أطلعت كما اطلع غيري على ما كتبه الأخ راشد الحوتان في صفحة عزيزتي الجزيرة حيال تعقيبه على الأستاذ عبدالله الكثيري عما كتبه في زاويته عن العنوسة، وقد أوضح الأخ راشد الحوتان أن التعدد هو وسيلة ناجحة للقضاء على مشكلة العنوسة.. أقول بعد هذا:أحبتي القراءنحن نعيش في مجتمع أصبحت فيه العنوسة ظاهرة منتشرة في كل البقاع وفي جميع الأصقاع بلا استثناء تلكم العنوسة التي تعيشها الفتاة وتقع في عالمها لا بد وأن تكون لها أسباب جمة ونتائج لاذعة وحلول مفروضة سنتطرق لها بإذن الله تعالى. أما القول بأن التعدد وسيلة للقضاء على العنوسة فهذا بحد ذاته حل إيجابي جميل ولكن الأمر الذي لا بد أن يدركه الجميع هل المعددون منصفون أم لا؟ إن الإجابة التي تحملها كل امرأة تزوج عليها بعلها تطوق بالهموم والآلام كيف لا وقد أعرض الزوج عن زوجته الأولى صفحاً كيف لا وقد جار واعتدى وظلم، كيف لا وقد هجرها ولم يلق لها بالاً فطلباتها مرفوضة وكلماتها مردودة عليها.. امرأة ثم امرأة على زمن ضيعت فيه الأمانة وغابت عنه شمس العدل حتى في الزواج.. يا معشر المتزوجين إذا كنتم لستم أهلاً للعدل فلماذا تجعلون من بنات الناس وسيلة لجوركم واضطهادكم.. كفوا عن هذا الهراء واتركوا تلكم المهازل إن الفتاة حين ذلك تود أن لو كانت عانساً لكان خيراً لها، من أن تعيش في جحيم دائم وعذاب منقطع النظير حينها نجد أن قاعدة «رجل من عود خير من قعود».. ستعاود أدراجها وتكون حبيسة الجدران لأن النفس البشرية المسلمة لا ترضى إلا بالعدل ولا تحب أن تكون جلداً لسوط الظلم والقهر.. عجباً لبعض الرجال وألف عجب كيف تتشدقون في كلامكم معلنين أن التعدد سنة ربانية يثاب فاعلها وتستشهدون بقوله تعالى «مثنى وثلاث ورباع» ونسيتم أنكم أضعتهم فرائض ونسيتم واجبات وأهملتم أموراً ما هي حالكم مع غير التعود. نعم أنا لا أقف في وجوه المعددين.. لكني أقول أهلاً وسهلاً بالعدول وقبحاً وسحقاً لكل ظالم لزوجته متسلط عليها فلا أرغب عن سنة ربانية وحكمة إلهية.. لا ورب الكعبة.. لكن حينما يباع العدل بثمن بخس ويغلي الدم في العروق.. إنني أسأل كل معتد ظالم لإحدى زوجاته.. يا ترى لو أن المقهورة «أختك، هي بنتك، هي قريبتك، هل حالك ستتغير أم أن ضميرك لا يزال في قسوته وفي طغيانه إن كان كذلك فقل على الدنيا السلام. مجددا نقول إن التعدد ليس وحده، فحسب هو وسيلة القضاء على العنوسة، بل متى ما كف الأب من جشعه في مرتب ابنته ومتى كفت البنت عن شروطها الباهتة التي منها أن تكمل دراستها؟! فيا ترى متى أصبحت الدراسة عائقاً للزواج وعقبة أمامه، بل أثبت العلماء أن الزواج وسيلة جيدة للنجاح الدراسي فهل تَصْحُوْن من الرقاد. قلت: إنه متى ما كف الشاب أيضاً عن هروبه للخارج من أجل الزواج، حينها ستحل المعضلة وسيفتح الطريق، ولا تنس الفتاة الدعاء، فلتجرب نفسها لترى النتائج المبهرة والطرق النيرة إن شاء الله.. أخيتي لا تنسي التوكل على الله، لا تتركي الاستغفار، تدرعي بدرع الفأل، حينها سلتوح بشائر النصر ومعالم السرور.. فانتظري طرق بابكم ورنين هاتفكم اسأل الله لنسائنا الستر والحشمة.. والله من وراء القصد. سليمان بن فهد المطلق