يتشرف شباب الوطن ورياضيوه مساء اليوم بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، حيث يرعى حفظه الله المباراة النهائية على كأس مسابقة ولي العهد التي ستجمع الهلال من الرياض والأهلي من محافظة جدة والتي ستقام على استاد الملك فهد الدولي بالرياض.. وسيتشرف رئيسا وأعضاء إدارتي الناديين بعد نهاية المباراة بالسلام على راعي المباراة حيث سيتسلم الفريق الفائز كأس سموه من يديه الكريمتين إضافة للميداليات الذهبية، بينما سيحصل الفريق الثاني على الميداليات الفضية.. وكان الفريقان قد استطاعا الوصول إلى التشرف بلعب هذا اللقاء الكبير، بعدما تمكنا من تخطي أدوار المسابقة التي شارك بها جميع الأندية المحلية، بناء على نظام التصفية عبر مراحل تدريجية.. جدارة الحضور يمثل طرفا اللقاء أشقائهما الأندية المحلية الأخرى في هذا المحفل الشبابي الكبير، أحد الأهداف الرئيسية التي تضعها الفرق الكروية، ضمن خططها التحضيرية للموسم الرياضي، وعلى ضوئه تخوض منافسات محتدمة سعيا لتسجيل خطوات متقدمة، في الطريق للحصول على النجاح بالتتويج. والهلال والأهلي يقفان على مشارف تحقيق الهدف بإحراز لقب جديد يضرب في أهميته مدى بعيدا، يأتي ذلك بعدما تخطى الفريقان بكل جدارة الدور نصف النهائي الذي شهدت مباراتاه درجة عالية من مستوى القوة والإثارة. فالأهلي واجه النصر بالرياض وتمكن من تجاوزه بصعوبة حينما كافح لاعبو الفائز حتى ركلة الترجيح الأخيرة التي انطلقت من قدم المحترف التونسي خالد بن يحيى لتعانق الشباك الصفراء معلنة الأهلي كطرف أول في المباراة الختامية بعدما انهى الفريقان الأشواط الأربعة بالنتيجة التعادلية «1/1».. وكان الفريق قد تجاوز النهضة في الدور ثمن النهائي ب«4/1» ثم كررها ذاتها أمام الشباب في الدور ربع النهائي. بينما سلك الهلال طريقا منهكا بذل عبره مجهودات شاقة توجها بالجدارة الكاملة حين أزاح العقبة الأخيرة مارا على حساب الاتحاد على اثر تقديمه مباراة كبيرة أعادت إلى الأذهان توهج الهلال المعتاد، وكان قد تقدم بالنتيجة في الحصة الأولى من اللقاء بهدف قائده سامي الجابر قبل ان يوقع الكاميروني سوفو وثيقة الوصول بتسجيله هدف المباراة الثاني، وهي النتيجة الأهم التي اختتم بها الأزرق مشواره كما حملت استهلاليته ذات الطابع حينما واجه القادسية في الدور ثمن النهائي واحتاج إلى تمديد وقت المباراة شوطا إضافيا ونصف شوط حتى تمكن من تسجيل الهدف الذهبي الذي كسر به نتيجة التعادل الايجابي لمثله، وبين البداية والنهاية تجاوز الهلال في الدور ربع النهائي نظيره الشعلة بهدفين دون رد.. المواجهة الأولى على الرغم من ان الزعيم والقلعة طرفان ثابتان في المنافسات الكبرى، سواء التي تنتهي بتتويج أحديهما أو في أدنى الحدود المزاحمة بقوة، إلا ان هذا النهائي هو الأول الذي يجمعهما وجها لوجه على صعيد مسابقة كأس ولي العهد، التي تمكنا من الحصول على لقبها سبع مرات، حيث يتفوق الأهلي الذي سبق له الفوز بأربعة ألقاب من سبع تجارب نهائية.. بينما حصل الهلال على الكأس ثلاث مرات من خوضه أربعة لقاءات ختامية. ويعود تاريخ تلك المواجهات بين الفريقين إلى العام «1397ه» الذي شهد انتصارا أهلاويا في المباراة النهائية على كأس الملك بنتيجة «3/1» ليرد عليه الهلال بقوة بعد مضي ما يربو على السبع سنوات وتحديدا عام «1404ه» حينما دك شباكه بأربع اصابات دون ان يتلقى أي رد وذلك في نهائي كأس الملك.. واحتاج الأهلي الذي مر بظروف صعبة أبعدته عن ساحة المنافسة إلى ما يقارب اثني عشر موسماً حتى يتمكن من استثمار الفرصة ليرد دين الهلال ولكن الأخير الذي يتمتع بعافيته ونهمه ضاعفها متوجا باللقب المفضل كأس دوري خادم الحرمين الشريفين على اثر فوزه في اللقاء الختامي على الأهلي بنتيجة «2/1» العام «1416ه».. وبعد مرور أربع سنوات من ذلك التاريخ وفي خضم تدوين الهلال للبطولات في سجلاته الذهبية تكرر مروره بالأهلي في أجواء استثنائية جدد الأزرق يومها إضافة لقب محفوف باللون الأخضر حين تمكن الزعيم من الحصول على كأس المؤسس عام «1420ه» بالانتصار «2/1».. عودة الأهلي القوية إلى هواية حصد الكؤوس لم يشأ ان تأتي دون ان تخالطها متعة الفوز على الهلال الذي أصبح عقبة تعرقل خطى الأهلاويين، لذلك حمل الفوز بكأس الأمير فيصل بن فهد للمرة الثانية على التوالي الموسم الماضي مذاقا خاصا كثمرة تفوح بنكهة الهلال رغم صعوبة المواجهة التي فضتها ركلات الترجيح بعد تعادل الفريقين خلال الوقتين الأصلي والاضافي بنتيجة «2/2». اذن المحصلة ترجح كفة الهلال باربع مقابل اثنتين واليوم نعيش النهائي السابع الذي يجمع القطبين فهل يواصل الهلال تفوقه ام يضيق الفارق ويحسم الاهلي المباراة لصالحه؟ تقارب في موازين القوى يحظى الأهلي حالياً بظروف فنية متميزة تسبق محاولته الفوز باللقب الثالث هذا الموسم ليضمه إلى بطولة كأس الصداقة الدولية وبطولة السوبر للأندية العربية على كأس الأمير فيصل بن فهد، وكان الفريق من محك إلى آخر يبرهن على علو كعب ومقدرة في التعامل مع اللحظات الحاسمة بفضل ما تضمه تشكيلته من خبرات عريضة تتقاسمها خطوطه الثلاثة.. الأمر الذي هيأ الترجمة العملية لأفكار المدرب البلجيكي ايليا بشكل يصل إلى التطبيق الكامل حرفيا.. فلا يحتاج المتابع لأكثر من بضع الوقت على مضي المباراة ليدرك ان حركية المجموعة الخضراء ناجمة عن وعي ودراسة تحكمها خارطة تكتيكية موضوعة بعناية فائقة. ويخلو أداء الفريق من النواحي الجمالية دون ان يتخلى عن الجوانب الإبداعية في تضييق الخناق على مناطق القوة لدى الخصم باجباره على الوقوع في الأخطاء ويتم استثمارها بصورة تبلغ ذروة السرعة.. يتحقق ذلك لو بلع الفريق الخصم طعم الاستدراج ومارس ضغطا هجوميا في مناطق متقدمة بنصف الميدان تجاه مرمى الأهلي دون ان يضع في حساباته تغطية مناطقه الخلفية بالقدر الذي يحجم خطورة الارتداد الاخضر.. ويمثل التونسي خالد بدرة ثقلا في المنطقة الدفاعية سواء بقيادته أو حتى بصلابته، وإلى جواره يقف ثنائي عمق الدفاع وليد عبدربه ونايف القاضي، بينما على الأطراف يلعب يسارا حسين عبدالغني ويمينا محمد شلية أو علي العبدلي.. في الوسط يتواجد كوكبة من النجوم ولكن يظل اختيار الثلاثي عبدالله الواكد والعائد بركات إضافة للخبير إبراهيم سويد الأقرب مع بقاء فهد الزهراني وسعد الدوسري وصالح المحمدي على أهبة الاستعداد عند الحاجة، ولن يتعدى طلال المشعل وأبوشعيب المباركي تحديد ثنائي الهجوم.. ويقف أمام الشباك الخضراء حارس المرمى المخضرم تيسير آل نتيف.ويبقى الهلال غنيا عن التعريف كفريق يجيد فن التعامل مع مثل هذه المناسبات، وقد قدم بالدليل القاطع ما يشفع بذلك حينما تغلب على ظروفه الصعبة واستطاع تقديم وجهه الحقيقي أمام الاتحاد في الطريق إلى مباراة الليلة، نتج هذا التوهج عن اسلوب الإدارة الفنية الذي يتبعه المدرب القدير الهولندي أدمس بعد ان قضى فترة جيدة مع الفريق منحته جزءا كبيرا من الالمام بالإمكانيات المتاحة لديه، وهو ما أدى إلى مقدرته بالتغلب على مشاكل النقص والغيابات المتكررة في صفوف لاعبيه، بتأهيل البدائل واعطائها الثقة عبر منهجية سهلة في تطبيقها خالية من فلسفية قد تؤدي إلى تشتت خطوط الفريق بالتباين الحاصل بين مجموعته من حيث الخبرة والتجربة. وبينما يمثل محمد الدعيع قوة هائلة تحمي الخط الدفاعي الأخير ترتكز التركيبة التكتيكية على الرباعي الخلفي الخبير الذي أثبت ان الانسجام بالثبات على تشكيلة واحدة هو ما كان يفتقده ليعود إلى صلابته المعتادة.. ويمثل ثنائي العمق عبدالله شريدة وأحمد خليل صخرة تتكسر عليها محاولات الخصوم الهادفة إلى الاختراق من هذه المنطقة الحيوية فيما يرتفع تدريجياً مستوى الظهير الأيسر بندر المطيري مع تضاعف درجة مستوى الفريق ككل وفي الجهة اليمنى قدم خالد عزيز ما يشفع له بأن يكون مصدر ثقة واطمئنان مع ظهور مؤشرات لإمكانية عودة النجم الدولي أحمد الدوخي الذي تعافى من اصابته.. في الوسط لازال المدرب يحاول التغلب على حيرته بسبب تقارب المستويات للثبات على تشكيلة واحدة، وقد يكون اختياره اليوم للرباعي عمر الغامدي وعبدالعزيز الخثران ونواف التمياط وسامي الجابر هو الأقرب ويظل بدرة احتمالاً قائماً كخيار، بينما يعود اليوم عبدالله الجمعان لخط الهجوم الأزرق بعد امضائه عقوبة الايقاف إلى جوار أندريه أو سوفو إضافة للبديل الجاهز حسين العلي.