المكرم المشرف على صفحة عزيزتي الجزيرة المحترم تحية طيبة وبعد: اطلعت على ما كتبته الاخت/ طيف احمد في «صفحة الرأي» بعدد الجزيرة رقم 11120 وتاريخ 7/1/1424ه تحت عنوان «عندما نفقد الثقة» الذي يدور حول منح ثقتنا للآخرين ثم نكتشف بعد ذلك ان البعض منهم لا يستحق الثقة التي منحت له وفي ختام مقالها تساءلت لمن تُعطى تلك الثقة؟ وهل مازال في المجتمع من يستحقها في هذا الزمان خصوصاً؟ فيما يتعلق بالسؤال الاول الاجابة عليه يحددها كل انسان حسب خبراته وقناعاته الشخصية فيعطي الثقة لهذا ويمنعها عن ذاك. وبالنسبة للسؤال الثاني الاجابة عليه اجمالاً بنعم لان الثقة مازالت موجودة حتى الآن بين مختلف الافراد والجماعات موجودة بين الاصدقاء والزملاء في العمل وبين افراد الاسرة الواحدة الآباء والابناء والازواج لاننا لا نتصور ان نعيش في مجتمع انعدمت الثقة بين جميع أفراده لأنه ببساطة سوف يتحول إلى مجتمع الغاب. فالانسان بدون وجود الثقة بينه وبين الآخرين سوف يعيش في رعب وخوف وتوجس من جميع من يتعامل معهم وكثير من معاملاتنا الحياتية اليومية تسير بالثقة المتبادلة بيننا وعندما نعطي الثقة لشخص ثم يظهر لنا فيما بعد انه ليس اهلاً لهذه الثقة فهذا لا يعني ان نعمم الامر على الجميع فالقاعدة البحثية العلمية تقول إنه لا يجوز أن نعمم الحالة الفردية على الكل.. هناك قواعد ومعطيات ثابتة ولكن كما يقال لكل قاعدة شواذها التي لا ينبغي ان نحولها الى نظريات نتعامل مع الآخرين وفق مدلولاتها وقوانينها.. لكن ينبغي على كل شخص ألا يعطي ثقته لكل من هب ودب فالثقة تأتي نتيجة تراكم خبرات وتعاملات طويلة مع هذا الشخص او ذاك قد تمتد لسنوات طويلة لان من يعطي ثقته للآخرين بسهولة ودون دراسة او تمحيص يتحمل نسبة كبيرة من المسئولية اذا لم يتحملها كاملة في حالة ثبوت ان من اعطيت له هذه الثقة لا يستحقها.. علينا بالتفاؤل وان نحسن الظن بالآخرين مالم يثبت العكس وفي نفس الوقت نبتعد عن الاندفاع في اعطاء الثقة لمجرد كلام معسول او معرفة عابرة حتى لانصاب بالاحباط والصدمة اذا ثبت عكس ما نتوقعه ممن منحناهم ثقتنا وأسرارنا التي قد لا يعرفها اقرب الناس منا. وللجميع خالص تحياتي م. مشاري خالد الدعجاني