إلى جانب المعارك الدائرة الآن بين القوات العراقية والقوات الأمريكية والبريطانية والتي تتصاعد بشدة بإدخال الأمريكيين أسلحة جديدة وفتح جبهات قتال أخرى، والمقاومة العنيفة التي يبديها العراقيون مؤكدين استفادتهم من دروس حرب الخليج الثانية، تدور معارك أخرى لا تقل أهمية عن المعارك الميدانية ونعني بها المعارك الدعائية والحرب النفسية التي يحاول الأمريكيون تفعيلها لتدمير الروح المعنوية للعراقيين الذين أثبتوا أنهم يفرقون بين الحفاظ على وطنهم والدفاع عنه ومصير القيادة العراقية، وأن التفريق بينهم صعب للغاية، فحتى الذين لا يؤيدون صدام حسين داخل العراق، تناسوا هذه المسألة وأصبح هدفهم الأول والأخير الدفاع عن وطنهم، وهذا ما لاحظناه في معركة الناصرية التي التحمت قبائل المنتفق «السنية» وقبائل حجام «شيعة» في معركة صلبة اسفرت عن وقف وتعطيل الاندفاع الأمريكي نحو بغداد عن طريق «المحور الغربي». هذه المعارك والملاحم التي يسطرها العراقيون لم تشر إليها وسائل الإعلام العربية التي ابتلعت «الطعم الإعلامي» الأمريكي بالحديث عن الأسرى العراقيين ونشرت صور هؤلاء الأسرى الذين ظهر البعض منهم وهم يرتدون «ترينج سوت» وكأنهم يؤدون مباراة رياضية وليسوا مقاتلين في معركة. هذه المفارقة فضحت الادعاء الأمريكي وتبين أن هؤلاء «الأسرى» مدنيون جمعهم الجنود الأمريكيون من داخل منازلهم وحيثما وجدوهم، مما يوضح خليط الملابس الغريبة.. وكأن الجنود العراقيين لا يملكون ملابس عسكرية. الخدعة الإعلامية هذه انطلت على وسائل الإعلام العربية فوضعت بعض الصحف صورة مكبرة «لخدعة الأسرى» والصورة نفسها تدين صاحب الفكرة وناشرها، حيث يلاحظ المشاهد بسهولة «الأسير الرياضي» في منتصف الصورة أمام أحد الجنود الأمريكيين.