كنت ومازلت وسأظل أعود إليك.. ألقي إليك بهمومي.. أسند رأسي على كتفيك.. أتنهد وأغمض عيني حتى أنسى الدنيا بأسرها وشباكها.. أنسى الحزن الدائم على طريق أيام مجهولة الاسم والعنوان.. إليك يا أمي.. يا من جعلت الدنيا ذات روعة ومأوى يأوي إليه كل قلب يشتكي... أمي الحنون.. يا أرق وأعذب مخلوق ملك قلبي طوال الدهر.. يا أول وآخر حب في قلبي دونك يهون صوتي.. ولا يصبح للحياة مذاق.. يا من رددت الأغاني لك.. وجددت الأماني بك... أمي الحنون.. يا من تدفئين قلبي بحنانك.. فلا أسعد إلا بجوارك... أنت عطر حياتي الأزلي الفواح.. يسترسل في داخل قلبي المثخن بالجراح... أنت يا من تزرع في حياتي الأفراح.. فربما لا أشكي لك كل مايدور بوجداني.. ولا أقاسمك متاعبي.. ولا أصارحك بحنيني لأيام قد مضت.. ولا أبث لك كل مايرهقني... ولكن أشعر بأنك تدركي ذلك في داخلي وإن لم أبوح لك.. أمي الحنون.. سأظل أعود إليك لألتقي بذاتي.. ألتقي بحبك المنسدل أبداً على عمري... أمي الحنون.. أنت أجمل هدية وهبني إياها الرحمن.. فأنتِ واحة عمري... واحة الأمان التي يهرع إليها قلبي بعد ان مزقت السهام... فأنت عمري.. نقطة الانطلاق.. ونقطة النهاية.. ورضاك الهدف الذي تتطلع إليه أحلامي.. أمي.. إني أتعب.. أتمزق.. أتجرح... وبلمسة حنان من حنانك تشفى كل جراحي... ويتجدد الأمل في حياتي.. لذلك سأعود إليك من فرط دموعي حاملة لك كياني ومشاعري فلا حرمني الله منك.. شي في الوجدان: أمي خليج قلبك الدافئ يكتب لي الأمل الباسم ليومض نوره من خلال الأمل الطاغي... وهو متكئ على أكتاف دهري.