دوت الانفجارات في جنوببغداد أمس الاحد بعد ليلة من الغارات الأمريكية المتواصلة على العاصمة العراقية شملت قصف قصر رئاسي ومركز تدريب رئيسي للفدائيين. وانطلقت صفارات الإنذار في بغداد صباح أمس في حين امتدت واحدة من أعنف الهجمات الجوية منذ بدء الحرب قبل 11 يوما إلى يومها الثاني، ولم تسمع أصوات طائرات أو انفجارات في وسط بغداد لكن دوي أكثر من 13 انفجارا جاء من جنوبالمدينة بالإضافة إلى انفجارين أقرب إلى المدينة من جهة الشرق. وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش إن القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة تبعد أقل من 50 كيلو مترا عن جنوببغداد. وتصاعدت سحب الدخان الأسود من خنادق مملوءة بالنفط المشتعل الغرض منها تضليل الصواريخ والقنابل في المناطق الجنوبية والشرقية من العاصمة.وتضررت بشدة خطوط التليفونات في بغداد بعد قصف متكرر لمراكز الاتصالات الهاتفية. وفي واشنطن قال الجيش الأمريكي إنه قصف مركز التدريب الرئيسي للفدائيين العراقيين في شرق بغداد وقصرا رئاسيا ومجمعا تابعا للمخابرات وموقعاً لصواريخ أرض جو في الغارات. وفي وقت سابق من أمس هزت أربعة انفجارات كبيرة وسط بغداد. وقال مراسلو تلفزيون رويترز إن القصف على وسط بغداد استهدف مجمعا داخل قصر كان يستخدمه قصى ابن الرئيس العراقي صدام حسين، وتعرض المجمع بالفعل للقصف بعدة صواريخ في غارات في الأيام الأولى للحرب. وفي غارة مبكرة قبيل منتصف الليل وقعت عشرة انفجارات في وسط العاصمة ونحو 20 انفجارا على مشارفها خاصة من جهة الشمال الغربي.وأعلن العراق سقوط 62 قتيلا و49 جريحا في انفجار شديد وقع في سوق مزدحم في بغداد يوم الجمعة وألقيت المسؤولية فيه على القوات الأمريكية، وتدرس الولاياتالمتحدة ما إذا كانت قواتها هي المسؤولة عن الهجوم. وهزت الانفجارات الموصل في شمال العراق والبصرة في الجنوب وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية في قطر أن الضربات الجوية الأمريكية على بغداد استهدفت خصوصا منشآت قيادة وأجهزة استخبارات ومركز تدريب للقوات شبه العسكرية. وأفاد بيان صادر عن القيادة أن القنابل الموجهة عبر أقمار اصطناعية استهدفت حوالي الساعة 30:20 ت.غ. «منشآت قيادة ورقابة في قصر أبو غريب الرئاسي ومنشأتين في مجمع استخبارات الكرادة» في غرب وجنوب العاصمة.وأوضحت القيادة أن قصر أبو غريب (غرب بغداد) «هو إحدى المنشآت التي يستخدمها نظام صدام حسين لقيادة وتوجيه القوات». وتابع البيان أن مركز الكرادة (جنوببغداد) هو «إحدى منشآت أجهزة الاستخبارات التي يستخدمها نظام صدام حسين لقيادة عمليات الاستخبارات العسكرية وتنسيق قمع المعارضة الداخلية». وفي الوقت نفسه، استهدفت قنابل موجهة عبر أقمار اصطناعية معسكرات الرستمية في شرق العاصمة. وقال البيان إن «القوات شبه العسكرية في هذه المنطقة مسؤولة عن أمن شرق بغداد». وأضاف البيان أن تقييم هذه «الضربات الأساسية» لا يزال جاريا، مشيرا إلى أن «قوات التحالف لا تقصف سوى أهداف عسكرية مشروعة وهي حريصة جدا على تجنب سقوط ضحايا مدنيين وحصول أضرار جانبية».وقد أوقع القصف عشرات الضحايا المدنيين في العاصمة العراقية خلال الأيام الماضية. وأعلنت القيادة المركزية أنها فتحت تحقيقا في الأمر ملمحة إلى أنها قد تكون صواريخ أرض جو عراقية سقطت خطأ أو بشكل متعمد. واتهمت أيضا العراق بوضع معدات عسكرية عمدا في أحياء سكنية.