ألا تلاحظ أن الكثير منا يريد أن يصل إلى هدفه وبسرعة حتى ولو كان هذا الهدف على حساب الآخرين.. يريد بلاعطاء- يريد أن يرتفع بلا جهد- يريد أن ينتصر بلاكفاح- يعرف حقه فقط دون أن يحدد حجم واجباته، ومن هنا تظل قدراتنا حبيسة الخوف والقلق.. ترى ماذا يمكن أن يحدث..؟؟ * ولكن اعلم: أننا لو حاولنا.. أن نواجه أنفسنا وقيمنا بالحقيقة المجردة من الهوى والأنانية.. دون خوف أوضعف، قطعاً أشياء كثيرة ستحدث!!؟ * أشياء كثيرة تتلاحق.. تتزاحم- تريد الإجابة.. إن الباحث عن لقمة العيش وسط الخوف والترقب والعوز واليأس.. هو مناضل يزاحم الحياة بكل تراكماتها وأخطائها حتى دون أن يدري أحياناً أنه يفعل ذلك!! * وفي ظل هذا الخوف والتوجس في هذه الحياة.. وكفاحنا فيها- توقع بل تأكد أخي العزيز أن الإبداع مثلاً.. لا يمكن أن يتحقق في ظل هذا الخوف والتوجس بل لابد من ضمانات لحرية التعبير ذلك أن المواجهة الحتمية والحقيقية لأية مشكلة فكرية هي رسالة.. ولنفرض أنها في رسالة الصحافة نجدها لا تتغذى من ترف الواقع، وإنما تنبع من قناعة العدالة وصدق الوضوح.. لذلك أرى في وجهة نظري أن أي مشكلة يمكن أن تثيرها الصحافة في هذه الحياة لابد أن تنطلق من واقع المعاناة والقصور.. ومن هنا تبرز قدرة الصحفي في فن اللفظ والأداء والتصور، ولنعلم أن الكلمة قد تبني وقد تهدم ولكي نبني بالكلمة صرحاً للحقيقة لابد أن نستوعب مسؤوليتها أمانة وصدقاً.