فأنت لا تهرب.. أنت أيضاً تسجِّل موقفاً بحيادك.. فليست كل الأمور قابلة أن تقف فيها موقف ال«مع» أو ال«الضد» قد تحتاج في بعضها إلى أن «تحايد» فلم يتضح لك من بداياتها ما يجعلك تبني رأياً مختلفاً عن الحياد.. ** وينظر كثير من الناس على أن الحياد هو سلبية وتخوّف وهروب من المواجهة.. والحقيقة أنه يكون كذلك حين يكون ديدناً دائماً ومسيراً مستمرأً وخياراً مطروحاً بشكل دائم. لكنك حين تحايد في أمور بذاتها وتبدي موقفاً إيجابياً مع أمور أخرى وموقفاً سلبياً مع مجموعة أخرى من الأمور التي تعبر حياتك أو حياة من حولك.. فأنت هنا في «حياديتك» تسجِّل موقفاً مؤثراً.. والحياد أحياناً يكون قمة النزاهة.. فحين لا تبدو لك مؤشرات تستند إليها في الرفض والقبول، فالحياد يعتبر منتهى النزاهة والصدق مع النفس والآخر.. ** ونقطة الحياد.. هي لا تسجل مع أحد.. لا مع فريق ال«مع» ولا مع الفريق المضاد.. لكنك هنا تخلق تأثيراً منطقياً للرأي والمفاضلة.. فلم ترفع أسهم هذا.. ولم تقلل أسهم ذاك.. أنت هنا.. نقطة بيضاء.. صالحة لأن تعيد الأمور إلى نصابها وهي نقطة تستند إليها في المستقبل.. حين تكون خير قادر على تحديد ملامح النهايات فأنت لا تدري ولا تملك مؤشراً يقودك إلى بناء رأي متوافق أو رأي مختلف.. لذلك تبدو نقطة الحياد مفيدة تماماً في الأمور التي لم تتضح معالمها.. والصمت الذي نمارسه حيال بعض الأمور هو موقف أيضاً.. فالحديث أو الكتابة أو أي صورة من صور الإعلان عن الرأي ليست الوسيلة الوحيدة لإعلان موقف.. فالصمت تجاه بعض الأشياء هو أيضاً.. موقف هام.. المهمُّ ألا يكون الصمت حالة دائمة.. ووجاءً يراد به الهروب من تسجيل موقف تتحمل نتائجه علناً.. ** لأن الصمت هو ذاته موقف قد ينظر له في قوادم الأيام على أنه قمة السلبية.. ** واتخاذ المواقف وطريقة التعبير عنها.. هي مهارة وخاصية تستند حتماً على فكر ووعي صاحبها وتجربته في الحياة وقدرته على الكفاح والعطاء والتأثير.. [email protected] 11671 الرياض ص.ب: 84338