قرأت طرحاً للأخت تالة سلمان بعنوان «قلة القراءة بسبب رداءة المقروء»، في مجلة اليمامة بتاريخ 21 ديسمبر 2002م، وقد عرضت الكاتبة طرحها للموضوع بطريقة هادفة، وقدمت للكاتب عدة نصائح حملتها من بلاد العم سام كما أخبرت، وقد اقتنت مجموعة كتب مختلفة من مكتبات أجنبية، فقالت «وقبل أيام كنت في زيارة لإحدى المكتبات الأجنبية في الخارج، وسألت إذا كان هناك كتب تفيد الكتّاب الجدد: «بما ان الكاتب العربي لايزال يعيش على البركة فليس هناك دورات ولا ورشات عمل تساعد الكاتب على تطوير موهبته وصقلها». وتضيف قائلة «فأرشدتني الموظفة إلى جناح كامل يحتوي على كتب تساعد الكتاب الجدد.. اشتريت مجموعة وأخذت أتصفحها.. وإلى الكتاب الجدد أنقل لكم بعض النصائح: «أفضل طريقة لتكون كاتباً ناجحاً ان تقرأ كتابة لغيرك». بينما يقول كاتب آخر ان أهم شيء هو «أن تكون مدركاً وأنت تكتب أن القارئ على الأقل بمستوى ذكائك». «سر الكتابة الجيدة ان تقول أشياء قديمة بطريقة جديدة أو أشياء جديدة بطريقة قديمة». «وإذا كان بإمكانك ان تحذف كلمة.. لا تتردد فالكلمات مثل أشعة الشمس.. كلما كانت مركزة أكثر.. أحرقت أعمق». هذه بعض النصائح التي نقلتها الكاتبة وهي بمنزلة إرشادات لكل من تستهويه متعة الكتابة، وحافز جيد لكتابنا وكاتباتنا الجدد، خاصة ونحن في عالمنا العربي نفتقد هذه النوعية من الكتب التي أخبرت عنها!.. فكم نحن بحاجة إلى إعادة النظر في مكتباتنا العربية مرة أخرى، لأن المكتبات الأجنبية تغري قراءها بمراعاة ايقاع العصر السريع فنجحت في الجمع بين السهولة، والعمق، وكذلك البساطة، وهل نتوقع من شبابنا وشاباتنا ان يتركوا كل مغريات العصر من قتل للوقت وإنترنت، وفضائيات وغيرها!.. لقد رأيتهم متعثرين في قراءة أبي تمام، أو الجاحظ وغيرهم من الشعراء والأدباء القدامى، خاصة وهم يمقتون القراء ويعيشون مع هذا الايقاع، فلو ألبسنا هذا التراث حُلة عصرية وقدمناها للقارئ بأبيات منتقاة في كتاب صغير يسهل على القارئ حمله وقراءته أينما كان لكان أفضل ولابد ان يسبق ذلك دعوة: القراءة للجميع والحث على ذلك دون توقف!. وأخيراً هذه دعوة لكتابنا حتى يصدروا لنا مثل هذه النوعية من الكتاب باللغة العربية ونستمع إلى آرائهم ونصحهم وسيكون مرجعاً جيداً لكل كاتب على عتبات الكتابة!. مرفأ: الكتابة هي أشبه بعملية التنفس وأفضل شيء لصقلها.. التجربة.. وسر الكتابة يكمن في ان يكون لديك شيء تريد ان تقوله بأبسط أسلوب وبشكل واضح ممكن ولكن، يسبق الزاد الثري من القراءة.. وإتقان لغتنا الجميلة!.