** ركزت الصحافة العالمية بشكل لافت على أنباء تقدم القوات الأمريكية شمالا تجاه بغداد، استعدادا لأشد المعارك ضراوة في المواجهة الراهنة، وهي مسكونة بمخاوف الحرب الاستنزافية الطويلة، مع دخول عنصر جديد يتمثل في فتح خطوط امداد للقوات الأمريكية عبر الحدود التركية ** ************ بوسطن جلوب اهتمت صحيفة بوسطن جلوب بتقدم القوات الأمريكية صوب العاصمة العراقية، وقالت تحت عنوان «القوات الأمريكية تفتح ممراً باتجاه بغداد» ان الفرقة الثالثة مشاة وجهت ضربات عنيفة لقوات الحرس الجمهوري العراقية الأساسية والمتمركزة حول بغداد. وذكرت الصحيفة في مقال بعنوان «مؤشرات حول مخطط للأسلحة الكيماوية» ان وحدات أمريكية خاصة اكتشفت مواد أولية ووجدت شواهد تؤكد أن الميليشيات في المنطقة كانت تعد العدة لتطوير أسلحة كيماوية وبيلوجية قبل يومين من تعرضها لهجمات مباشرة من قبل القوات المتحالفة. أثنت الصحيفة على المهارات وصفات الشجاعة التي تجسدت بقيام وحدات أمريكية خاصة بانقاذ مجندة فقدت مدة اسبوع بعد أن تعرضت مجموعة عراقية بالجنوب للقوات التي كانت تعمل ضمنها هذه المجندة. وقد اختار الكاتب كولين نيكر صن مقالاً بعنوان «صدام يحظى بتأييد عرب كثيرين» جاء فيه انه قبل الحرب على العراق، كان العالم العربي في معظمه ينظر لصدام على أنه قاتل لا يعرف الرحمة واطلقوا عليه اسم جزار بغداد. وتابع الكاتب ان غالبية العرب يعارضون الحرب بشدة، وقبل بدء الحرب كانت هذه الغالبية لا تؤيد صدام، عدا بعض المتشددين الرافضين للغرب، وبعض الفلسطينيين. وبعنوان «اختبار القوانين» للكاتبة سوزان ميجلان، قالت: ان القوات العراقية تتخفى في زي المدنيين، وان الجنود الامريكيين يقتلون المدنيين وهذا يعد خرقا واضحاً للاتفاقيات الدولية المتعلقة بالحرب كما يقول اختصاصيون في القانون. واضافت الكاتبة: ان الجنود الامريكيين قتلوا ثمانية مدنيين عراقيين تجاهلوا الأوامر بالتوقف وان سبعة من هؤلاء كانوا من النساء والأطفال. ************ لوس انجيلوس تايمز على صدر صفحتها الأولى جاءت بعض العناوين مثل «القوات الأمريكية تستعد لمهاجمة بغداد» و«الأمريكيون على بعد خطوات من العاصمة» وتحت عنوان «بغداد تسمع زئير الحرب من الجنوب» قالت الصحيفة: إن كثيراً من سكان بغداد اكدوا انهم لن يستسلموا بسهولة وسيحاربون القوات الامريكية وجاهزون لحرب الشوارع. وتضيف ان القوات الامريكية تقترب كثيراً من بغداد استعداداً لبدء الحرب الفاصلة للإطاحة بالحكومة العراقية. وفي موضوع آخر كتبت تقول: إن آلاف العراقيين قدموا التحية لقافلة عسكرية أمريكية حرص قائدها على إبداء احترامه لاحد المراجع الدينية بالقرب من مسجد بمدينة النجف. وأشار احد القراء في رسالة له الى انه لا يتوقع ان تكون حرب بغداد بمثل هذه السهولة وان خسائر ضخمة سوف تقع في كل جانب. ************ شيكاغو تربيون لفتت الصحيفة الى ان الامريكيين يواجهون مقاومة عنيفة في العراق خاصة بالبصرة ودللت على ذلك بالقول: ان المقاومات الارضية العراقية اسقطت طائرة اف/ ايه 18 هورنيت، واخرى مروحية عسكرية من طراز بلاك هوك. وفي موضوع آخر بعنوان «المارينز نحو بغداد» ذكرت انه تحت غطاء مكثف من النيران والمدفعية، تسير حالياً قوات من المشاة البحرية الأمريكية «المارينز» حتى الطريق الرئيسي المؤدي الى بغداد. في الوقت نفسه تتحرك قوات من الحرس الجمهوري لملاقاة المارينز على مقربة من الضاحية الجنوبية للعاصمة. ************ نيويورك تايمز على صدر صفحتها الأولى كتبت عن «معركة بغداد» موضحة جوانب من الخطة العسكرية الأمريكية بهذا الشأن وقالت: إنها تتمحور حول عزل المقاومة العراقية ثم ابادتها حتى يتم إنجاز المهمة بسرعة ودون خسائر كبيرة. كما نشرت صورة للسير جنت ما يقو جادزالنسكي من الفرقة الثالثة وهو يقود مجموعة من الجنود لتمشيط موقع للقوات العراقيةجنوببغداد. ************ يو اس توداي على الصفحة الأولى نشرت صورة كبيرة لجندي أمريكي يبتسم وحوله مجموعة من المدنيين العراقيين يبادلونه التحية وعلقت قائلة: أخيراً الابتسامات في تحية الجنود الأمريكيين. الصحيفة اختارت عنوان «العراق يضحي بالمدنيين في مواجهة القوات الأمريكية» وكتبت تقول: إن معركة المعهد الزراعي بالنجف اتخذت منحنى خطيراً، فالمعهد الذي يعد أكبر مجمع تعليمي جنوب غرب العراق، اقيمت بجواره نقطة التفتيش تشارلي، وكل مساء يدفع الجنود العراقيون بأحد الرجال باتجاه هذه النقطة الأمر الذي يجعل الجنودالامريكيين يطلقون عليه الرصاص خوفاً من ان يكون مسلحا ويوقع بهم الأذى، وفي الغالب ما يكون هذا الشخص بدويا ولا يحمل سلاحا كما يتضح فيما بعد. ************ شيكاغو صن تايمز يكتب كريس فوسكو عن «تعداد القوات العراقية» قائلاً: انه لا يوجد أي رقم صحيح حول هذه القوات، اذا لم تعلن الحكومة العراقية أي احصائية حولهم، لكن القوات البرية كانت قبل بدء الحرب تقدر بحوالي 350 ألف جندي الى 450 الفا وهذا الرقم يضم من 50 الى 80 الف شخص من الحرس الجمهوري. ويتابع: إن تأثير الحرب على الجيش العراقي قوي، فوزير الدفاع البريطاني كما يقول الكاتب ذكر ان ثمانية آلاف من القوات العراقية حاليا اسرى حرب. وبالنسبة لأعداد الضحايا يقول انه لا العراقيون ولا القوات المتحالفة قدموا معلومات عن العسكريين العراقيين الذي سقطوا في ارض المعركة. وتكتب ديف نيوبارت تحت عنوان «العراقيون مستعدون لنهاية الحرب». يقول: إن الشعب العراقي اصابه التعب من جراء استمرار الحرب، فهؤلاء يشاهدون اصدقاءهم وافراداً من علائلاتهم قد سقطوا في المعارك او بواسطة الصواريخ التي تضل طريقها فتصيب مدنيين. ان الشعب العراقي متعب كذلك من رؤية نوافذ منازله وقد مزقتها القنابل التي تصيب أهدافا بجوارها، انهم يعيشون وكأن زلزالاً مدمراً مستمراً يضرب أماكن إقامتهم. وتتابع: العراقيون بعد ثماني سنوات من الحرب مع إيران و12 عاماً من فرض العقوبات الاقتصادية والحملة العسكرية الحالية لأمريكا وبريطانيا يتطلعون ليوم لا يسمعون فيها عن الحرب ويعيشون حياة هادئة يودعون فيها كل المتاعب والمصاعب.