رحمك الله فقد كنت فريداً في عملك، في عطائك، في أريحيتك، رحمك الله.. فقد عملت كثيراً لفقراء المسلمين، رحمك الله حيث أسست للمسلمين أوسع ميدان لإغاثتهم، فقلدك الآخرون. د.فريد بن ياسين قرشي (الأمين العام السابق لهيئة الإغاثة الإسلامية الإنسانية العالمية)، الشاب الذي عاد من دراسته العليا، ليحمل همّ ضعفاء المسلمين، ويعلن رسالة اغاثية عالمية فريدة، فنقل العمل الإغاثي من غرفة صغيرة ملحقة بنشاط رابطة العالم الإسلامي، إلى مؤسسة إغاثية إسلامية انسانية عالمية، لامست جراح أيتام المسلمين، وأنّاث الثكالى والأرامل والعجزة والمسنين، مؤسسة نقلت العمل الخيري الاغاثي السعودي إلى أفسح مجال في العالم، ومن ميدانه العملي الضيق إلى آفاق أرحب وأشمل وأوسع، فأصبح العمل الخيري (الذي لا تغيب عنه الشمس)، عمل فريد فريداً قرابة عقدين من الزمن في هذا الميدان الصعب، فتعلمنا منه روح البذل وميادين العطاء، استثمر كل شاردة وواردة من مجالات العمل ووظفها لفعل الخير، كانت له نفس وثابة تتجاوز الحدود الضيقة التي قيدت الآخرين فعطلوا كثيرا من ميادين الخير. انه النجاح في أسمى مطالبه، والاستثمار الخيري في أرقى معانيه، فكان للرجل أن يتوقف بعد أن أسهم في رفع المعاناة عن الملايين، وسهر مواصلاً العمل؛ ليناموا مطمئنين، وتوقف الرجل (فريداً) مرة أخرى ولكن بلا عودة لميدان الدنيا الذي انقطع عنه ليلحق بميدان أخروي أسأل الله تعالى ألا يحرمه أجر السعي والبذل في الخير، وأن يتقبل منه. أما توقفه الأول: فقد كان قسراً، فويلٌ لمن كانت له فيه ضغينة حاسد. وأما توقفه الآخر: فلا ثالث له، وعقباه فيه الدعوة بالرحمة والمغفرة والرضوان، وأن يلهم من وراءه الصبر والسلوان. وإن للرجل حقا على مؤسسته: (هيئة الإغاثة الإسلامية) أن تنشئ له عملا خيريا يحمل اسمه، ويحفظ جهده، ويبقى على أثره، ويكون له أجره، فهذه سمة الصالحين الحافظين لبذل الباذلين. والله سبحانه المستعان.