* س: - كنت اتابع كتاباته بدقة فكنت معجباً به واضحك عليه او منه واحياناً اسخر منه مع تقديري لصبره وشدة تحمله لما مر عليه من مصائب كان هو ضحية جهل المسئولين به وان كنت انا نعم انا طرفاً في هذا لحصول ما حصل عليه. كنت معجباً به واضحك منه لما يرمي اليه في كتاباته تثير الضحك مع ما فيها من: رصانة ودقة وقوة اسلوب قدير وهكذا مر الزمن فتبين لي انني الذي يجب ان اضحك على «نفسي» وتصوراتي وترقبي وسخريتي منه مع أنني ساهمت كاذباً في كتابات ضده بل وكلام شديد فتبين لي: انني انا الذي يجب ان يحتقر نفسه ويقيمها، بعد مرور خمسة وثلاثين عاماً اتصور كيف عاديته حسدته وشيت به فتضرر فعلاً لكنه نجح فكيف اكفر عن صنيعي؟ م.ع.م.أ.. قطر * ج: - لعلك تدور بين حالات سبع هي حسب ظني سبب ضياعك ديناً قبل كل شيء والا فرجل بالغ عاقل مميز يعمل هكذا لا جرم هو رجل ضائع متصيد لكن اليك السبع فكن منها على بينة: 1- فقدت فقه الزمن، 2- تنطلق من منظور خاص ضيق، 3- مثلك يُستغل، وانت قد تستغل فقد تنشد طموحاً او حماية ما ينفربك داهية ما، او ذكي ما، كما انك قد تستغل غيرك حتى المسئول قد تلبس عليه بكتابات او مقابلة ما. 4- حرارة دم مع حسد متأصل. 5- تعلق كبير بالذاتية. 6- امل عريض طويل مع جهل الاقدار. 7- الجهل بحقيقة الحياة «وعدل الله المطلق». ولديك شيء آخر مهم انك جريء مع هدوء يجران عليك بعدهما هول الدهر، يا اخ/ م.ع.م.أ/ انت بعد هذا العمر او بعد مرور هذا.. الزمن تعيد ما كان اشبه ما يكون بفلم مثير فيه شفقة المشاهد ورحمته وفيه الحنق والكره ومحاولة التمزق حيال ذلك الذي تصيد الصيد بشعب فباء بخيبة من «نفسه» وقلبه وعقله فسبق الشاهد بالاضرار بنفسه طواعية انتقاماً منها على ما كان بعد قرابة نصف قرن ينقص قليلاً. ماذا تريد مني ان اقول لك؟ وكيف انت فاعل تجاه ذلك التكفير؟ فتكفيرك صعب الآن، لكن لم تذكر لي ما شأن صاحبك ذاك الآن..؟ كيف هو..؟ وما نوع نجاحه الذي تشير اليه..؟ ارى لك الآن تكفير الخطيئة ولن تفعل بذكر ما قمت به تجاهه امام «المسئولين» وتوقع كل سوء لانهم هم قد يكونون ضحية وشايتك حسب طريقتك الجهنمية فينالهم الله بعذاب متدرج من عنده قد لا يفطنون له حتى ينالهم العذاب بحس معلوم ،وارى لك بعد ذلك الفزع الى الله بطلب عفوه والتأدب بأدب سورتي «يوسف» و «الفرقان»، وما قمت به تجاهه كان قد يكفيك بعضه حتى تنفس عن نفسك، لا ان تمشي وتضرب ثم الآن تثوب وتفزع، لقد كان بامكانك ان تجعل الباب مفتوحاً فتنظر مثلاً ما سوف يكون ولو بعد خمسين سنة لكنك قد عميت عن: فقه الزمن وعدل الله مالك الملك، ولقد انطلقت قبل اربعين سنة على مقدار «خمس وثلاثين» انك تعلقت بآمال عراض ظننتها تكون ضده بكونك كتبت ضده وقتلته في سمعته وترصدته لعله يمرض لعله يموت، لعله يفشل، لعله، ولعله، فأصبحت تضحك منه وان بدا منك الاعجاب، فأنت ذو مرض قد يكون خافياً عليك وان اسقط على غيرك ما اسقط، فالآن تبدو في حال تضحك فيها على نفسك حقاً يقول النميري عن ابي بكر الهداب عن سليمان التنوخي: لما ترصد العقيلي ابن اخيه حمدان بن زيد العقيلي ووشى به الى «المأمون» وبذل جهده مستمراً في هذا مداوماً غدواً وعشياً وشى به بما يمس سياسة الخلافة في فارس، جهده بذله وليله بذله وجندب العقيلي غيره ليشوا بابن اخيه حتى اوغر صدر الخليفة على ابن اخيه فأبعده «المأمون» ونفر منه وحرمه طلباته التي يكتب له فيها، وعلقه عشرين سنة حتى مرض واصيب بالنفرة والقلق، ولم تعبر الايام الا دهراً، ولم يعبر الدهر الا قلة حتى اصيب العقيلي بأوجاع من «نفس» وبدن وتشتت وفساد في دينه ودين ذريته، وظهر ابن اخيه بعد ذلك كفالقة عن الماء القراح، وشاع ذكره بين العالمين ورحل الناس اليه في العراق من الاقطار، وكان مما يقول في ليله وسجوده «اللهم عليك بمن تعدى وجاوز، وقصم اللهم عليك بمن اساء اليَّ وسعى فيَّ، اللهم عليك به في نفسه وعرضه وبدنه اللهم خذ لي منه ومن واكبه وقبل منه، ترى ضعفي وقلة حيلتي وشدة غمي فالامر امرك وحسبي الله ونعم الوكيل». فلعلك تحزم امرك بجسارة وتبين ما قلته في حقه وتوقع اسوأ النتائج بعد ذلك من المسئولين فالسكوت مهلكة وذكرك لهم ما كان مهلكة لكن السكوت عما جرى منك اشد مهلكة وقد قال سبحانه {وّاتَّقٍوا فٌتًنّةْ لاَّ تٍصٌيبّنَّ الّذٌينّ ظّلّمٍوا مٌنكٍمً خّاصَّةْ وّاعًلّمٍوا أّنَّ اللّهّ شّدٌيدٍ العٌقّابٌ }، وانبئك هنا عن حالة {..وّلا يٍنّبٌَئٍكّ مٌثًلٍ خّبٌيرُ } فأنت لو قرأت هذا الجواب مثلاًً قبل اربعين سنة لسخرت وضحكت على فرض انك تصورت انك في حال شباب ومنعة وآمال، وانه كتبه اليك، ومن هنا فتنزيل النفس دائماً منزلة الطرف الآخر تعطيك فسحة للابصار العقلي الكريم، وكم ترى غيرك خلال قرون وقرون وعهود وعهود اصبحوا قصصاً وروايات واخباراً لما بان لكثير منهم عور: الوشاية والظلم المدروس والترصد افاقوا افاقة حرة عالية كريمة،