عبّر الرئيس الامريكي جورج بوش عن «خيبة أمله» من قرار ألمانيا وبلجيكا وفرنسا عرقلة تقديم مساعدة من حلف شمال الاطلسي لتركيا في حال اندلاع حرب في العراق، لكن واشنطن سعت في الوقت نفسه الى التقليل من خطورة هذه الأزمة. وفي تصريحات تستهدف فرنسا بالتحديد، قال بوش إن هذا الموقف ينم عن «قصر نظر». وأضاف الرئيس الامريكي خلال استقباله رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد في البيت الابيض «أشعر بخيبة أمل لأن فرنسا تمنع الحلف الاطلسي من مساعدة بلد مثل تركيا على الاستعداد». وأضاف «لا استطيع تفهم هذا القرار الذي يؤثر سلبا على الحلف الاطلسي»، معبرا عن أمله في أن تقوم فرنسا «بإعادة النظر» في موقفها، وتحاول الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي من خلال اجتماع آخر رأب خلاف شديد بشأن الاستعدادات لشن حرب على العراق وهو خلاف هز أركان أكبر وأقوى تحالف دفاعي في العالم، فيما رأت صحيفة بريطانية ان موقف باريسوبروكسل الذي انضمت اليه ألمانيا، شكل صفعة كبيرة لواشنطن وبالتالي للندن حليفتها الرئيسية في ملف العراق. ومن ناحية اخرى وضعت فرنسا وروسيا وألمانيا في باريس خطتها البديلة لخطط الحرب الامريكية المتمثلة في تكثيف عمليات التفتيش عن السلاح في العراق وبذل المزيد من الجهود الدبلوماسية وإتاحة المزيد من الوقت، والدول الثلاث اعضاء في مجلس الامن وتتمتع فرنسا وروسيا بحق النقض «الفيتو» الذي يمكنه ابطال اي قرار من الاممالمتحدة يصرح بالحرب. لكن الولاياتالمتحدة لم تستخدم كلمة «أزمة» مفضلة انتظار الموقف النهائي الذي سيعتمده الحلف.وفي بروكسل عبر دبلوماسي رفيع المستوى عن أمله في ان يتمكن الحلف من التوصل الى تسوية للخروج من المأزق . وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ريتشارد باوتشر ان «المسألة تكمن في معرفة ما سيفعله الحلف في ما يتعلق بالمادة الرابعة من ميثاق تأسيسه». وكانت تركيا تذرعت بهذه المادة التي تقضي باجراء مشاورات بين اعضاء الحلف عندما يرى أحدهم ان «سلامة أراضيه» و«أمنه» مهددان. ورأى باوتشر ان «احترام» حلفاء الولاياتالمتحدة في الحلف «لمسؤولياتهم الاساسية ضروري»، مشيراً الى ان «الغالبية الكبرى» من دول الحلف، اي 16 من أصل 19 بلدا، وافقت على خطة مساعدة تركيا. وأضاف ان الحلف «يجب ان يتوصل الى تسوية الآن حول هذه النقطة لكن المناقشات مستمرة ونعتقد انه من الممكن للحلف التوصل الى اتفاق». وصرح مسؤول أمريكي طلب عدم كشف هويته «نحن على وشك الاتفاق». وكان السفير الامريكي في الحلف نيكولاس بيرنز صرح ان الحلف يواجه «أزمة مصداقية». وطلب وزير الدفاع الامريكي كولن باول الاثنين من الحلف الاطلسي تقديم مساعدته لتركيا معبراً عن امله في أن «تدرك الدول الاعضاء الآن ان من واجبها مساعدة عضو في الحلف طلب المساعدة». من جهته، رأى وزير الدفاع دونالد رامسفلد ان فرنسا وبلجيكا والمانيا «ترتكب خطأ مؤسفاً» بعرقلة الموافقة على قرارات الحلف. ومن جانب آخر حذّر احد المستشارين الرئيسيين في وزارة الدفاع الامريكية «البنتاغون» فرنسا من ان نفوذها سينحسر داخل الحلف الاطلسي خصوصا حول المسائل العسكرية بسبب معارضتها شن هجوم ضد العراق. وقال ريتشارد بيرل وهو مستشار مقرب من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ومقرب كذلك من الصقور في الادارة الامريكية «ان فرنسا لا تشارك في النشاطات العسكرية للحلف الاطلسي وهي لا تتحمل اي مسؤولية ولكن هذا لا يمنعها من استعمال حق النقض». وأضاف في تصريح لشبكة «سي ان ان» التلفزيونية الامريكية «يمكننا بالتأكيد ان نكف عن التساهل في ما يتعلق بالموقع المميز التي يحتله الفرنسيون (في الحلف الاطلسي) موضحاً «اننا نتساهل معهم منذ وقت طويل وهكذا يشكروننا هم على تسامحنا».