خرج الملتقى الثقافي الشهري لنادي ابها الادبي لهذا الشهر عن عنوانه «الملاحق الادبية في الصحافة السعودية ودورها في دعم الثقافة والادب» وتحولت الساعتان والنصف من عمره في اعادة ذكريات المحاضرين وتبادل الاتهامات ونفيها او تبريرها ورأس اللقاء الذي اقيم مساء الاثنين الماضي الدكتور سعيد السريحي مساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ وعضوية الاستاذ فهد الشريف مدير تحرير ملحق الاربعاء الثقافي بصحيفة المدينة والاستاذ محمد زايد الالمعي مدير مؤسسة الجزيرة بعسير.. وبدأ الملتقى بكلمة لرئيسة الدكتور سعيد تساءل فيها عن نصيب مسؤولي صحفنا من الثقافة وهل ادبنا تغييب للراهن؟ ثم تحدث الاستاذ فهد بورقة عمل حملت عدداً من المحاور وكان ابرزها تأثير الصحافة في التيارات الادبية. واشار إلى أهمية نقل الحدث الصحفي ومنه الابتداعي النفسي والاتصالي في الصفحات اليومية ونادراً ما يكون في الملاحق الثقافية. واكد تأثير الصحافة في التيارات الادبية مستشهداً بالرسالة والمنهل وام القرى.. ثم تناول الشريف تجربة صحيفة الجمهورية المصرية في ملحقها الادبي. وبين ان للملاحق الادبية السعودية اثراً واضحاً وقال: 1- اعظم انتاجنا الثقافي مقالات في الملاحق الثقافية. 2- الخصام الادبي او النقدي يساهم في توليد وتلقيح الافكار. 3- للمعارك الادبية فائدة في النهضة. 4- فقد حضور مراجعات الكتب لبعد النقاد عن نقد الكتب. 5- اتجاه الصفحات الثقافية نحو البحث عن البدائل بعد ظهور عدد من الاصدارات الادبية عبر الهيئات الثقافية.ثم تحدث عن وضع المؤسسات الثقافية ونشر الكتاب وتوزيعه وحجم الرقابة على الكتاب وألمح إلى بروز نشر البيانات الثقافية وذلك بعد احداث 11/9 ورأى انها تسعى للبريق الاعلامي بلا هدف سامٍ عبر كتابها من الصف الثالث من المثقفين.اثر ذلك تحدث الاستاذ محمد زايد الالمعي مسترجعاً الماضي قائلاً : لم نكن نبحث عن اي مرجعيات لنقفز على الوطنية حينها كان لابد لاي نسق اجتماعي لم يتمكن من ابراز ذاته البحث عن حضوره بأي شكل في ظل هذه الظروف كان التراث الصحفي يسترجع من خلال الاحداث التي سبقتنا.وفجاءة اسمتنا غلمان الصحافة واليها فجر هؤلاء موقفهم لانهم رأوا من يزعزعوا مواقعهم.وبعد سنوات رأينا ان من يرفع راية المعركة هم من يبحث عن اطار تعبوي لايدلوجية اسلاموية. واضاف: هنا كان علي على ان اتجه لقراءة العقدين السابقين وقد امتزج السياسي الاجتماعي.ثم القى الدكتور سعيد قصيدة من منامات الوهراني ونسأل الى اي مدى تتوهمون ان الحياة الادبية مؤثرة في الامة الآن؟ الى اي مدى اصبح الادب مهماً لتفرد له الصفحات في ملحقاتنا؟ فاجاب الشريف: اعتقد ان الدكتور السريحي قد استوعب الرقابة وقد حذف ما قد ارسله لي قبل 7 سنوات فهنيئاً له بهذه الروح الرقابية الجديدة. في تصوري ان اي فعل انساني او ثقافي سواء يأثر في حياتنا الثقافية او الاجتماعية لا يمكن ان نعزله عن الفكر. فعارضه الدكتور السريحي: لكن تشكيكي الى اي مدى يشكل الادب تغيير؟ أتساءل لماذا لا يكون هناك نادٍ للصحفيين نحن لا نريد نقابة او رابطة لأنها مشوشة نريد جمعية وفجأة ظهرت لنا هيئة؟! ثم سأل الالمعي محمد اعتقد ان اهتمام صحفنا بالادب هو عرفان بالجميل لمن اسسوا صحفنا هذه المنشأة الادبية الى اي مدى تعتقد ان صحفنا قارننت بين الاداب الانشائية والرغبة في الاثارة؟! الى اي مدى جنى الادب على الصحافة خارج الملاحق الادبية؟ فزعم محمد زايد ان ما بقي من صحفنا هو الجمل المراوغة وليس الجمل الحدية التعبوية. وروى عندما كلف بتقديم فكرة للثقافة بصحيفة الوطن لا تقل صفحاتها عن ثماني كان الادب يمر عليها مروراً لا يزيد على 5% ثم علق الشريف وقال انا صحفي قبل العمل الادبي عملت في المجتمع والمحليات وتحدث الالمعي عن الادب في الصحافة ولكن الصياغة الصحفية لا تتطلب الصياغة الجمالية أو المانشيتات الأدبية وهذه صياغة صحفية لاحديث لنا فيها. ثم بدأت مداخلات الحضور: وتعجب احد الحضور من استقصاء الشريف لأمثلته من صحيفة الجمهورية وتجاهله للصحف السعودية؟ فبرر الاستاذ فهد ذلك لوضوح التأثير في الجمهورية فهناك سجال ثقافي اثارته الصحفية ولا انكر ان هناك تأثيراً للصحف السعودية مثل مجلة المنهل في استطلاعاتها. عقبه سؤال عجيب عن سبب وصف المثقفين بالعلمانيين فأجاب زايد من الذي يصف؟ هو يحدد ساحة الخلاف.. ليس موقفي ان اترافع عن العلماني انا اقول مقولتي اما التوصيف فهذه حقيقة لا اذكر مرة واحدة ان استخدم حداثي فيما اقوله ولكن يقال عني ذلك. اليوم في الجزيرة نشرت مقالة معادة من 1970م عنوانها الشاعر الحر نتاج الانحطاط..بعدها 1984م نشر جناية الشاعر الحر ولم يذكر كلمة حداثة.. .بعدها كان يقدم محاضرة استبدلت كلمة الشعر الحر بالحداثة.. ثم اصبح شريط الكاسيت رسالة دكتوراة لنفس الايحاء مليباري - العضيلان - الشيباني. وقد قلت ذات يوم اننا اكثر براءة ثم حشرنا في زاوية سياسية واجتماعية. ورأى السريحي ان النصف الثاني في الثمانينات اكثر اوقات الساحة نشاطاً وادين لمهاجمينا فكنا نكتب ويكتبون ومن الاثم ان نعتقد اننا على صواب وهم على خطأ وقلت ومازلت لو انني انا الرقيب لأجزت كتاب القرني ولأجزت كل رد عليه.. نُظلمُ عندما نُسمى علمانيين. واضاف ثمة فرق بين قول اديب ما يؤمن به ومؤسسة تتحول لخندق لإحدى الجهتين المؤسسات لابد ان تكون حيادية. وجزم انه لن يقبل دعوة السفير الامريكي لو عاده في رد على سؤال مبرراً ذلك انه يرفض ان يفتش في بلده.. كما ان السفير لم يدع المثقفين الا ليواصل كذبات الادارة الامريكية. وفي سؤال من التضييق على الصحفيين والادباء؟ اوضح الدكتور السريحي ان اعلامنا بخير الى حد كبير فنحن لا نعرف الطفران نعرف خطوتين قدام وخطوتين وراء.. ثم شن الكاتب بصحيفة الوطن علي الموسى هجوماً على السريحي وصفحته واصفاً اياها بغياب الرأي برغم وجود السريحي وخال والجحدلي.. ومضى في هجومه على الاستاذ علي التمني ثم تحدث عن الصحافة وقال انه يكتب فيها مرغماً.. ورأى ان هناك تشنجاً في مشهدنا ليس لدى غيرنا! فبين الدكتور السريحي ان قسوة صحيفة الموسى قد جعلته يحكم بها على صحفنا.. وقال ساخراً اعرف ان هناك ايقاف عن الكتابة ولكن لم اسمع ان هناك اجبار على الكتابة!! ثم تدخل الدكتور مطلق الشايع عن واقع الملاحق الادبية ورؤيته حول ما يجب ان تكون عليه وما تجنبه.تلاه الدكتور صالح الغامدي مصنفاً كل ضيف فالسريحي قضية والشريف مشكلة وزايد غائب حاضر ورجا من السريحي ان يعود الى كتاباته الابداعية وانتقد الاربعاء كونها بدأت قوية ثم اصبحت كشكولاً او ما يطلبه القراء. * فأكد السريحي ان من فضل الله انه لم يدخل الصحافة الا بعد بلوغه 31 سنة «لا اعرف قبلها الا مكتبي.. وانا احوج ما اكون لتلك السكينة التي توجب ان اقرأ واكتب كما يجب». * عقبه علي التمني بمداخلة تحدث فيها عن دور الادب وهدفه كونه حضارة وقال ان صحافتنا لا ترضي المواطن بل ترضي من خارج الوطن معتقدة ان الشعب باقٍ لم ينضج. وتساءل عن موقع الكاتب السعودي في بعض ملاحقنا الادبية في ظل الوجود الاجنبي!! داعياً للابتعاد عن الاقصاء في صحافتنا للرأي المستنير؟ واضاف اترفع عن ان أرد على الموسى تكريماً لهذا الحضور؟ فشكر السريحي له كلمته المتزنة واتفق معه في كل ما قال لأن ثمة حداً ادنى في المصداقية العلمية واللباقة في الحوار...واكد انه لابد أن نكون نموذجاً لفتح بابنا للجميع لأن بلدنا واسع الصدر. ثم رد الشريف واشار إلى ان هناك سياسة تحريرية للاربعاء منذ اول عدد لا تحيد عنها. اما الموسى فوافقه على التشنج في بلادنا ولكن ربما هناك تصالح فكري في الخارج فتجد اقصى اليمين مع اقصى السيار على طاولة واحدة.