حلقات أعدها : عبده جعفر- سعيد آل جندب ننتقل بكم اليوم عبر حلقات حدود الوطن إلى القحمة تلك المدينة الساحلية على البحر الأحمر والتي لعبت دوراً استراتيجياً بموقعها المميز كميناء مهم للمنطقة الجنوبية قديماً.. وما تتميز به من طابع معماري خاص. القحمة التي كانت تعرف قديماً باسم جبل «الوسم» الذي يشتهر به ميناء القحمة وتحيط به المياه من كل مكان ويعتبر مصداً للأمواج والرياح التي تعكر صفو المراكب الراسية والسفن وتقع القحمة في الجنوب الغربي لمدينة أبها بمسافة 180كم على خط طول «17 ،58» ودائرة عرض «41 ،40» وهي عبارة عن سهل منبسط ممتد على ساحل البحر الأحمر مباشرة ويحدها من الغرب البحر الأحمر حيث تمتد المباني على ساحل البحر الأحمر ومن الجنوب يقع الشقيق والحريضة ومن الشرق تحدها هضبات مرتفعة تتصل بجبال السروات ومن الشمال البرك. ومناخها شديد الرطوبة والحرارة صيفاً ومعقول شتاء ويعتبر منتجعاً شتوياً لأهالي منطقة السراة الباردة. ويعتبر ميناء القحمة منفذاً لأقليم عسير حيث اتخذه سكان رجال ألمع ميناء لهم لكثرة عددهم بالنسبة لقبائل عسير وأنشطتهم اشتغالاً بالتجارة وكان لموقع القحمة على طريق الحج أهمية تاريخية لأنها تمثل همزة الوصل بين الحجاز واليمن حيث اكتسبت مكانة اقتصادية وسياسية. وتختلف في عرضها باختلاف السلاسل الجبلية وبعدها عن البحر. المساكن وتتكون منازل السكان في القحمة من الأحجار المتباعدة ولم تنتشر إلا في السنوات الأخيرة وقديماً كانت تبنى المنازل من خشب الأراك المغطى بالحزم من الأعشاب والخشب على شكل أكواخ وتسمى «العشة» وتزين من الداخل بالقش الملون والزخرفة الفنية وقد وصف أحد الرحالة الأجانب هذه المباني فقال مباني السواحل عبارة عن أكواخ مستديرة من القش ولها أسقف مدببة وأراضيها مطلية بالطين وبها مكان مرتفع في الوسط كموقد للنار. السكان ويمارس السكان مهنة الزراعة والرعي والصيد والتجارة وبعض الحرف البدائية والصناعية وكون القحمة ساحلية فقد أكسبها مكانة اقتصادية بين القوى المتصارعة في ذلك الحين مثل العثمانيين والايطاليين والاشراف والأدارسة وحكام عسير التي كانت تعتبر بوابة لمنطقتهم على البحر الأحمر. وكانت السفن والمراكب الصغيرة تغادر إلى عدن وجيبوتي والسودان ومصوع بالصادرات ثم تعود بالواردات التي تحتاجها المنطقة كالسمن والتمر والجلود المدبوغة والذرة والدخن والسمسم والعسل. أما الواردات فهي السكر والأرز والقماش وصفائح البترول والبنادق والعطور وأدوات الطبخ والبن ولم يكن لها قديماً عملة موحدة للتداول عدا الريال الفرنسي «مارياتريز» والذي يساوي اثني عشر قرشاً عثمانياً وهي عبارة عن قطعة نقدية من الفضة ضربت في النمسا وكانت تستعمل على نطاق واسع في شبه الجزيرة العربية وشرق أفريقيا وكذلك الجنيه الانجليزي الذي يعرف بأبو خيال ويساوي 120 قرشاً عثمانياً آنذاك والروبية الهندية التي كانت تعرف بالبقش وكان يستخدم المد والصاع والرطل. أما المقاييس فالذراع في قياس الأقمشة والأرض بالمعاد ويساوي 60 متراً إلا أن التجارة في هذه المنطقة قد تأثرت كثيراً نتيجة الحرب العالمية الأولى.وبعد دخول منطقة عسير تحت الحكم السعودي بدأ الاستقروالتنظيم فالملك عبدالعزيز - رحمه الله - اهتم بمصالح البلاد وتنظيم الموانئ التي تشرف على منطقة عسير فاهتم بميناء القحمة والشقيق وشملها الاصلاح لأهميتها الاقتصادية والسياسية بالنسبة لموقعها الحدودي البحري لتجارة منطقة عسير حيث هو المدخل لواردات المنطقة. وقد وضع الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ضوابط واصلاحات مالية وإدارية لهذه الموانئ. 1- يجب على كل السفن والزوارق تقديم الأصل لدائرة الرسوم الجمركية. 2- ضبط أوراق السفن الشراعية حال وصولها إلى الميناء ومعرفة ما بداخلها من بضائع وتحديد رسوم الجمارك. 3 ارسال الأوراق بعد انهاء المعاملة للنيابة. 4- لا يجوز اخراج شيء من حاصلات البلاد إلا بعد التأشير عليه من مأمور الاحصاء. 5- رفع بيان للنيابة العاملة بالصادرات والواردات من البضائع على اختلاف أنواعها وأوصافها خلال خمسة عشر يوماً. وقد كانت الجمارك على الواردات على النحو التالي: 75% على العطور، 25% على المنسوجات، 20% على الزجاج والحديد والأخشاب والنحاس، 50% على البترول، 15% على المنسوجات القطنية والصابون، 12% على السمسم والزيت والسكر والغاز والسمن والدقيق والشاي و10% على الغلات والأرز والدقيق والحنطة. وحظيت القحمة بأول زيارة للملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - عام 1372ه قبل خمسين عاماً عن طريق مينائها البحري عندما أمر - رحمه الله - بافتتاح مركز للإدارة ومركز أمني وقد نقلت تبعية القحمة قبل أكثر من عامين إلى إمارة منطقة عسير وها هي اليوم تزدان بالتطور والاهتمام من قبل الحكومة الرشيدة بأبنائها المواطنين وتفقد أحوالهم وتوفير جميع مستلزمات الحياة لهم من طرق ومدارس تعليمية للبنين والبنات ومراكز صحية وخدمية متعددة . الموقع الجغرافي: وتقع القحمة في الجزء الشمالي من منطقة عسير وتبعد عن مدينة أبها بمسافة 160 كم وترتبط إدارياً بامارة منطقة عسير وتقع على الطريق الساحلي المؤدي إلى مكةالمكرمة ويبلغ عدد سكانها 37 ألف نسمة يسكنون أكثر من 96 قرية وهجرة ويعتمد السكان على تربية الماشية وصيد الأسماك والعمل في مجال التجارة والزراعة وتبلغ مساحة القحمة والقرى التابعة لها 2520كم مربع وحدود مركز القحمة على النحو التالي:من الشمال مركز ذهبان ومن الجنوب مركز الحريضة ومركز بحر أبو سكينة ومن الغرب البحر الأحمر ومن الشرق بحر أبو سكينة.ويحيط بالقحمة جبال شاهقة أهمها جبل الوسم الذي يعتبر معلماً من معالم المدينة ويتبعها عدد من الجزر البحرية التي يرتادها بعض السياح وهواة البحر ويتم الوصول إليه بواسطة القوارب التجارية أما الصيادون فإنهم يقضون معظم أعمالهم بتلك الجزر بحثاً عن الأسماك. وتبعد القحمة عن خط الملاحة الدولي 80 ميلاً بحرياً وكانت القحمة الميناء الأول للمنطقة الجنوبية حيث تصل إليها المواد الغذائية والبترولية والبضائع المتنوعة بواسطة السفن التجارية مما جعلها آنذاك مركزاً تجارياً مهماً لتسويق السلع وتبادل التجارة بالاضافة إلى كونها ممراً للحجاج القادمين من اليمن ومن دول جنوب قارة آسيا عن طريق البحر والبر وذلك منذ العصور القديمة ومازالت الشواهد قائمة مما يدل على أهمية المدينة ومكانتها الاقتصادية لوجود المباني الأثرية التي كانت مقراً لإدارة الميناء والجمارك وفرع المالية والجوازات وخفر السواحل والشؤون البحرية والمراكز الأمنية الأخرى. وسكان القحمة يمثلون أصل قبيلة المنجحة التي تنتشر فروعها في كل من محايل ومركز بحر أبو سكينة ومركز قنا وقد ورد في المعجم الجغرافي للبلاد العربية ان القحمة بلدة ساحلية مر بها الملك فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - عندما كان يقود الحملة العسكرية إلى جنوب المملكة وحظيت القحمة بزيارة الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - عندما كان قادماً من جدة عن طريق البحر وقد نزل بالقحمة وزار مقر الامارة والمحكمة والتقى بالمواطنين وأمر ببناء مسجد جامع بمدينة القحمة على نفقته الخاصة وما زال المسجد يحمل اسمه حتى الآن.تم تأسيس مركز القحمة في عام 1340ه تقريباً وفتح المحكمة الشرعية في عام 1343 ثم الشرطة ثم أخذت الإدارات الحكومية الأخرى يتوالى فتحها تباعاً ويذكر كبار السن أن إمارة القحمة كانت موجودة قبل هذا التاريخ وذلك منذ بداية القرن الثالث عشر الهجري حسب المعلومات المتناقلة من السلف للخلف وكانت امارة القحمة آنذاك تتبع المخلاف السليماني قديماً ثم امارة منطقة جازان وبالتالي تم تصنيفها إلى مركزاً وربطها إدارياً بمنطقة عسير وذلك في مطلع عام 1420ه ضمن المراكز الواقعة على الساحل الغربي يوجد بها سوق أسبوعي يوم الأربعاء من كل أسبوع يأتي إليه سكان القرى المجاورة وعابرو الطريق الرئيسي المتجه إلى مكة وتجارة صيد الأسماك وتصديره للمدن الكبيرة تمثل الحركة التجارية. الإدارات الحكومية بالقحمة وتاريخ نشأتها: 1- مركز القحمة تم تأسيسه عام 1340ه. 2- المحكمة الشرعية تم فتحها عام 1343ه. 3- مركز الشرطة عام 1364ه. 4- قيادة حرس الحدود بالقحمة عام 1399ه ويرتبط به عدد من المراكز المجاورة للقحمة وكان يوجد خفر للسواحل والموانئ تابعة للمنطقة الغربية قبل تأسيس قيادة حرس الحدود الحالية منذ عشرات السنين حسب الخطابات التي عثر عليها بمركز القحمة. 5- مركز الشرطة العسكرية تم ايجاده عام 1420ه.: 6- قسم للشؤون البحرية. 7- مركز للرعاية الصحية منذ عام 1370ه. 8- مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منذ عام 1373ه. 9- فرع وزارة الزراعة «قسم بيطرة»عام 1415ه. 10- مكتب للدعوة والارشاد. 11- ناد رياضي. 12- مراقب للأوقاف. 13- عشرون مدرسة للبنين والبنات في مختلف المراحل الثلاث «الابتدائي، المتوسط، الثانوي» وأول مدرسة ابتدائية للبنين فتحت عام 1372ه وتسمى مدرسة الشاطي الابتدائية. الجزر البحرية: * جزيرة كدميل: وهي عبارة عن جبل بركاني تحيط به الرمال الناعمة وتحتضنها مياه البحر من جميع الجهات وتبلغ مساحتها «5» كم تقريباً وتبعد عن شاطئ القحمة مسافة نصف ساعة بالقارب وتقع جنوب غرب القحمة. * جزيرة سمر: وهي عباة عن رمال وشواطئ يحيط بها البحر من جميع الجهات وفيها يتم صيد الأسماك بكميات كبيرة وتبعد مسافة ساعتين بالقارب غرب مدينة القحمة ومساحتها «6» كم مربع تقريباً. * جزيرة السحل : وتبعد مسافة «5» كم مربع إلى الشمال الغربي من القحمة وتتميز بكهوفها الطبيعية التي قامت بفعل نحت الأمواج لها مما جعلها تشكل صورة جمالية رائعة. * جزيرة أم قشع: وهي غرب القحمة وتحيط بها مياه البحر من جميع الجهات. * جزيرة أم عقام: وهي غرب شمال القحمة وتبعد مسافة ساعتين بالقارب وهي رملية وتحيط بها أشجار الحمض والشورى. * خور القضبة: ويبعد عن القحمة حوالي «5» كم جنوباً تأتي إليه الطيور بشتى أنواعها من الجزيرة العربية وقارة أفريقيا. * شاطئ الميناء: ويتميز بخلوه من الشعب المرجانية ورماله الذهبية وهو من أجمل الشواطئ بالقحمة مما جعله مكاناً مناسباً للسباحة. «مشروع»خيرية الأمير سلطان بالقحمة: وتبلغ مساحة مشروع خيرية الأمير سلطان بالقحمة 187000 متر مربع ويتكون من العناصر التالية: 1- الوحدات السكنية: يتكون المشروع من 100 فيلا سكنية روعي في تصميمها وتنفيذها أن تفي بحاجات ومتطلبات ساكنيها من حيث جودة السكن تصميماً وتنفيذاً لذا فقد روعي توفر الخصوصية المطلوبة، فنجد أن كل وحدة سكنية مقامة على أرض مساحتها 600 متر مربع محاطة بفناء من جهاتها الأربع وتشمل كل وحدة سكنية مجلساً للرجال وآخر للنساء، صالة للطعام، مطبخاً، 3 غرف نوم، 3 دورات مياه، خزان مياه أرضياً، وآخر علوياً، والممرات الداخلية، هذا ومن جهة أخرى فإن الفلل مرتبطة بساحة خصصت مواقف لسيارات الساكنين وزائريهم ومن جهة أخرى مرتبطة بأربع حدائق داخلية خصصت كحدائق وملاعب للأطفال بعيداً عن حركة السيارات وتحت الاشراف المباشر من ذويهم بالاضافة إلى استخدامها للنشاطات الاجتماعية المختلفة كما ارتبطت الفلل ببعضها البعض وبكافة المرافق الأخرى داخل المشروع بواسطة ممر المشاه الرئيسي حيث يستطيع الماشي الوصول إلى أي منطقة للمشروع بعيداً عن حركة السيارات. 2- مدرسة البنين: وتتكون المدرسة من 12 فصلاً دراسياً كل فصل يستوعب 30 طالباً، مختبر، مكتبة، غرف مدرسين، مكاتب إدارية، مقصف، تربية رياضية وفنية، الملاعب الرياضية، فناء داخلي بمساحة 400 متر مربع، سكن للحارس بالاضافة إلى الخدمات المساندة الأخرى من دورات مياه وخلافه. مدرسة البنات:وتتكون المدرسة من 12 فصلاً دراسياً كل فصل يستوعب 30 طالبة، مختبر، مكتبة، مكاتب إدارية، مقصف، تربية فنية، التدبير المنزلي، غرف المدرسات، فناء داخلي بمساحة 400 متر مربع، سكن للحارس بالاضافة إلى الخدمات المساندة الأخرى من دورات مياه وخلافه. 3- المركز الصحي: ويتكون من استقبال، صالة انتظار للرجال وأخرى للنساء، عيادات للرجال وأخرى للنساء، عيادة أشعة، عيادة أسنان، غرفة للضماد والعلاج للرجال وأخرى للنساء، صيدلية، مختبر، مكاتب بالاضافة إلى سكن للممرضات مكون من صالة معيشة وغرفتي نوم ومطبخ ودورة مياه، وسكن للحارس وموقف للاسعاف، هذا بالاضافة إلى الخدمات المساندة للمركز من دورات مياه وخلافه. 4- المركز الاجتماعي: ويتكون من عدد 6 فصول تتسع ل «24» طالباً وطالبة، مطبخ تدريبي، مكتبة مكاتب الإدارة ساحة ألعاب للأطفال وغرفة للحارس وبالاضافة إلى الخدمات المساندة من دورات مياه وخلافه. 5- المسجد: ويتكون من مصلى للرجال بسعة 500 شخص، مصلى للنساء سعة 100 شخص بالاضافة إلى الخدمات المساندة من دورات مياه وأماكن للوضوء وخلافه. المساحة الاجمالية للمباني 23 ،500 متر مربع، وأطوال الأسوار للفلل والمرافق 10 ،000 متر طولي. 6- الأعمال الخارجية: أ) الحدائق: يحتوي المشروع على أربع حدائق مساحة كل منها 3600 متر مربع خصصت كحدائق وملاعب للأطفال مرتبطة مباشرة بالفلل السكنية بعيداً عن حركة السيارات بالاضافة إلى عدد أربع حدائق أخرى بمساحة 3000 متر م ربع. ب) مواقف السيارات: ترتبط كل مجموعة من الفلل بساحة مخصصة كمواقف للسيارات للساكنين وزائريهم مساحة كل ساحة 1600 متر مربع وتستوعب عدد 25 موقفاً وبعدد 12 ساحة أي بمعدل 3 مواقف لكل فيلا هذا بالاضافة إلى توفر العدد الكافي من مواقف السيارات لجميع المرافق الخدمية من مدارس والمركز الصحي والاجتماعي والمسجد وتبلغ المساحة الاجمالية لمواقف السيارات المرصوفة بالمشروع 23000 متر مربع. ج) ممرات المشاة والأرصفة: لقد روعيت سلامة المشاة داخل المشروع حيث يستطيع الماشي الوصول إلى أي منطقة للمشروع من خلال ممر المشاة الذي يخترق المشروع من شماله إلى جنوبه بطول 1 كم مارا بجميع عناصر المشروع من مرافق المدارس، المسجد، المركز الاجتماعي، المركز الصحي، الحدائق، بالاضافة إلى الأرصفة المحاذية للطرق ومواقف السيارات والحدائق وبمساحة اجمالية 16000 متر مربع تقريباً. د) الطرق المرصوفة: تبلغ المساحة الاجمالية لأعمال رصف الطرق بالمشروع مساحة 40000 متر مربع تقريباً.هذا ومن جهة أخرى فقد تم توفير الانارة الخارجية لجميع عناصر المشروع من طرق ومواقف للسيارات وحدائق وممرات مشاة.