الى جانب ما انجزته حكومة خادم الحرمين الشريفين من مشاريع عملاقة في سبيل توفير مياه الشرب الصالحة للمواطنين في مختلف مناطق المملكة باقامة محطات تحلية عملاقة لتزود بمياه الشرب معظم مناطق المملكة وتنفيذ مشاريع لضخ هذه المياه يومياً من البحر الى مدن ومحافظات المملكة واقامة محطات لتنقية المياه غير الصالحة «مياه الصرف الصحي» ومعالجتها والاستفادة منها في الري وغير ذلك بمليارات الريالات. اقامت حكومة الحرمين الشريفين اكثر من 90 سداً في مختلف مناطق المملكة تحتجز هذه السدود اكثر من 800 مليون متر مكعب من المياه يستفيد منها المواطنون في مناطق المملكة للشرب وري المزارع وسقي الماشية والاحتفاظ بالمياه الجوفية في باطن الارض بكميات كبيرة جداً. وللحفاظ على هذه السدود وصيانتها وتشغيلها حتى تظل هذه السدود جاهزة اسندت وزارة الزراعة والمياه مهام ذلك الى شركات كبرى من ابرزها مؤسسة ابن سمار التي تضطلع بصيانة السدود في المملكة وتشغيلها وتنفيذ عمل دوري متواصل لهذه السدود ومرافقها من بوابات ومحابس واعمال انارة وفتح مخارجها طبقاً لبرنامج وتنظيف احواض التخزين وازالة الرسوبيات ومخلفات السيول واجراء الصيانة الطارئة لاصلاح ما يوجد من ملاحظات تحت اشراف ومتابعة وزارة الزراعة والمياه وفروعها المنتشرة في مناطق المملكة. معالي وزير الزراعة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المعمر قال ان مشاريع الخير والنماء تتواصل في هذه البلاد ومن هذه المشاريع تلك السدود التي انشأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين في اطار خطط بعيدة المدى لتوفير المياه للمواطنين في باطن الارض على المدى البعيد جداً من خلال ما تختزنه هذه السدود من كميات كبيرة جداً من مياه السيول بالاضافة الى تأمين مياه الشرب للمناطق وتأمين مياه الري للاغراض الزراعية وتوفير المياه للآبار في المناطق التي تقع فيها مثل هذه السدود. وبرغم ذلك لاتزال يد الخير والعطاء تمتد لمناطق المملكة في كل مكان وتدرس وزارة الزراعة حالياً انشاء عدد جديد من السدود في مناطق مختلفة من المملكة وانتهت دراسات اقامة 10 سدود جديدة سيتم تنفيذها قريباً لما لهذه السدود من اهمية كبرى في كل المجالات في مقدمتها توفير وتأمين مياه الشرب وحماية المدن والقرى من اخطار السيول والحفاظ علي ارواح المواطنين وتنقسم هذه السدود التي انشئت ومن ابرزها سد الملك فهد في بيشة وسد نجران وسد العقيق بالباحة وسد وادي جيزان وسد وادي ابها وسد وادي فاطمة بمنطقة مكةالمكرمة وسد وادي الفرعة بمنطقة المدينةالمنورة وسد وادي ليه بالطائف وسد وادي الحريق بمنطقة الرياض وسد العلب بالدرعية وسد عكرمة الذي يعتبر اول السدود التي انشئت في عهد الخير والنماء بالمملكة وانشئ في عام 1376ه وقد كان لهذا السد دور كبير في حماية مدينة الطائف من اخطار السيول التي كانت تلحق الاضرار بها قبل انشاء هذا السد وهذه السدود التي انشئت بشكل عام تنقسم الى انواع نظراًَ لاختلاف تضاريس المملكة وحجم الاودية ومنها السدود الخرسانية والسدود الركامية والجوفية والترابية ومما لاشك فيه انه عند التفكير في اقامة سد على واد معين لخدمة بلدة او منطقة فان الاساس الذي يتم انشاء السد من اجله يكون هو المؤثر الهام لاقامة ذلك السد الا انه لا يعني مطلقاً انحصار فائدة ومردود اقامة السد علي ذلك الهدف وانما يتحد مع الهدف الاساسي عدد من الاهداف الاخرى وبدرجات تأثير مختلفة وتنحصر الاهداف الاساسية من اقامة السدود فيما يلي: 1- الاستعاضة للمياه الجوفية في منطقة السد وتوفير المياه للآبار في المناطق الزراعية خلف السدود. 2- تأمين مياه الشرب لبعض المناطق من خلال محطات التنقية المقامة على السدود. 3- تأمين مياه الري للاغراض الزراعية بالري المباشر للمناطق الزراعية خلف السدود عن طريق مشاريع الري المنظمة لذلك. 4- حماية المدن والقرى من اخطار السيول وغوائل الفيضانات والحفاظ على ارواح المواطنين وممتلكاتهم. الدراسات والاسس الفنية في اختيار السدود: ويخضع تحديد مواقع السدود وانواعها واحجامها للعديد من الدراسات الفنية المتخصصة والتي تتم من خلال تحديد مواقع ونوعية وطاقة السدود ومن اهم تلك الدراسات وبشكل موجز ما يلي: 1- الدراسات الجيولوجية لتحديد انسب المواقع تبعاً للتكوينات الجيولوجية فيه والتأكد من ثباته وقوة تحمله لاساسات وجسم السد في كافة الظروف سواء في حال امتلاء السد او جفافه وكذلك تحديد الاحتياطات الواجب اتخاذها لضمان سلامة وثبات السد. 2- الدراسات الهيدرولجية لمعرفة كميات السيول المتوقعة ومن ثم تحديد الطاقة التخزينية للسد وحجم مخارجه تبعاً لحجم الوادي وكميات السيول فيه والغرض المقام من اجله السد. 3- الدراسات الطبوغرافية لتحديد موقع السد وبحيرته وحدود حوض التخزين وما قد يوجد من عوائق او مناطق منخفضة ونحوها والاحتياطات اللازمة لتلافيها. 4- دراسات الجدوى الاقتصادية لتحديد الموقع المناسب ونوع السد سواء ترابي او خرساني او ركامي وكذلك ارتفاع السد تبعاً لطاقته التخزينية المطلوبة وذلك بما يضمن تحقيق الغرض الذي سيقام من اجله السد تبعاً لحجم الوادي وموقعه وطبيعة تكوينه. 5- دراسة الآثار البيئية لمعرفة ما قد يترتب على تنفيذ السد من آثار او تغيير لطبيعة الوادي والحياة النباتية والحيوانية فيه ووضع الحلول المناسبة لمنع ما قد يوجد من آثار. انواع السدود في المملكة: نظراً لاختلاف تضاريس المملكة وحجم الاودية فيها فان نوعية السدود المقامة في مناطق المملكة لا تكون في نوعية واحدة محددة ولذلك فانه قد جرى تنفيذ عدة انواع من السدود من الناحية الانشائية لتتلاءم مع طبيعة وتضاريس الوادي المقام عليه السد وتنحصر انواع السدود المقامة في المملكة بالانواع التالي ذكرها: 1- السدود الخرسانية. 2- السدود الترابية. 3- السدود الركامية. 4- السدود الجوفية. كيفية استغلال السدود: وتتم الاستفادة من السدود التي تم تنفيذها في تحقيق الاهداف التي شيدت من اجلها وذلك بتشغيل السدود طبقاً لبرامج التشغيل التي يتم اعدادها لكل سد لتحقيق هذه الاغراض وتبعاً لما تمليه الحاجة في منطقة كل سد وذلك بمتابعة المختصين بوزارة الزراعة والمياه وفروعها، وتخضع برامج تشغيل السدود الى الدراسة والتقييم دورياً بعد كل فترة سيول من خلال المشرفين على عمليات التشغيل. كمية السيول المخزنة: تبلغ كميات المياه التي تستطيع السدود حجزها حوالي 775 مليون متر مكعب. بداية تنفيذ السدود بالمملكة: ان اول سد تم تنفيذه بالمملكة هو سد عكرمة بالطائف وقد تم انشاؤه في عام 1376ه ومن بعد ذلك توالى تنفيذ السدود بمختلف مناطق المملكة بعدما اتضح المردود الايجابي لانشاء السدود. عدد السدود في المملكة العربية السعودية: بالنظر الى مساحة المملكة العربية السعودية واتساعها وما تشمله من العديد من المناطق والتي يتخللها العديد من الاودية الكبيرة والصغيرة فانه يتوجب ضرورة التوسع في اقامة السدود وزيادة عددها لتقابل بذلك التدفق الهائل والكبير من مياه السيول الواردة خلال تلك الاودية للاستفادة منها وللحماية من مخاطرها حيث ان طبيعة المملكة تغلب عليها الاراضي الصحراوية او الجبال الشاهقة وتوجد التجمعات السكانية في غالبيتها على ضفاف الاودية او بالقرب منها لكونها مصدر تجمع المياه.ويبلغ عدد السدود المنفذة بالمملكة حتى الآن 190 سداً منها 59 سداً بالمنطقة الوسطى و 24 سداً بمنطقة مكةالمكرمة و 13 سداً بمنطقة المدينةالمنورة و 53 سداً بمنطقة عسير و 14 سداً بمنطقة حائل و 25 سداً بمنطقة الباحة بالاضافة الي سدي نجرانوجازان والعمل قائم وسيستمر باذن الله في برنامج تنفيذ السدود حيث يحظى هذا البرنامج باهتمام ودعم لا محدود من حكومتنا الرشيدة.اما بالنسبة لاهم السدود فانه لا يمكن تحديد ذلك نظراً لاهمية كل سد منها للمنطقة المقام فيها ويمكن اعطاء الاهمية للسدود ذات التخزين العالي كسد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود علي وادي بيشة والذي يزيد تخزينه على 325 مليون متر مكعب وسد نجران الذي يزيد تخزينه عن 86 مليون متر مكعب وله دور كبير في حماية مدينة نجران من اخطار السيول التي كانت تجتاحها بصفة مستمرة بالاضافة الى توفير المياه الجوفية للمنطقة وسد جازان الذي يزيد تخزينه على 50 مليون متر مكعب ويعمل علي حجز السيول التي تجتاح المنطقة وتصريفها لري منطقة زراعية متكاملة تزيد مساحتها عن 6000 هكتار من خلال مشروع ري متكامل ملحق بالسد وكذلك السدود التي تستخدم لتأمين مياه الشرب كسد ابها وسد العقيق وسدي تربة وعردة الجوفيين «تحت سطح الارض» اللذين تم تنفيذهما في عام 1404ه وهما من اوائل السدود المنفذة في العالم من هذا النوع وكان لهما دور كبير في تأمين مياه الشرب لمدينة الطائف.