في لقاء مع صحيفة (سبق) الإلكترونية تحدث رئيس التحرير الزميل الأستاذ خالد المالك عن الشأن الصحفي مجيباً عن الأسئلة الصحفية بشفافية وصراحة، مع ما في الأسئلة من اتهامات لكثير ممن شملهم محاور اللقاء المتشعب، حيث دافع رئيس التحرير وصحح بعض المعلومات وقال ما يرى أنه يمثل الحقيقة بعيداً عما تتداوله المنتديات، أو يتحدث به البعض دون علم أو معرفة، وكشف اللقاء عن معلومات وآراء تقال لأول مرة على لسان رئيس التحرير من أسرة صحيفة الجزيرة وعن الزملاء وعن هيئة الصحفيين.. فإلى الجزء الأول من اللقاء الذي أجراه الزميل عبدالعزيز العصيمي: في عصرك الأول عاشت الجزيرة أزهى عصورها، ثم تراجعت في عهد الذين أتوا بعدك، وعدت إليها لتنتعش من جديد، السؤال: هل حققت كل ما تصبو إليه إعلامياً؟ ومتى سيترجل الفارس؟ - ضمن البرنامج المرسوم للصحيفة هناك المزيد من الأفكار التي تنتظر التنفيذ، وتحسين مستوى الصحيفة يتم كما ترى بشكل تدريجي وهادئ، وأنا حريص - ضمن هذا المخطط - على أن تبقى الجزيرة ضمن الصحف التي تتنافس مع زميلاتها على الريادة في كل شيء، وهذا يعني المزيد من العمل والكثير من الجهد، ضمن التعايش مع التطورات والمستجدات في العمل الصحفي الإبداعي. ولكي أكون صادقاً معك فإن المشوار للوصول إلى هذه الأهداف ما زال طويلاً أمام الجزيرة وأمام زميلاتها الصحف السعودية الأخرى، ولا يمكن لمن لديه أدنى طموح أن يختصر هذا المشوار بما حققه حتى الآن، وإلا لكان صحفياً بلا أدنى طموح، والزملاء في تحرير صحيفة الجزيرة يتمتعون بدرجات عالية من الطموح، والسعي بلا كلل نحو تحقيق ما يُرضي القُرَّاء ويستجيب لتطلعاتهم. أما متى سأترجل من رئاسة التحرير، وهو الجزء الثاني من سؤالك، فهذا خيار لم أفكر فيه بعد، لكني أعد الجميع بأني لن أسلم الجزيرة لرئيس تحريرها القادم إلا وهي في المستوى الذي يباهي مسؤولها الجديد بإمكاناتها وعناصرها وانتشارها، وأنه لن يجد صعوبة في مواصلة الثبات على تميزها وتفوقها وما حققته من نجاحات، بل إنه ولو استلمها اليوم فهو يستلم صحيفة تتمتع بمستويات صحفية عالية، فضلاً عن أنها مالياً وتسويقياً وإدارياً وتنظيمياً هي من بين المؤسسات الصحفية الأبرز. غبتَ عن الجزيرة ثم عُدْتَ إليها في مرحلة لاحقة، كيف وجدتها بعد خمسة عشر عاماً من الغياب؟ وما الذي أحدثته من تغييرات أعادت الوهج إليها؟ - الجزيرة هي بيتي الصحفي الأول والأخير، أعادني إليها الحنين إلى أجوائها وألمي لتراجع مستواها، وأعادني إليها ثقة أعضاء المؤسسة الذين قادوا محاولة قدَّرتها لهم لكي أعود إلى العمل مرة أخرى، وهي ثقة كبيرة أعتز بها إلى اليوم، وما من أحد كان يتصور أن الجزيرة بعد كبواتها يمكن أن تعود إلى الحياة بهذا المستوى وخلال فترة زمنية قصيرة، لولا أن مجلس إدارة المؤسسة كان جاهزاً للمساندة والدعم والاستجابة للمطالب التي تصب في مصلحة إعادة الجزيرة إلى وهجها؛ فقد تطلب الأمر تهيئة الإمكانات التي تحقق من جديد للجزيرة أهدافها المرسومة، وبينها شراء مطابع جديدة وأجهزة نظام نشر أكثر تطوراً مما كان، وفتح المجال أمام العناصر الصحفية المتميزة، واستقطاب عدد من الكُتّاب المتميزين، وإحداث تغيير كامل في إخراج وتبويب الصحيفة، وإيجاد صفحات جديدة، ومواكبة ذلك بشبكة تقنية عالية الجودة، وإعادة النظر بحالتها الراهنة آنذاك، مع الدعم الكامل لكل أقسام الصحيفة.. وكل هذه كانت بعض متطلبات تحسين الجودة الذي لاقى من مجلس الإدارة المساندة والدعم المطلوبين. لوحظ في الفترة الأخيرة انتقال بعض كُتّاب الجزيرة إلى الرياض مثل عبدالله بخيت وأميمة الخميس، وانتقال بعض كُتّاب الرياض إلى الجزيرة مثل سعد الدوسري وناهد باشطح ومحمد علوان، ما تعليقك؟ - هذا شيء طبيعي ومعتاد بين الصحف، سواء في المملكة أو في الدول العربية أو في غيرها، وهو يعود بالدرجة الأولى إلى الكاتب نفسه؛ فقد تُحقِّق له عملية الانتقال فرصاً مالية أفضل، وربما صاحب هذا الخيار الاعتقاد بأن العمل بالبيئة الجديدة يعطيه الجو الذي يساعده على الإبداع. وبنظري فإن الانتقال من صحيفة إلى أخرى يكون غالباً مسبباً بمجموعة عوامل أو ظروف تكون لها علاقة أو مساس أو مصلحة بالكاتب وهو مَنْ يقدرها. أطلق عليك خادم الحرمين الشريفين ولي عهد الصحافة، ما هو شعورك؟ وما الذي يرمز إليه ذلك؟ وما هي مناسبته؟ - أنا سعيد بهذا التكريم الملكي، وهو - كما أفهمه - تكريم للصحافة بوجه عام، وقد تشرفت بهذا اللقب أثناء زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأردن عام 2006م، وتحديداً خلال حفل العشاء الذي أقامه العاهل الأردني تكريماً لخادم الحرمين الشريفين. والملك عبدالله اعتاد أن يحيط القيادات الصحفية برعايته واهتمامه وتشجيعه؛ فقد سبق أن أطلق على زميلي تركي السديري لقب ملك الصحافة. لماذا تركي السديري هو رئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين وأنت النائب؟ ولماذا لا يكون العكس؟ - تركي السديري جدير برئاسة مجلس إدارة الهيئة، وأنا ضمن بقية أعضاء مجلس الإدارة الذين رشحوه للرئاسة، كما أن تركي كان ضمن أعضاء مجلس الإدارة الذين رشحوني لأكون نائباً لرئيس مجلس الإدارة، وأعتقد أن الرئاسة لا تشكّل رغبة لدى تركي، كما أن نائب رئيس مجلس الإدارة لا يعني شيئاً كثيراً لي؛ فنحن مع بقية أعضاء مجلس الإدارة يهمنا أن نكون في جاهزية كاملة لخدمة الصحافة والصحفيين من خلال هيئة الصحفيين، ونعمل معاً ضمن هذا الإطار. لماذا نقلتم زاوية الكاتب محمد آل الشيخ من صفحة داخلية إلى الصفحة الأخيرة؟ - محمد آل الشيخ كاتب مقروء ومثير بامتياز في كتاباته، ونقل زاويته إلى الصفحة الأخيرة جاء تقديراً مني لأهمية طروحاته من جهة، ومكافأة مني لالتزامه مع الجزيرة دون أن يضعف أمام العروض التي تلقاها من صحف منافسة من جهة أخرى. الملحق الإسلامي في صحيفة الجزيرة يبدو وكأنه يُعَدُّ في مكاتب رسمية في وزارة الشؤون الإسلامية، ثم يُنشر في الجزيرة بلا روح صحفية، أين المهنية؟ - أتفق معك بأن هناك فرصة للمسؤول عن الصفحات الإسلامية لتكون في مستوى أفضل، وأن هناك إمكانية لتحسين مستوى هذه الصفحات بشيء من الجهد في متابعة المستجدات في الساحة الإسلامية، لكن القول بأنها تُعَدُّ في وزارة الشؤون الإسلامية قول غير صحيح، وقد يكون هذا التصور معتمداً على أن المحرر المسؤول يعمل في وزارة الشؤون الإسلامية، ولو أخذنا بهذا القياس فسنجد أنفسنا في صحيفة الجزيرة وغيرها من الصحف الأخرى نصنف صفحاتها السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى الرياضية من خلال المواقع التي يعمل بها المشرفون على هذه الصفحات في مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية، وهو قياس بنظري لا يمكن ولا ينبغي أن يعتمد عليه. أنت من اختار المهندس عبداللطيف العتيق ليكون مديراً عاماً للمؤسسة؛ حتى تكون المؤسسة تحت تصرفك، ما دفاعك؟ - هذه المعلومة غير صحيحة، والصحيح أن مجلس الإدارة هو من اختاره مديراً عاماً للمؤسسة، ومجلس الإدارة هو صاحب قرار التعيين بحكم الاختصاص والصلاحية، وبالتأكيد فقد كنت من مؤيدي هذا القرار بناء على معرفتي بكفاءته وأمانته وإخلاصه، وقد أثبت كفاءته وجدارته منذ الفترة الزمنية التي باشر فيها عمله مديراً عاماً للمؤسسة وحتى الآن. أشيع مؤخراً، خاصة مع اقتراب إعلانكم التقاعد من الصحافة، أن من يدير الجزيرة حالياً هو المدير العام عبداللطيف العتيق، حيث فرض سطوته على التحرير، ما قولك؟ - أجمل ما في الجزيرة هذا التناغم الجميل في العمل بين رئيس التحرير والمدير العام، ولعل من بين أسباب النجاحات السريعة التي حققتها الجزيرة هذا التعاون بين قيادات الجزيرة، الذي تفسره خطأ كما جاء في سياق السؤال على أنه سطوة المدير العام على التحرير. الأرقام المعلنة بالصفحة الأولى عن توزيع الجزيرة جزء كبير منها يوزَّع مجاناً، ما تعليقك؟ - كنت أظن أنك ستسأل عن ريادة الجزيرة في تحقيق هذا السبق بإعلان أرقام توزيعها ولماذا لم تحاكِها الصحف الأخرى، فإذا بك تشكك بها وتشير إلى أن جزءاً منها يوزَّع مجاناً، وكأنك لا تدري أن صحفاً أخرى لا توزع مجاناً وإنما تدفع لمشتركيها أكثر من قيمة الاشتراك الذي تعلن عنه هذه الصحف. ما سبب خلافكم مع شركة موبايلي؟ - ليس بيننا وبين شركة موبايلي وهي شركة وطنية عملاقة أي خلافات، بدليل أن التعاون لم يتوقف فيما بيننا، وستظل الجزيرة تنظر إلى شركة موبايلي باعتبارها شركة للوطن وشركة لكل المواطنين، وأنها تستحق الدعم والمساندة في كل نجاح تحققه شأنها في ذلك شأن كل الشركات الوطنية. منذ سنوات طويلة وجاسر الجاسر يراوح مكانه بوصفه مدير تحرير للشؤون السياسية، والمقربون منه يؤكدون أنه يعترض على التعيينات، ويرى أنه أحق من غيره ليكون نائباً لرئيس التحرير، هل هذا صحيح؟ - الأخ جاسر ليس الوحيد الذي يعمل مديراً للتحرير؛ فهناك ثلاثة مديري تحرير آخرون، ولم أسمع منه اعتراضاً على أي من التعيينات الأخرى، بل إنه ملتزم وجاد في عمله، ويُبدي تعاوناً جيداً مع نواب رئيس التحرير؛ ما يعني قبوله بما تقرره رئاسة التحرير، وإن كان له الحق في التطلع إلى أن يكون نائباً لرئيس التحرير نسبة لخدمته الطويلة وكفاءته وتمتعه بثقة ورضا رئيس التحرير. لماذا كل كُتّاب الصفحة الأخيرة ليبراليو التوجُّه، مثل محمد آل الشيخ ود. حمزة السالم ود. جاسر الحربش..؟ - لا أفهم كيف تم تصنيفهم هكذا؛ فأنا أفهم أن هؤلاء يكتبون عن قضايا ومن خلال تخصصات مختلفة، والقاسم المشترك بينهم هو في الوضوح والصراحة والجرأة في الطرح وانتقاء الموضوعات والقضايا التي تمس حياة الناس، فأصبحوا من بين أبرز الكُتّاب الذين تتابع كتاباتهم، واختيارهم ليكتبوا بالتناوب بالصفحة الأخيرة إنما تم لأنهم يتمتعون بمتابعة جيدة من القُرّاء بدليل الأصداء التي تتركها كتاباتهم لفترات طويلة من الزمن. رسامو الكاريكاتير بالجزيرة يتأثرون بفكر قادة التحرير بالجزيرة، هل هذا صحيح؟ - هناك استقلالية كاملة يتمتع بها كُتّاب ورسامو الجزيرة بدليل الاختلاف في توجهاتهم، وهذا ضمن التميُّز الذي تعتز به الجزيرة، غير أن هذا التنوُّع يظل ضمن إطار التوجُّه العام للصحيفة، ولا شك أن رسامي الكاريكاتير ربما يتأثرون في رسوماتهم أحياناً سواء بما ينشر في صحيفة الجزيرة من أخبار وتحقيقات ومقالات أو من خلال اختلاطهم بزملائهم، وهذا خيار متروك لكل واحد منهم. القسم الرياضي يُمثِّل جريدة في قلب جريدة، بمعنى أنه يعمل كيفما شاء من دون علمك، لماذا؟ - كل أقسام الجريدة وليس القسم الرياضي فقط لديها صلاحيات واسعة في العمل، ولا ترجع إليّ إلا عند الضرورة القصوى، ولا يعني هذا أنها تعمل كما تشاء دون ضوابط أو التزام بالمنهجية وبالخط الذي تسير عليه الصحيفة ضمن أهدافها المرسومة، غير أن ما يميز القسم الرياضي أنه يتعامل مع شريحة كبيرة من القراء، والرياضيون - كما تعرف - وهم أصحاب ميول مختلفة في تشجيعهم للأندية، ومن الصعب كسب رضا الجميع، غير أن الصحيفة تلتزم فيما ينشر فيها عن الرياضة بالتركيز على الإنجازات والبطولات التي تحققها الأندية، ولا يمكن أن تساوي بين الأندية دون إعطاء اعتبار لإنجازاتها. هيئة الصحفيين مقرٌّ بلا عمل، فقط للتجديد للسديري والمالك، ما دفاعك؟ - هناك جمعية عمومية تملك صلاحية محاسبة مجلس الإدارة على أدائه، وهي صاحبة الحق في حجب أصواتها عن السديري والمالك، ولو كان انطباعها عن الهيئة كما تقول لكان لها رأي آخر. يُقال إنك العقل المدبر للإعلانات في الجريدة، وإنك مَنْ أعاد لها الوهج الإعلاني، ما تعليقك؟ - أنا عضو في المؤسسة، وعضو في مجلس الإدارة، ورئيس تحرير للصحيفة.. وهذا يعني أن أكون جاهزاً لخدمة الصحيفة، في التسويق وغير التسويق، كلما كانت هناك حاجة لمساعدة الزملاء.. وكلما كانت هناك ضرورة لذلك، أما العمل الأكثر والأبرز فهو للمدير العام وللأجهزة المساندة له في هذا المجال. بعض الأسماء الفنية والرياضية والسياسية موضوعة في (البلاك لست) في الجزيرة، هل يعلم عنها أبو بشار؟ - لا علم لي بذلك، أرجوك أبلغني عنها. متهمون في الجزيرة بالانحياز لنادي الهلال، ما ردكم على هذا الاتهام؟ - بطولات الهلال وإنجازاته تفرض حضورها ضمن ما ينشر في صحيفة الجزيرة، ولو حقق ناد آخر غير الهلال ما حققه الهلال لكان موقف الجزيرة مع هذا الغير كما هو مع الهلال. أطلقتم صحيفة (صحف) محاولين مواكبة الصحف الإلكترونية، كيف تقيّم هذه التجربة؟ - صحيفة (صحف) الإلكترونية حديثة عهد بالصدور، ومن السابق لأوانه تقييم هذه التجربة، لكن المؤشرات الأولى - إذا ما قيس عليها في تقييم هذه الخطوة من مؤسسة الجزيرة - يمكن أن يُقال عنها إنها تجربة جيدة وموعودة بمزيد من النجاح. ولكن برأيك ماذا ينقص الصحف الإلكترونية الحالية؟ - تحتاج الصحف الإلكترونية لكي يتم انتقالها من وضعها كمواقع إلكترونية إلى صحف إلكترونية حقيقية إلى توظيف الكثير من الإمكانات البشرية المتمكنة التي تمتلك الرؤية والخبرة والإبداع، ولا بد أن يصاحب ذلك تعاملٌ موضوعيٌّ مع ما يُطرح فيها من موضوعات، وأن تبتعد عن الإثارة التي تركز على التناول الشخصي في أخبارها وتغطياتها؛ لتصل في النهاية إلى شخصية الصحيفة الإلكترونية الحقيقية التي تقنع الشركات والمؤسسات والمصانع كي تعلن فيها؛ وبالتالي تكون لديها الإمكانات المادية التي تساعدها على وضع خطط وبرامج تُمكِّنها من تحسين الجودة في أدائها. بصفتك نائباً لرئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين، أين دور الهيئة في دعم الإعلام الجديد؟ - ينبغي أولاً أن تكتسب المواقع الإلكترونية الصفة الرسمية حتى تكون ضمن اهتمامات الهيئة، ولعل خطوة وزارة الثقافة والإعلام بالترخيص لها بوصفها صحفاً إلكترونية تساعد الهيئة على إدراجها ضمن نشاطها واهتمامها، غير أن الإعلام الجديد يتمتع حالياً باهتمام كبير من المؤسسات الصحفية تحسباً للنقلة المنتظرة؛ بدليل أن مؤسسة الجزيرة أطلقت صحيفتها الإلكترونية إلى جانب صحيفتها الورقية، وبالتأكيد فإن الوزارة والهيئة والمؤسسات الصحفية ستتعامل مع هذا الضيف الجديد باهتمام وعناية ومتابعة جادة لتجارب الآخرين؛ لتستوحي منها الأفكار التي تُمكِّنها من أن تكون مواكبة للمستجدات في هذا المجال. الكوادر السعودية في صحيفة الجزيرة كيف تُقيِّم أداءها؟ - جهاز التحرير في صحيفة الجزيرة يعتمد بنسبة 100 % على العناصر السعودية، ويضم ما بين أصحاب الخبرة وأولئك الذين يحملون مؤهلات علمية عالية في تخصصات مختلفة، وشهادتي في الزملاء مجروحة، غير أن المتابع لصحيفة الجزيرة يمكنه أن يتعرف على المستويات التي يتمتع بها هؤلاء؛ حيث لمساتهم تبدو واضحة من خلال حضور الجزيرة في موقع الحدث والتعامل مع المستجدات بمهنية عالية. الجزيرة متهمة بتصيد الأخطاء في الأندية الأخرى، خاصة نادي النصر؛ لإثارة حالة من عدم الاستقرار فيها، ما مدى صحة هذا الاتهام؟ - أربأ بالزملاء في القسم الرياضي أن تكون هذه سياستهم في التعامل مع الأندية، وأستطيع التأكيد على أن الزملاء يهمهم استقرار الأندية وتطورها، وضمن هذا الاهتمام فهم يوجهون نقداً لأوضاعها عندما يكون هناك ما يبرر لذلك، وهو ما تفهمه بعض الأندية على أنه لا يصب في مصلحتها، بينما يرى الزملاء أن مسؤوليتهم تتطلب أن يكونوا على مسافة بعيدة من أسلوب التعامل بالمجاملة مع المسؤولين بالأندية؛ إذ لا بد من كشف الأخطاء والتنبيه إلى جوانب القصور أينما وُجِد هذا الخطأ هنا أو هناك، وأمام الأندية فرصة أن تصحح وأن توضح ما ترى أنه غير صحيح مما يكتب في الصحيفة، وسوف تجد من الجزيرة العناية والترحيب والاهتمام بالنشر مما يصل إلينا منهم، وهذا حقهم علينا في تصحيح ما قد يكون اجتهاداً في غير محله مما ينشره الزملاء. هل توافق على أن هناك انحيازاً وميولاً في الصفحات الرياضية في صحفنا؟ - بالتأكيد؛ فالصحفي بشر كغيره، تحكمه أحياناً عواطفه وتتحكم به ميوله، وهو ليس مجرداً من التعاطف مع هذا النادي أو ذاك اللاعب، وهذا ليس في صحافة المملكة فقط، وإنما في كل صحافة العالم، وهذا ليس في الرياضة فحسب، ولكن في كل المجالات الفنية والثقافية وغيرها. عودة إلى إعلانكم يومياً عن أرقام توزيع صحيفة الجزيرة، هل تعتبرون ذلك نوعاً من الثقة في الذات أم هو شفافية مع القارئ أم رغبة في الحصول على ثقة القراء؟ - هي كل ذلك؛ فالجزيرة ليس لديها ما تخفيه أو يعيبها عندما تعلن عن أرقامها؛ فهي أرقام مشرفة ومنافسة إن لم أقل متفوقة وهي مُعتَمَدة من جهة محايدة، وهي جزء من الإستراتيجية التي نتبناها في تعاملنا مع القراء، وقد أثبتت نجاحها بأن أظهرت مصداقيتنا بدلاً من أن ندعي أرقاماً توزيعية فلكية غير صحيحة، وهذه مناسبة لأدعو الزملاء في الصحف الأخرى إلى أن يأخذوا بهذا التوجُّه الذي يخدم كل شرائح المجتمع من قراء وكُتّاب ومؤسسات حكومية وخاصة. يتبع غداً