سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصمود العراقي يعيق انتعاش الأسواق الأمريكية والعالمية بصده تقدم القوات المتحالفة إعداد :محمد عبدالله التويجري * خدمات الأسهم والوساطة الدولية - البنك السعودي للاستثمار
شهدت الأسواق العالمية في نهاية الأسبوع الثالث من شهر مارس، تجاوباً مع بدء الغارات الأمريكية على العراق وإيهام الولاياتالمتحدة وبريطانيا شعبيهما والعالم بأن هذه الحرب ستكون خاطفة وناجحة، وشهدت انتعاشاً في الأسواق العالمية والدولار، مقابل تراجع كبير في أسعار النفط والذهب، وذلك بسبب جلاء الغموض السياسي وتوقع الأسواق حرباً سريعة ساحقة لصالح قوى التحالف، ولكن الأسواق لم تستطع المحافظة على انتعاشها خلال الأسبوع الرابع، حيث أدى القتال العنيف من قبل الجيش العراقي، و المقاومة الشرسة من قبل المدنيين العراقيين، إلى انصهار فكرة الحرب السريعة التي دفعت الأسواق إلى الانتعاش سابقاً، لتحل مكانها حرب أطول من المتوقع بتكاليف قد تكون هي الأخرى أكثر من المتوقع، لتتراجع بالتالي كل من أسعار الأسهم والسندات في أسواق المال، في الولاياتالمتحدة، بعد هذه التغيرات التي لم تنج منها الأسواق في أوروبا والشرق الأقصى، ويتوقع المحللون تحقيق المزيد من التراجع والتدهور في البورصات إذا لم يحسم الوضع في العراق، وعن تكلفة الحرب الضخمة، فقد أوضحت بعض التقديرات أنه من الممكن أن تقتطع الحرب 240 مليارا من الاقتصاد العالمي في سنة 2003، وأن تحد كذلك من نمو الاقتصاد الدولي ليصل إلى أقل من 2% خلال العام الجاري، وهو ما قد يقود الاقتصاد العالمي إلى دوامة من الركود، وتشير توقعات متشائمة إلى أن كلفة الحرب قد تصل إلى 3 ،5 ترليونات دولار على مدار عشر سنوات، وقد تكلف حرب قصيرة، حوالي ترليون دولار على مدار عشر سنوات، في حال حساب الضرر الذي سيلحق بالاستهلاك، وعمليات حفظ السلام، بينما يتوقع أحد كبار المحللين أن كلفة الحرب الفورية قد تصل إلى 120 مليار دولار، بينما توقع أن تفوق التكلفة النهائية ترليون دولار، ولكن مقاومة صدام وجيشه وشعبه، تربك حسابات الولاياتالمتحدة نوعاً ما، حيث أفقدت مخاوف الحرب وتداعياتها الأسهم الأمريكية 1 ،1 ترليون دولار من قيمتها حتى قبل نشوبها، وذلك حسب دراسة لخبراء اقتصاديين بالولاياتالمتحدة، ولقياس تأثير المخاوف من تداعيات الحرب تتبع الباحثون أداء المراهنات عبر الإنترنت على (سند صدام) الذي يتوقع توقيت الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. حركة مؤشرات أسواق الأسهم تبددت آمال المستثمرين في إمكانية انتصار سريع للولايات المتحدة وحلفائها في حربهم ضد العراق، وتحول إلى تخوف من أن تطول مدة الحرب أكثر من المتوقع لها، بينما يشكك الآخرون في قدرة الولاياتالمتحدة على الاستثمرار في هذه الحرب التي تبدو طويلة وصعبة، مما أدى إلى تراجع الأسهم الرئيسية في الأسواق الأمريكية، وذلك بعد الانتعاش الذي عرفته الأسواق سابقاً والذي يرى بعض المحللين أن الأسواق تعجلت بالصعود حينها، ولذلك فهي تتراجع الآن مع كل نبأ سيئ، وقد شهدت حركة مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية انخفاضاً خلال الأسبوع الرابع من مارس 2003 متأثرة بالعديد من العوامل. كان أهمها الأنباء الواردة من العراق، وكذلك ساعد تراجع العملة الأمريكية، مع ارتفاع أسعار الذهب والنفط ، الأسواق لتتجه نحو الانخفاض، وقد أصابت هذه العوامل المستثمرين بحالة من التخوف الشديد، وقد ألقت هذه الأخبار مجتمعة بظلالها السلبية على الأسواق، لتؤدي إلى انخفاضها، حيث سجل مؤشر الداوجونز الصناعي DOW)) انخفاضاً بلغ 376 ،20 نقطة بنسبة 4 ،41% خلال الأسبوع، ليقفل على مستوى 8145 ،80 نقطة، وسجل مؤشر ستاندر آند بورز S&P500)) انخفاضاً بلغ 32 ،32 نقطة بنسبة 3 ،61% خلال الأسبوع ليقفل على مستوى 863 ،50 نقطة، أما مؤشر الناسداك المجمع NASDAQ)) فقد سجل انخفاضاً بلغ 52 ،22 نقطة بنسبة 3 ،76% خلال الأسبوع، وأقفل على مستوى 1369 ،62 نقطة. لمحة عن بعض أفضل وأسوأ القطاعات أداءً تأثر مؤشر قطاع الداوجونز لخدمات الإنترنت، وارتفع بنسبة 5 ،90%، وسجل مؤشر قطاع الداوجونز لخدمات التكنولوجيا ارتفاعاً بلغت نسبته 4 ،80% خلال الأسبوع المنصرم. وارتفع أيضاً مؤشر قطاع الداوجونز للاتصالات السلكية بنسبة 3 ،30%، وفي المقابل فقد انخفض مؤشر قطاع الداوجونز للمنتجات الورقية، حيث سجل انخفاضاً قدره 5 ،62%، وكذلك مؤشر قطاع الداوجونز لمنتجات الغابة، فقد سجل انخفاضاً قدره 5 ،16%، وانخفض أيضاً مؤشر قطاع الداوجونز للتنقيب عن المعادن الثمينة بنسبة 4 ،41%. السوق الأعلى الأدنى الإقفال نسبة التغيير داوجونز 8514 ،80 8104 ،00 8145 ،00 4 ،41%- ناسداك 1400 ،14 1367 ،89 1367 ،89 3 ،76%- ساندآند بورز500 895 ،80 858 ،10 858 ،10 3 ،61%-