يوافق يوم الأحد الأول من شهر ذي الحجة 1423ه الثاني من شهر فبراير 2003م الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للأراضي الرطبة، وتشارك الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في هذا الاحتفال من خلال عدد من الفعاليات وبهذه المناسبة أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل العضو المنتدب للهيئة على أن المملكة أدركت أهمية هذه الموائل الطبيعية للبشرية وللحياة الفطرية، وقد ضمت محمياتها عددا من هذه المواقع ذات الأهمية الوطنية والدولية وما زالت تجرى الدراسات والبحوث لإعداد استراتيجية وطنية لحماية الأراضي الرطبة بالتعاون والمشاركة مع العديد من الوزارات والهيئات الحكومية والأهلية. وأوضح د. عبدالعزيز بن حامد أبو زنادة أمين عام الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها أن الأراضي الرطبة تعد من أهم البيئات المنتجة حول العالم، كما أنها تعتبر مهدا للتنوع الأحيائي (البيولوجي)، فهي تمد العديد من الكائنات الحية بما في ذلك الإنسان بالغذاء، والماء وكثير من الاستخدامات الأخرى كالسياحة والترفية، وكونها من التراث الوطني والعالمي ومعامل طبيعية للدراسات، كما أنها موطن لمئات الأنواع من الأحياء الفطرية من الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والحشرات واللافقاريات وخاصة الطيور المائية المهاجرة والمقيمة. وأضاف د. أبو زنادة أن الأراضي الرطبة تشمل السبخات والمستنقعات والبحيرات والسهول الفيضانية وبيئات غايات المانجروف والقرم والقندل، وعامة تحتوي على مياه عذبة أو مالحة جارية أو راكدة، دائمة أو موسمية، وقد تتكون الأراضي الرطبة بصورة طبيعية أو ربما نتيجة عن الأنشطة البشرية، كما تعد المناطق الشاطئية التي لا يزيد فيها عمق المياه عن ستة أمتار في حالة (الجزر) أي انخفاض مياه البحر ضمن هذه البيئات. وعلى الرغم من أن المملكة ليست عضواً حتى الآن في الاتفاقية، إلا أن مجلس إدارة الهيئة الموقر قد تنبه لأهمية هذه المواطن ووجه باتخاذ التدابير اللازمة لحمايتها من خلال شبكة المناطق المحمية المعلنة حيث بها ثلاث محميات تحتوي على هذه البيئات وهي محمية جزر فرسان ومحمية الجبيل لحماية هذه البيئات مثل هيئة تطوير وتعمير الرياض والتي تقوم بجهود لحماية منطقة الحائر ووادي حنيفة، وهناك الهيئة الملكية للجبيل وينبع والتي تشرف على سبخة الفصل في مدينة الجبيل، ومنطقة أبو علي والتي تعد من أهم المناطق البيئية للطيور المهاجرة والمقيمة، كما تقوم شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو) ببذل جهود مشابهة لحماية هذه البيئات. وأبان د. أبو زنادة أن مجلس إدارة الهيئة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام قد وافق على اتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة لحماية تلك تلك المواقع والرفع في ذلك للمقام السامي الكريم، كما قامت الهيئة في إطار هذه التوجيهات الكريمة بإجراء دراسة مسحية تفصيلية للأراضي الرطبة في المملكة حيث اشتملت على ما يزيد عن 22 موقعاً موزعاً في مختلف مناطق المملكة تمهيداً لإعداد استراتيجية وطنية للمحافظة على الأراضي الرطبة في المملكة وأكد د. أبو زنادة أن المحافظة على الأراضي الرطبة تتطلب التعاون بين كافة الجهات ذات العلاقة ويجب أن يكون جهداً مشتركاً تساهم فيه كافة الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية إلى جانب مساندة عريضة من المواطنين لتلك الجهود. وأكد د. أبو زنادة أن الهيئة تعد الآن لإنتاج فيلم وثائقي حول الأراضي الرطبة في إطار سلسلة من الأفلام التسجيلية والثقافية التي تعتزم انتاجها في الشهور القليلة القادمة بالتعاون مع وزارة الإعلام وشركة سابك، كما سيتم إعداد عدد خاص من مجلة البيئة والحياة الفطرية العربية «الوضيحي» حول الأراضي الرطبة، كما سيتم ادراجها في حملات التوعية البيئية التي تقوم بها الهيئة، واعداد عدد من الكتيبات والمطويات والملصقات الجدارية للتعريف والتوعية بهذه الموائل الهامة للبشرية والحياة الفطرية على حد سواء.