في خضم حرب عدوانية من قبل قوة عظمى على شعب من شعوب المجتمع العالمي ضد إرادة هذا المجتمع بدوله وشعوبه تطوي احياناً سرعة الاحداث مواقف يجدر التوقف عندها ومناقشتها وطرح الاسئلة حولها لتحديد ما هو آني او بعيد المدى من تأثيراتها خاصة عندما تتعلق تلك المواقف ليس فقط بمجرى الحدث الرئيسي الذي تتداعى منه تلك الاحداث اليومية السريعة ولكن ايضا عندما تتعلق تلك المواقف بطبيعة تلك الحرب العدوانية من ناحية وبطبيعة الموقف الدولي منها من الناحية الاخرى، وأرى انه قد مر بعد اقل من اسبوع للعدوان الانجلو امريكي على العراق موقف قد يتعلق به مصير بقاء او فناء الشرعية الدولية متمثل بوجود او انحلال الأممالمتحدة دون ان يحظى الموقف إلا بالقليل من الاهتمام والتحليل للموقف الذي عبّر عن فداحته لقاء غالبية دول الجمعية العمومية في الاممالمتحدة يوم 22003/3/7 دون ان يستطيعوا التوصل لاستصدار قرار يدين العدوان الامريكي على العراق، هذا ناهيك عن عجز التوصل الى قرار يطالب امريكا بالوقف الفوري للعدوان والتوقف عن قتل الاطفال عن سابق عمد واصرار كما حدث مع أفراد أسرة كاملة يوم 2003/4/1 بتحويل سيارتهم السائرة على ارضهم الى عربة للموت على أيدي القوات الغازية، وكما يتكرر حدوثه كل أربع وعشرين ساعة في الاربع والعشرين ساعة بالقصف الجوي المتواصل على كل التجمعات السكانية في العراق التي لم تترك قرية او مدينة لم تذق اطفالها رعب الموت او رعب توقعه في كل لحظة من اللحظات الاولى لاندلاع العدوان الى اليوم. ولأهمية هذا الموقف ولأنه لايزال مستمراً بعد مضي قرابة أسبوعين من بدء الحرب فقد رأيت ان أتوقف عنده. فمنذ اعلنت امريكا نيتها اعلان الحرب ضد العراق بذرائع لاتقنع أحداً الى ان صارت تلك النية تهديداً يومياً تشهره صباحاً ومساءً لأكثر من ثلاثة أشهر، وهي المدة التي استأنف فيها المفتشون الدوليون برئاسة بليكس ومساعدة البرادعي مهام التأكد من خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل، تلك المهمة التي على الرغم من تقدمها اريد لها ألا تستكمل حتى لاتقوض نتائجها لو جاءت بتبرئة العراق واحداً من اهم اعمدة الذريعة الامريكية لشن الحرب وهي ذريعة امتلاكه للأسلحة المحظورة دولياً إلا على أمريكا واسرائيل الى ان صار التهديد بشن الحرب على العراق تهديداً لكل من تسول له نفسه الاستجابة لمعارضة شعبه او برلمانه للحرب وحتى اللحظة الباهظة التي خالفت فيها الادارة الامريكية إجماع الرأي العام العالمي باتخاذها القرار بالعدوان على العراق بل الى اللحظة المريعة الحالية التي صار فيها لحم الشعب العراقي بجميع فئاته المدنية طعاماً يومياً لوحش الآلة العسكرية الامريكية، واعداد لاتعد من المنظمات والهيئات والمؤسسات الاقليمية والعالمية تتداعى لاجتماعات ولقاءات دون ان يستطيع اي منها التوصل الى موقف يؤثر في القرار الامريكي بالهجوم على العراق في اي مرحلة من مراحله، اي لا عندما كان القرار يطرح على انه مجرد نية محتملة ولا عندما تحولت النية الى تهديد فاضح ولا حين ترجم التهديد ترجمة عملية بشعة بشن العدوان على الشعب العراقي في 22003/3/0 فجر الخميس «بتوقيت الأرض المستهدفة بالعدوان». ولا ادري لماذا تتداعى هذه المنظمات بمثالها العتيد الأممالمتحدة للاجتماع إذا كانت تلك الاجتماعات وان جاءت بطلب اغلبية ساحقة من الدول المنتمية الى هذه المنظمة الدولية كما في لقاء يوم الاربعاء الماضي 22003/3/7 لا تفعل شيئاً واعني حقاً لاتفعل شيئاً إلا المزيد من إظهار عورات العجز الدولي عن إيقاف العدوان الانجلو امريكي على الشعب العراقي؟ وهذا نصف السؤال اما النصف الآخر للسؤال وهو لماذا هذا العجز اصلاً وهل في الافق مايبشر بالخروج على هذا العجز او ينذر بالبقاء في اسره فهذا نترك معالجته الى فقرة لاحقة في المقال بعد طرح الموقف من خلال حيثياته التالية. لقد رأى العالم اجمع عورة عجز النظام العالمي القائم عن الوقوف في وجه العدوان الامريكي على الشعب العراقي رؤى العين ولمسوه لمس اليد مرتين في اقل من اسبوع واحد. المرة الاولى كانت عندما فشلت الأممالمتحدة في منع القرار الامريكي الانفرادي بشن الحرب على العراق من التحول الى حيز التنفيذ، فعلى الرغم من المعارضة الدولية الواسعة لقرار الحرب الامريكية على العراق وعلى الرغم من اعلان دولتين من اصل ثلاث دول من الذين يتمتعون بحق النقض في القرارات الدولية وهما فرنسا وروسيا عزمهما على استخدام ذلك الحق في حال عرض قرار الحرب على التصويت داخل الأممالمتحدة مع موقف مؤازر من الصين وان لم يكن على نفس الدرجة من الوضوح والتصميم وعلى الرغم ان قرار الادارة الامريكية يخالف المادة (4)2 من ميثاق الأممالمتحدة الذي لايبيح الاعتداء العسكري على دولة ذات سيادة من قبل دولة اخرى إلا بتفويض من مجلس الامن او في حالة الدفاع عن النفس والقرار الامريكي بالعدوان على العراق لاينطبق عليه اي من الشرطين في المادة المذكورة، فإن هذه المنظمة الدولية اعلنت انسحابها المبكر من هذه المواجهة، وكان ذلك عندما تطوع رئيسها وأمر موظفيه من المفتشين الدوليين في العراق بمغادرة البلاد قبل ان يعلنوا هم عن انتهاء مهمة عملهم وقبل ان تنقضي المهلة التي حدد الرئيس الامريكي نهايتها بداية للحرب دون الرجوع للشرعية الدولية كما يمثلها ميثاق الأممالمتحدة، واذا كان في حكم المؤكد ان امريكا دخلت الى حربها على العراق وهي منهزمة سياسياً بسبب تجاوزها للاطار الشرعي الذي تمثله هذه المنظمة والمعارضة العالمية لحربها فان ذلك الموقف الانسحابي للأمم المتحدة كما مثله سحبها لموظفيها وان تذرعت باعتبارات انسانية لحفظ حياة المفتشين يعبّر عن هزيمة سياسية ملحقة وذاتية لهذه المنظمة الدولية، باعتبار انها فشلت إزاء سطوة الموقف الامريكي في اتخاذ اي خطوات تحمي به الشعب العراقي من غائلة حرب جائرة ليس لها اي سند قانوني او سبب عقلاني غير شهوة امريكا للنفط، وبسبب جوهري آخر هي عجزها عن اتخاذ موقف مستقل لايستتبعه ان تنسحب عليها الهزيمة السياسية الامريكية، وهذا ايضا يطرح سؤالاً: ما الدافع لسحب المفتشين بشروط بوش الزمانية لبدء العدوان وهل كان سحبهم بمثابة رفع الراية البيضاء امام اصرار واشنطن على محاربة العراق دون غطاء قانوني ولماذا انحازت المنظمة الى الموقف الامريكي متخلية عن تلك الفرصة التاريخية بكف التسلط الامريكي عليها فيما لو صار الالتفاف على موقف الاجماع الدولي المعارض للقرار الامريكي بالحرب؟ المرة الثانية لمواقف مجلس الامن التي جاءت تعبيراً عن مدى الاختراق الامريكي لاستقلالية هذه المؤسسة الدولية، كانت في رواق الأممالمتحدة بنيويورك في ذلك المساء الذي قرر فيه مجلس الامن وبعد ستة ايام من خبز الشعب العراقي حياً في محارق القصف الامريكي وخلع اسنان اطفاله واقتلاع عيونهم امام الكاميرات ان يجتمع بعد نداءات مايزيد عن اربعين دولة لهذا الاجتماع، وقد تجسد ذلك الفشل المريع في الكلمة الافتتاحية لتلك الجلسة التي القاها امين عام الاممالمتحدة كوفي أنان، فذلك الرجل الذي كان حرياً به ان يتنحى من منصبه حياء من عجزه وعجز تلك المؤسسة الأممية التي يدير عن ايقاف قرار العدوان بقرار مضاد، لم يتورع ان يستهل كلمته باستسلام خنوع للمسار الاعلامي الامريكي للعدوان دون وضع اي اعتبار للبطولات التي سجلها الشعب العراقي على ارض المعركة ودون وضع اي اعتبار لرفض الشعب العراقي الصارخ لاستقبال الغزاة على ارضه تحت اي من المسميات الزائفة للحرية، ولهذا رأيناه يستهل كلمته ويسهب فيها الى نهايتها بالحديث عن المعونات الانسانية التي يريد ان يتدبر امرها بالاقتطاع من عائدات نفط العراق لإرسالها الى الشعب العراقي، هذا في الوقت الذي كان فيه امين عام المنظمة الدولية غير امين على مهام منظمته الانسانية حينما قرر قطع برنامج النفط مقابل الغذاء عن الشعب العراقي بمجرد ان اعلنت امريكا حربها على العراق دون الرجوع في قرار ايقاف البرنامج الى الجمعية العمومية للمجلس، وقد بدا السيد انان في ذلك الخطاب الذي جاء وكأنه احد مقتطفات الخطاب الامريكي شديد الشبه بتوصيف فرانسواز فانون للوجوه الملونة ذات الاقنعة البيضاء اكثر من شبهه بنفسه كممثل لمنظمة دولية، وكان ذلك واضحاً حين جعل يحاول محاولة يصعب اخفاء التوائها تجنب التطرق الى الموضوع الرئيسي للاجتماع وهو موضوع مطالبة المجتمع الدولي الاجماعية بوقف العدوان الامريكي على العراق فوراً، بل إنه من خلال تلك الكلمة المواربة بدا محاولاً لجر تلك الحشود الدولية بعيداً عن الهدف المحدد للاجتماع الذي اوضحته كلمات جميع الدول التي القيت بعد خطابه الافتتاحي المهادن، ذلك الهدف الذي بدا انه يرمي بالحاح الى تشكيل قوة ضغط دولية تقف في وجه وحش تلك الحرب غير العادلة وتدين مبادأة الادارة الامريكية اليها التي جاءت خرقاً لميثاق الأممالمتحدة وذلك ليس فقط لأن القرار 1441 لايخولها قانونياً لشن تلك الحرب ولكن ايضاً لأن الادارة الامريكية اتخذت قرار الحرب رغماً عن ارادة المجتمع العالمي بشعوبه التي تسد مظاهراتها شوارع العالم وبدوله التي عارضت الحرب الامريكية بضراوة داخل مجلس الأمن نفسه الى الساعات الاخيرة ما قبل شن العدوان الانجلو امريكي ضد الشعب العراقي، هذا فيما عدا تلك الدول القليلة التي انساقت الى العدوان مجاراة لامريكا إما تحت طائلة التهديد وإما تحت طائلة الترغيب والرشوة وإما بدافع الطمع في ان ترمي لها امريكا بشيء من فتات مغانمها السلطوية والبترولية من الحرب في ضوء تلك الحسابات التي كانت تصور الحرب رحلة صحراوية مثيرة ونظيفة والتي لم تحسب حساب موقف الشعب العراقي من العدوان عليه حيث خطأت تلك الحسابات واظهرت مدى سذاجتها المقاومة العراقية الباسلة من الايام الاولى لدخول القوات الغازية الى ارض العراق.وقد بدا في قاعة ذلك الاجتماع الدولي ان المجلس رغم انه لم تبق فيه دولة ممن تداعوا للاجتماع لم تُدن العدوان الامريكي في كلمة مندوبها غير قادر على اصدار قرار يدين تلك الحرب غير العادلة ويطالب المسؤولين عنها بالتراجع، لقد اعطى الشعب العراقي بمقاومته الشرسة والمستمية للعدوان الامريكي فرصة ذهبية لمجلس الامن ليتحرر من التسلط الامريكي على قرارات المجلس لكنه مع الاسف لم يأخذ بها، لقد نسفت مقاومة الشعب العراقي للغزاة ذلك الادعاء الامريكي من جذوره القائل بان حربها حرب تحرير، كما ان تلك الفظائع اليومية التي يرتكبها الغزاة الأمريكيون ضد الشعب العراقي وتقصد المجمعات المدنية بقصفهم المتواصل ليحرزوا نصرهم العسكري بأي ثمن وان كان الثمن نحر جميع اطفال العراق اثبتت بلا جدال ان الحرب الامريكية إنما هي حرب احتلال لا حرب تحرير، ومع ذلك فإن مجلس الأمن كان يتحدث عن التعطف بإرسال معونات انسانية الى شعب العراق، وكأن كل مهامه تنحصر في تنظيف قاذورات العدوان الامريكي حتى لاتبدو للعالم مخلفاته اللانسانية من بقايا ادمغة الاطفال واطرافهم وجثثهم الطرية، وحتى بدا وكأنه لم يبق للأمين العام للأمم المتحدة إلا ان يطلب ان تكون على رأس قائمة المعونات للعراق تلك «الأكياس البلاستيكية السوداء» للمم البقايا الادمية من لحوم الشعب العراقي وذلك لمواراة فضيحة العفن التي يثيرها العدوان الامريكي في شوارع العراق، فلماذا تستمر الأممالمتحدة في مسايرة امريكا بما يحولها الى شريك «متواطئ» في جريمة العدوان وقد اتضح ان امريكا تسير بخطى حثيثة نحو تتويج هزيمتها السياسية بهزيمة عسكرية لايمكن إنكارها بدءاً من سقوط مقولتها بحرب قصيرة نظيفة الى سقوط توقعاتها باستقبال شعب العراق لجحافل الغزو بالزهور ورش الرز؟ هذا سؤال أما السؤال الآخر فهو هل لايزال في الوقت متسع لتثور هذه المنظمة على عجزها وتبلور موقفاً مستقلاً عن الاختراقات الامريكية لاعادة الاعتبار للشرعية الدولية ام انها ستنتظر لحين انتهاء الحرب فتحاول ان تعيد ترميم وجهها بدور انساني لايستر تخليها عن دورها السياسي والقانوني في لحظة تاريخية حاسمة؟ هذا اذا لم تؤدِ نتيجة الحرب التي لن تكون في مداها البعيد وان انتصرت فيها امريكا عسكرياً لصالح امريكا الى الانحلال النهائي لهذا التجمع الدولي كما حدث لعصبة الأممالمتحدة لعدم قدرته على الارتقاء الى مستوى المسؤولية في أحداث قد تغير مسار التاريخ في العصر الحديث.في ظني انه يصعب التعامل مع مثل هذه الاسئلة خارج الاطار العام الذي جرت وتجري وستجري فيه المحاولات الدولية والشعبية لمقاومة الانتهاك الامريكي لحرمة الشعوب وإرادتها بما فيه الشعب الامريكي نفسه، لقد بدا من جميع المقدمات غير القانونية لحرب امريكا على العراق ان تلك الحرب قد لاتكون إلا حرباً تمهيدية لتغيير الخريطة السياسية ليس فقط في المنطقة المستهدفة بالعدوان ولكن في العالم أجمع، وذلك بالقضاء قضاء مبرماً على اي شكل من اشكال التعددية على مستوى الدول والشعوب، وإذا كانت بعض التحليلات السياسية في صحف العالم قد شكت في ان تكون تلك المطولات الاحتجاجية التي قدمت في مجلس الأمن من قبل اغلبية اعضاء المجموعة الدولية خاصة فرنسا وألمانيا وروسيا والصين في معارضة أمريكا على استصدار قرار يفوضها بالحرب مجرد احتجاج على مبدأ حل الاشكالات الدولية بالحرب، بما جعل هذه التحليلات تكتفي بالنظر الى تلك المواقف المعارضة للقرار الامريكي بالحرب على انها محض تعارض مصالح آنية لتلك الدول بينها وبين الادارة الامريكية فإن البعض الآخر من تلك التحليلات قد ذهب الى ابعد من ذلك في تحليل تلك الوقفة الرافضة للقرار الامريكي داخل مجلس الأمن. فرأى بأنها محاولة اولى غير مسبوقة في تاريخ مجلس الأمن منذ انشائه لتجريب اتخاذ موقف عصياني يقاوم التفرد الامريكي بالشأن الدولي ويعمل على تفشيل المشروع الامريكي لبلورة نظام عالمي يلغي التعددية الدولية ويهمّش اقطابها، وبمنطلقات تتفق مع هذا التحليل فإنني لا اعتقد ان ذلك الاحتجاج الشعبي العارم في عواصم العالم ضد الحرب على العراق حتى قبل تحولها الى عدوان بشع على شعب العراق وقبل ان تبدأ مشاهد المحارق الجماعية لاطفال العراق تظهر على الشاشات كان فقط بدافع التعاطف العاطفي او الانساني المحض مع شعب العراق بل لابد ان الاعتراض على تلك الحرب قد جاء باعتبارها حرباً لتكريس السيطرة السياسية والاقتصادية والعسكرية الامريكية والقيم الامريكية والنمط المعيشي الامريكي قد لعب دوراً رئيسياً في ذلك الرفض الشعبي للقرار الامريكي بالاعتداء المسلح على العراق قبل ان يقع، كما ان ذلك الرفض العالمي للسطوة الامريكية على اقدار الشعوب هو الذي يلعب اليوم الدور الرئيسي في استمرار تلك الموجات العارمة من الغضب العالمي الشعبي المدين للعدوان والمصر على اعتراض فظائعه، فلأول مرة في تاريخ الحروب يستمر التظاهر يومياً وبأعداد متعاظمة وعبر جميع القارات ضد الحرب كما يحدث اليوم ضد الحرب الامريكية الظالمة على شعب العراق، وفي رأيي ان هذا الزخم والاصرار على رفض العدوان الامريكي قد يكون مقدمة لما يمكن تسميته بالثورة الشعبية العالمية غير المسبوقة في التاريخ المعاصر ضد الظلم الذي توزعه امريكا بعدل مروع على شعوب الأرض خاصة في ظل عجز المؤسسات المعنية بحراسة العدل والسلام بين الدول عن القيام بدورها كما حدث في الأممالمتحدة ولايزال يحدث.