أكثر من وسيلة جراحية اعتمدت منذ سنوات لعلاج البهاق جراحيا ودائما كانت الفعالية محدودة الى حد كبير لوجود عراقيل تقنية وبيولوجية. وكان رد الفعل لدى بعض الاطباء تجاه هذه الوسيلة اما الرفض التام وهذا في الغالب بسبب عدم المعرفة الدقيقة لهذا العلاج وذلك لأن اجراءها يقتصر على عدد محدود من المراكز الطبية ولندرة الابحاث حولها أو مبالغة بعض الاطباء في توقعاتهم بالنسبة لنتيجة العلاج الجراحي للبهاق بحيث اصبح الخيار الاول وللأسف. والتوسط في مثل هذا الأمر مطلوب، وقد وضعت قواعد ثابتة لمن يستحق هذا النوع من العلاج من اهمها ان يكون المرض ثابتا وليس منتشرا وتكون اماكن الانتشار محدودة وصغيرة وكذلك يعطي دائما خيار الأدوية و العلاج الضوئي اولا اي الاشعة فوق البنفسجية خاصة الاشعة الضيقة (ناروباند). وبسبب سوء الاختيار فقد شاهدت حالات تعاني من بهاق وانتهت بعد الاجراء الجراحي وهي تعاني من بهاق اضافة الى ندبات لا يمكن علاجها، ويجب اعطاء الشرح الوافي للمريض قبل العملية. ولابد لي من الاشارة الى احدث هذه العمليات الجراحية الواعدة والتي لا تجرى الا في أماكن محدودة جدا في العالم الا وهي زراعة الخلايا الصباغية Non culture graft وهي طريقة جديدة لا تعتمد على تكاثر الخلايا في المختبر قبل زراعتها ولكنها تقنية تفصل الخلايا الصباغية Melanocyte من منطقة سليمة في جسم المصاب بالبهاق ثم يتم تكاثرها بعد زراعتها في المنطقة المصابة بالبهاق. لقد اثبتت هذه العملية فعاليتها بما يقارب 80% لمعظم الحالات وهي عملية تحتاج الى طاقم طبي متكامل ، حيث تمر الخلايا الصباغية بعدة مراحل ومحاليل لفصلها عن بقية الخلايا الجلدية ومن ثم زراعتها بمفردها وهذا يحتاج الى تقنية دقيقة ومجهود غير عادي. واحمد الله ان مثل هذا العلاج الجراحي قد اصبح متوفراً في المملكة وبالتحديد في المركز الوطني لعلاج البهاق والصدفية. (*) استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر رئيس قسم الأمراض الجلدية بمستشفى قوى الأمن