى ديوان الخدمة المدنية الذي لم يعلن عن حاجاتهم فتوجهت إلى ديوان الخدمة المدنية وكلي أمل بأن الديوان لم يسعفه الوقت في الاعلان عن هذه الوظائف وصدمت عندما أفادني موظف الديوان بأنه لايوجد أي وظيفة وأن الموضوع برمته لدى وزارة المعارف والرئاسة العامة لرعاية الشباب اللتين لم ترفعا بحاجتهما إلى الديوان فكل يرمي بالمسؤولية على الآخر وفي ختام حديثي أود أن استفسر عن القرار الذي أصدره صندوق الموارد البشرية في بداية العام بشأن رواتب المعلمين السعوديين والسعوديات بالمدارس الخاصة حيث حدد الراتب بأن يكون أربعة آلاف ريال مناصفة بين الصندوق وملاك المدارس ولكن المدارس الخاصة لم تطبقه. مهمتنا الإعداد فقط ولتسليط الضوء على هذه المشكلة التقينا رئيس قسم التربية البدنية بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالرحمن العنقري وسألناه عن الوضع الذي يعيشه خريجو القسم فقال: كما هو معروف بأن مهمة كلية التربية بجامعة الملك سعود هي إعداد المعلم في شتى التخصصات ومن ثم تنتقل مرحلة التوظيف إلى وزارة الخدمة المدنية التي تتولى هذا الامر، ويبقى التساؤل عن وجود تنسيق بين وزارة المعارف ووزارة الخدمة المدنية وبين الجامعة من حيث ضبط اعداد الخريجين وللأسف فإن هذا التنسيق غير موجود على الرغم من أنه قد وصلنا خطاب من وزارة المعارف قبل أربع سنوات تقريباً يفيد باحتياجاته من خريجي القسم للعشر والعشرين سنة القادمة ومن خلال هذا الخطاب وجدنا أننا لن نستطيع أن نلبي هذه الاحتياجات نظراً لكثرتها وهذا الخطاب موجود وموثق لدينا بالقسم. وفجأة وبدون سابق انذار وجدنا أن المجال لدينا قد تشبع فقد تكون الدراسة التي اجرتها وزارة المعارف لم تكن دقيقة أو أن استراتيجيتها في التوظيف قد تغيرت، ليس هناك ثمة سبب واضح لذلك مما نتج عن ذلك انعدام الفرص الوظيفية لخريجي القسم. * ما الجهود التي يبذلها القسم لحل هذه المشكلة؟ - مع الأسف القسم كما يقولون يده قصيرة ولكن على الرغم من ذلك بادر القسم وتوجه خمسة من أعضاء هيئة التدريس لمقابلة المسؤولين بوزارة المعارف ومناقشة هذه القضية ولكن مع الأسف لم تسر االأمور كما رغبناها ولقد حدث هذا الشيء مرتين وحاولنا ولكن الاستجابة لم تكن بالدرجة المطلوبة واعتقد أن هذا هو أقصى ما يستطيع ان يقوم به القسم. * التوظيف الفوري الذي يمنح لخريجي التربية البدنية بكلية المعلمين بعكس خريجي الجامعة كيف تنظرون له؟ - هذا فيه نوع من الاجحاف بحق خريجي الجامعة لأن من المفترض ان الطالب الخريج من نفس التخصص تعطى له الفرصة في المنافسة والوظيفة تمنح للأفضل ولكن أن يحرم خريج متميز من خريجي الجامعة ويوظف خريج آخر حاصل على تقدير مقبول فقط لأنه من خريجي كلية المعلمين هذا كما قلت اجحاف بحق الخريج الجامعي واجحاف بحق وزارة المعارف حيث ان لديها كفاءات جيدة وهي تستقطب الخريجين ذوي الكفاءات المتدنية وهذه امانة يجب على الوزارة أن تعيها. * خريجو كلية المعلمين مؤهلون للمرحلة الابتدائية فقط.. ومع ذلك يتم توظيفهم في المرحلتين المتوسطة والثانوية وهذا من اختصاص خريجي الجامعة. - نعم هذا هو الحاصل الآن وبكل أسف وقد تم رفع خطاب بهذا الشأن من قبل إدارة القسم الى وزارة التعليم العالي والتي بدورها قامت برفعه إلى وزارة المعارف التي أجابت بردود غير منطقية حيث أفادونا بأن كلاً ملزم بتخصصه ولاصحة بأن خريجي كلية المعلمين يعينون في المرحلتين المتوسطة والثانوية ولوسلمنا بأن هذا الكلام صحيح فهل يعقل ولمدة أربع سنوات لم يكن هناك احتياج في المرحلتين المتوسطة والثانوية؟ وهل يعقل أنه لم يستحدث مدرسة متوسطة أو ثانوية في المملكة منذ اربع سنوات؟ ان الحقيقة واضحة ولا تحتاج إلى تفسير والمفترض أن تكون الوزارة حريصة كل الحرص على علاج هذه المشكلة لأن توظيف الخريجين في غير تخصصهم الذين هم معدون له سوف يحدث خللاً في العملية التعليمية. غير صحيح * هناك من يدعي أن خريجي كلية المعلمين مؤهلون تأهيلاً أكاديمياً يفوق تأهيل خريجي الجامعة لذلك يحظون بفرصة التوظيف الفوري. - هذا الكلام رغم أني سمعته من مسؤولين في وزارة المعارف إلا أنه مردود من أوله فهذا الكلام لايستند إلى أدلة علمية فمن أين أتوا بكلمة أفضل وأنا أجزم بعكس ذلك تماماً والدليل من العاملين في الوزارة انفسهم عندما يتحدثون بصراحة يجدون خريجي القسم لدينا بجامعة الملك سعود ولله الحمد من أفضل الخريجين في مجال التخصص ولا أقول هذا الكلام مجاملة ولكني على ثقة بالبرنامج المعد لدينا بالقسم. * سياسة العقوق التي يمارسها ملاك المدارس الخاصة بحق خريجي القسم حيث إن غالبية مدرسي التربية البدنية لدى هذه المدارس غير سعوديين. كيف تنظرون لها؟ - انه لشيء محزن فعلاً والأمر بحاجة إلى قرار سعودة مدرسي هذا التخصص والتخصصات الاخرى أيضاً شأنه شأن القرار الذي صدر بالنسبة لمعلمي الثقافة الإسلامية ومتى ماتم ذلك وجدنا أن هذه المدارس تلهث خلف هؤلاء الخريجين حتى توظفهم. * ألا ترون أن ايجاد مقرر ومنهج لمادة التربية البدنية سيرتقي بمكانة التربية البدنية المدرسية وسيزيد من توفر الفرص الوظيفية؟ - أنا لا أرى بل أجزم بذلك فعلاً فإيجاد مقرر أصبح الان ضرورة ملحة ووزارة المعارف تعمل على هذا المشروع ونحن وبعض اعضاء هيئة التدريس بالقسم من ضمن هذا المشروع وهو مشروع التأليف وسيؤلف كتاب للمعلم في المرحلة الأولى بحيث يصبح لديه منهج واستراتيجية معينة في عملية التدريس تجمع بين الممارسة العملية والجانب النظري الذي نأمل من الله تعالى أن يكون فعلاً النقلة التي تنقل تخصص التربية البدنية إلى الأمام. إدارة التعليم: لا نحتاجهم ولكي نسمع رأي جميع الاطراف حول هذه المشكلة توجهنا إلى إدارة التعليم بالرياض وتحديداً إلى مدير إدارة التوظيف الأستاذ/ سليمان الهويمل ليقول رأيه حول هذه المشكلة حيث قال: إنه لايوجد هناك أسباب خفية تمنع توظيف خريجي قسم التربية البدنية بجامعة الملك سعود غير أن كليات المعلمين تقوم بدورها على أكمل وجه حيث تخرج المعلمين الذين يلبون احتياجات سلك التعليم وعلى هذا فإنه لايوجد احتياج لخريجي جامعة الملك سعود وأضاف قائلاً: إن خريجي كليات المعلمين مؤهلون للتعليم في جميع المراحل الدراسية وليس حكراً عليهم المرحلة الابتدائية فقط.