مع استمرار هطول الأمطار الموسمية على كافة المناطق بدأت تباشير الربيع تكسو الأرض مما نتج عنه ازدهار ربيعي لجميع أنواع النباتات غيّر ملامح المكان السابقة وقلبها إلى منتزه طبيعي رائع. ومن هذه الأماكن التي يحرص أهالي مدينة الرياض على زيارتها «روضة خريم» فيها أودية كبيرة مثل وادي خويش ووادي وثيلان ووادي الثمامة وفيها أشجار سدر وطلح كبيرة إضافة إلى النفل والخزامى وغيرها وهي من أقرب الروضات إلى مدينة الرياض. «الجزيرة» تجولت في هذه الروضة لتنقل صورة حية عن الحركة النشطة التي تشهدها المنطقة وسجلت لقاءات مع عدد من المتنزهين فكانت هذه الحصيلة. مناظر فاقت تصوراتنا أثناء تجوالنا بالقرب من روضة خريم التي تحيط بها الروابي التي غطتها النباتات البرية التقينا بمجموعة من الشباب في نزهة برية في هذه المنطقة حيث قال عبدالله بن عبدالعزيز الحمد قدمنا إلى هذه الروضة عندما سمعنا من العديد من الأصدقاء الذين قاموا بزيارتها وعن الأماكن الجميلة بها إثر هطول الأمطار الغزيرة وقد تم الإعداد لهذه الرحلة مبكرا برفقة العديد من الأصدقاء ولم نتوقع أن نرى مثل هذه المناظر الجميلة. نباتات برية نادرة أما عبدالعزيز بن سعد بن محمد «من مدينة الرياض» الذي وجدناه يلتقط بعض النباتات البرية النادرة التي لم تظهر منذ مدة طويلة في هذه المنطقة فقال: انه بعد هطول الأمطار الغزيرة على المنطقة في الآونة الأخيرة تعددت أنواع النباتات بأشكالها الجميلة وزهورها الفواحة التي من أهمها النفل والزهر والشمطري وغيرها . الروضة مرتع للظباء والغزلان وفي مكان آخر التقينا بمجموعة أخرى من المتنزهين فحدثنا المواطن محمد بن سعد بن محمد عن طبيعة المكان فقال: سهول المنطقة وأوديتها مراع خصبة وواسعة وتعتبر الأماكن المحيطة بروضة خريم بيئة مثالية لتربية الإبل والأغنام مشيراً إلى أن هذه البوادي والمنطقة عموماً كانت مرتعاً للظباء والمها والغزلان والنعام والحباري مؤكدا بأن التنوع النباتي وازدهارها بهذا الشكل جلبا العديد من قاصدي هذه المناطق من أجل الاستمتاع بهذه المناظر الرائعة. موسم للرحلات وفي الجولة استمرت اللقاءات حيث يقول تركي العياف تعتبر هذه الأيام أوقاتاً ممتازة للتنزه لاعتدال درجة الحرارة وتساقط الأمطار مما أضفى جواً من المتعة لذلك ويشير إلى أن هذه الفترة من العام تعتبر موسماً للرحلات بمنطقة الرياض للأجواء الرائعة وتزيد المتعة إبان سقوط الأمطار وفي ليالي البدر حيث تبدو الصحراء في أبهى حللها. نعمة تستحق المحافظة عليها وتحدث عبدالعزيز بن فهد القريني فقال: أحمد الله على هذه النعمة وهذه الروضة الغناء التي توشحت بالعشب الجميل. أما المواطن صالح بن محمد بن نافع النافع فقال انني من هواة الصحاري والزراعة وقد كنت أراقب الأمطار في هذه الروضة الجميلة التي بدأ يكثر فيها الروض وأعشاب النفل والحنوة والخباز والربلة والحوذان والصمعا وكذلك أشجار السدر والطلح وشجيرات الشيح. صورة سريالية رائعة ووصف عايض بن مطلق الشلوي «مدرس» طبيعة روضة خريم فيقول: توشحت المنطقة عقب هطول الأمطار ثياباً خضراء سندسية حيث ازدانت بنبات الحرف الأخضر برائحته النفاذة وزهت من نباتات الربيع وزهوره الموشاة بالخزامى والأقحوان.