لبى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل دعوة الوجيه سعود بن نايف آل علي للعشاء ليلة 14 الجاري، فكان لقاء طيبا بين عدد من أهالي مدينة حائل وأميرهم المتدفق حيوية وتواضعا، إذ ما كاد سموه الكريم يستوي على مقعده في صدر المجلس حتى التفت يميناً ويساراً واكتسى وجهه الذي يجمع بين الجد والبشاشة بنعشيبة مضيئة عكست مشاعره الكريمة إزاء الجميع ونفذت الى أعماق نفوس الحاضرين لتبعث من داخل نفس كل واحد منهم مشاعر البهجة والسرور من خلال هذه المناسبة التي بمثلها يلتقي ولي الأمر في بلادنا العزيزة بالمواطن على صعيد اجتماعي ترفع فيه الكلفة فتزيد الإلفة بين الجميع وتقوى وشائج القربى والتواصل بين الحاكم والمحكوم فيما يخدم في النهاية المصلحة العامة للوطن وللمواطنين والدولة على حد سواء,وقد تحدّث سموه الكريم حديث القلب للقلوب، مؤكدا أن هذا المفهوم الذي أرساه المغفور له الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن وسار عليه ولاة الأمر من بعده -أيدهم الله- هو المفهوم الذي يحرص سموه الكريم على تطبيقه والعمل بمقتضاه كقاعدة تربطه بالجميع وفي أي وقت وقال انه يرحب بالجميع دائما وينبذ التكلف في جميع الأمور، وقال ايضا ان الأجهزة مع احترامي لهم وثقتي فيهم مهما حاولوا فلن يتمكنوا من وضع الصورة أمامه واضحة كما يريدها ولذلك فهو يرحب بكل من يقدم له ملاحظة أو نصيحة من شأنها أن تساعده على الرؤية السليمة,, وقال بالحرف: .يسرني أن أكون أذنا صاغية لكل صاحب ملاحظة موضوعية أو نصيحة هادفة . وأكد سموه على التمسك بتلك القاعدة باعتبارها ميزة بلادنا التي تتميز بها على الجميع في العالم وقال: ان جميع الدول لديها أجهزة متطورة وونانات ولكننا نتميز في هذه البلاد التي أكرمها الله جل شأنه بالاسلام، وأكرمنا بخدمة الاسلام بهذه القاعدة التي تضمن استمرار التواصل بين ولاة الأمر والمواطنين وبدون تكلف. وقام أحد الأفاضل ليوجه دعوة عشاء الى سموه فرد عليه بالايجاب ولكن بشرط عدم الكلفة ثم أردف قائلا: .يسرني أن أدخل بيوتكم جميعا ولكني لا أحب أن أرى تكلفا في أي شيء . وكانت للأستاذ الدكتور صالح بن سعود آل علي عضو هيئة التدريس في جامعة الامام محمد بن سعود وعضو مجلس الشورى مداخلة قيمة مع سموه أكد فيها فضيلته على أهمية قاعدة الاختلاط بين ولاة الأمر والمواطنين ملقيا مزيداً من الضوء عليها تاريخا وواقعا وكيف ان المغفور له الملك المؤسس كان يمارسها في أصعب الظروف وأشد المواقف غير مبال بالمخاطر المحتملة خاصة أثناء حروب التوحيد في بداية عهده، حيث كان يحرص على توثيق صلته بالأهالي فيلبي دعواتهم ويدخل منازلهم منزلا منزلا بمجرد ان تحط الحرب أوزارها ليزيل الحواجز النفسية التي كانت قائمة من قبل ليحل الحب والتعاون محل الفرقة والتنافر. فيا حبذا حديث الوصل والتواصل وعبق المشاعر والمجد التالد يتجاذب أطرافه رب فكرٍ نيِّرٍ وأمير ذي حكمة وعقلٍ راشد ليسمع التاريخ لنا وقع على خطى أسلافنا الأماجد