زعلة: ذكرى اليوم الوطني ال94 ترسخ الانتماء وتجدد الولاء    غارة إسرائيلية على «الضاحية» تقتل 8 وتصيب 59.. وأنباء عن مقتل قيادي كبير في حزب الله    "الصندوق العالمي": انخفاض معدلات الوفيات الناجمة عن مرض الإيدز والسل والملاريا    حركة الشباب تستغل النزاعات المحلية الصومالية    "الملك سلمان للإغاثة" يوزع 25.000 ربطة خبز للأسر اللاجئة في شمال لبنان    الذهب يرتفع بعد خفض سعر الفائدة.. والنحاس ينتعش مع التحفيز الصيني    «الأرصاد»: ربط شتاء قارس بظاهرة «اللانينا» غير دقيق    خطيب المسجد النبوي: يفرض على المسلم التزام قيم الصدق والحق والعدل في شؤونه كلها    حافظ :العديد من المنجزات والقفزات النوعية والتاريخية هذا العام    رئيس جمهورية جامبيا يصل إلى المدينة المنورة    خطيب المسجد الحرام: أعظم مأمور هو توحيد الله تعالى وأعظم منهي هو الشرك بالله    "رفيعة محمد " تقنية الإنياغرام تستخدم كأداة فعالة لتحليل الشخصيات    تشكيل النصر المتوقع أمام الاتفاق    الجبير ل "الرياض": 18 مشروعا التي رصد لها 14 مليار ريال ستكون جاهزة في العام 2027    محافظ بيش يطلق برنامج "انتماء ونماء" الدعوي بالتزامن مع اليوم الوطني ال94    الأمم المتحدة تؤكد أنها نفذت خطط الاستجابة الإنسانية ل 245 مليون شخص    محافظ حفرالباطن يرأس المجلس المحلي    الأخدود يتعادل سلبياً مع القادسية في دوري روشن للمحترفين    أمطار متوسطة على منطقة المدينة المنورة    محمد القشعمي: أنا لستُ مقاول كتابة.. ويوم الأحد لا أردّ على أحد    وظيفةُ النَّقد السُّعودي    جمعية النشر.. بين تنظيم المهنة والمخالفات النظامية المحتملة    «المجنون» و«الحكومة» .. مين قدها    5 محاذير عند استخدام العلم السعودي    «الجيولوجيا»: 2,300 رخصة تعدينية.. ومضاعفة الإنفاق على الاستكشاف    حصّن نفسك..ارتفاع ضغط الدم يهدد بالعمى    احمِ قلبك ب 3 أكوب من القهوة    احذر «النرجسي».. يؤذيك وقد يدمر حياتك    قصيدة بعصيدة    حروب بلا ضربة قاضية!    دراسات على تأثير غطاء الوجه على صحة الإناث..!    شرطة الرياض: القبض على مواطن لمساسه بالقيم الإسلامية    الذكاء الاصطناعي يقودني إلى قلب المملكة    قراءة في الخطاب الملكي    سوق المجلس التراثي بشقراء يواصل استعداداته للاحتفاء باليوم الوطني 94    ديفيد رايا ينقذ أرسنال من الخسارة أمام أتلانتا    أدب تختتم ورشة عمل ترجمة الكتاب الأول بجدة    هدف متأخر من خيمينيز يمنح أتليتيكو مدريد على لايبزيغ    جوشوا ودوبوا يطلقان تصريحات التحدي    مصادرة صوت المدرجات    النصر وسكّة التائهين!    التزامات المقاولين    ماكرون: الحرب في لبنان «ليست حتمية».. وفرنسا تقف إلى جانب اللبنانيين    جازان: إحباط تهريب (210) كيلوجرامات من نبات القات المخدر    أمانة الطائف تكمل استعداداتها للإحتفاء باليوم الوطني 94    صحة جازان تدشن فعاليات "اليوم العالمي لسلامة المرضى"    سَقَوْهُ حبًّا فألبسهم عزًّا    نائب أمير جازان يطلق البرنامج الدعوي "انتماء ونماء" المصاحب لليوم الوطني ال 94    أكثر من 5 ملايين مصلٍ يؤدون الصلوات في المسجد النبوي خلال الأسبوع الماضي    فريق طبي بمستشفى الملك فهد بجازان ينجح في إعادة السمع لطفل    برعاية خادم الحرمين.. «الإسلامية» تنظم جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن    نائب أمير منطقة جازان ينوه بمضامين الخطاب الملكي في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى    أمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بالبرد وتؤدي لجريان السيول على 5 مناطق    المواطن عماد رؤية 2030    تعزيز التحول الرقمي وتجربة المسافرين في مطارات دول "التعاون"    برعاية وزير الداخلية.. تخريج 7,922 رجل أمن من مدن التدريب بمناطق المملكة    اليابان تحطم الأرقام القياسية ل"المعمرين"    هيئتا الأمر بالمعروف في بلجرشي والمخواة تفعّلان برنامج "جهود المملكة العربية السعودية في محاربة التطرف والإرهاب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخدمات الصحية بالمنطقة ذات جودة مرتفعة، والمثالية تتطلب بعض الاحتياجات..
مبادرة سمو الأمير سلطان بن محمد لمرضى القلب سترى النور قريباً..
نشر في الجزيرة يوم 13 - 12 - 2002

عزيزي القارئ.. الخدمات الصحية التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لمواطني هذا البلد المعطاء لا حدود لها.. وقد أنفقت الكثير وما زالت تنفق من أجل ان يعيش المواطن عيشة كريمة.. ومعالي وزير الصحة الاستاذ الدكتور اسامة بن عبدالمجيد شبكشي كرَّس وقته وجهده من أجل تحقيق هذه السعادة التي تنشدها حكومتنا الرشيدة تجاه المواطن فبدأ معاليه ترجمة ذلك بالتوجيه والمتابعة مع مديري العموم في كافة مناطق المملكة، ونحن اليوم نلتقي معكم في لقاء سريع مع مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة حائل الدكتور عصام بن أحمد الحركة الذي يعمل بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل وصاحب السمو الملكي سمو نائبه حفظهما الله ومتابعة دقيقة من معالي وزير الصحة الأستاذ الدكتور اسامة بن عبدالمجيد شبكشي.. فإلى مضمون اللقاء..
الدكتور الحركة
* من هو الدكتور عصام الحركة؟
مواطن سعودي مؤمن بالله، وولاؤه للدين ثم المليك والوطن كأي مواطن سعودي آخر، وولدت في مكة المكرمة، وأمضيت سنين طفولتي وشبابي أتلقى العلم في مدارسها حتى التحقت بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وتخرجت في عام 1406ه، ثم واصلت دراستي وحصلت على الزمالة الأردنية في طب الأسرة.. متزوج وعندي أربعة أطفال.
* ولماذا تخصصت في طب الأسرة؟
يمثل طب الأسرة والمجتمع التيار الجديد في الطب الذي يمكن صاحبه من التعامل مع معظم ان لم يكن جميع التخصصات الطبية وادارتها ادارة علمية واقتصادية صحيحة، ويستهدف تقديم خدمة صحية تعنى بالفرد والمجتمع ككل.. طب الأسرة والمجتمع يمكن الطبيب من النظر نظرة شاملة لصحة المجتمع وأفراده، والتعامل مع التخصصات الأخرى بموضوعية واتزان دون تغليب عنصر من العناصر على الآخر.
* ماذا بقي في ذاكرتك من سنين الطفولة والشباب؟
هذه سنين التكوين والنشأة مليئة بالحب للمكان والناس، وكل ما في الذاكرة عنها دافئ مثير للشجن.. ذكريات عن البيت العتيق.. عن الأسرة، وعلاقات الصداقة، والزمالة، والرعاية الواعية من أب مهتم بالثقافة كان يدفعني دفعاً للقراءة فحببني فيها، وتعلمت فن القراءة الحرة وأدركت مبكراً أهميتها في تنمية الثقافة والشخصية، وما زلت مداوماً عليها والحمدلله.
* ماهو تاريخ الدكتور الحركة المهني؟
كنت طبيباً عاماً بالطبع ولدي خبرة مدتها ثماني سنوات كطبيب جراح أجريت خلالها الكثير من الجراحات الكبرى والصغرى فمساعداً للرعاية الصحية الأولية في منطقة القصيم قبل الحصول على الزمالة في طب الأسرة، ثم عملت كأخصائي طب أسرة، ومدربا بمركز الدراسات العليا لتدريب الأطباء في برامج الدراسات العليا لطب الأسرة بمكة المكرمة، وكان من ضمن مهام هذا العمل الاشراف على العيادات العامة والمتخصصة التي يتدرب فيها طلبة الدراسات العليا مع المشاركة في الأنشطة العلمية اضافة الى ذلك عملت في الاشراف الفني على مراكز الرعاية الصحية الأولية، ومسؤولاً للتدريب يقوم بتصميم الدورات والندوات العلمية والمؤتمرات الخاصة بالعاملين في الرعاية الصحية الأولية وتنفيذها والاشراف عليها، وقد مارست خلال تاريخي الوظيفي كافة تفاصيل العمل الصحي سواءً الفنية أو الادارية ولله الحمد والفضل.
صحة حائل
* الوضع الصحي في المنطقة محور حديث دائم.. كيف ترونه؟
الخدمات الصحية في منطقة حائل ذات جودة مرتفعة وإن كانت تعاني من نقص بعض الاحتياجات المطلوب استكمالها حتى يمكننا تقديم الخدمات الصحية المثالية التي يطمح إليها المواطنون، ونحن اصحاب اسلوب علمي في التعامل مع الخدمة الصحية فهي ليست فقط خدمة علاجية بل لها ابعاد ثلاثة رئيسية وقائية، وعلاجية، ثم الخدمات التأهيلية والتطويرية، وكل جانب من هذه الجوانب الثلاثة له أهيمته، ودوره في الحفاظ على الصحة العامة، ومنطقة حائل من الرواد على مستوى المملكة في تطبيق الرعاية الصحية الأولية التي تهتم بالمفاهيم المتكاملة للخدمة الصحية والخروج للمجتمع في مجالات التحصين، ورعاية الأمومة والطفولة، والإصحاح البيئي، والسيطرة على الأمراض الطفيلية والمتوطنة والمعدية وغير ذلك من منظور اجتماعي يعنى بمنع حدوث المرض والوقاية منه.. كل ذلك ولله الحمد متوفر بالمنطقة اضافة للمشاريع المتوقع انجازها، والدليل على نجاح الخدمات الصحية بالمنطقة المؤشرات الصحية التي تتابعها وتدققها جهات بحثية وطنية وعالمية، وكلها تؤكد التطور المستمر للخدمة الصحية في حائل، وخط التنمية فيها متصاعد باستمرار ولله الحمد، وهنا أود ان أؤكد ان معالي وزير الصحة الأستاذ الدكتور اسامة بن عبدالمجيد شبكشي يولي المنطقة كل العناية، ويدعمنا لتطوير العمل الى الأحسن، ويبذل جهوداً كبيرة لزيادة مصادر المنطقة واضافة مشروعات جديدة، وندعو الله ان تكلل جهوده بالنجاح.
* الإدارة الصحية كيف ترونها وكيف تطبقونها؟
الإدارة الصحية مسألة مركبة، ويصل الوضع فيها بعض الأحيان لمستوى يحتاج لحكمة كبيرة في التعامل مع المتغيرات، فالجهاز الاداري الصحي مهمته الاساسية تسهيل العمل الفني وتقديم الخدمة للعاملين به لتوفير وقتهم لرعاية المرضى.. إلا ان وجود بعض الاداريين الذين لا يستوعبون هذه الحقيقة يسبب مشاكل للعمل الفني.. لذلك نجد كافة الاجهزة الصحية في مختلف دول العالم تؤهل العاملين الفنيين للعمل في الادارة الصحية، وتشركهم فيها لأن طبيعة تأهيلهم الفني تجعلهم يدركون الأولويات وأهمية ترتيبها، اما في منطقة حائل على وجه التحديد، فالوضع الاداري والفني جيد في حدود الامكانيات المتاحة خاصة في الامكانيات البشرية وفي اطار تحديث العملية الادارية وتنشيطها قمنا بإجراء بعض التغييرات لتحسين الأداء، وإقامة علاقات وظيفية أكثر فاعلية بين القيادات والمرؤوسين، وبين رؤساء الاقسام بعضهم ببعض، للحد من التأثيرات السلبية، وتنمية الدوافع الايجابية لصالح العمل، ونعتمد في العلاقات الوظيفية كما في كل علاقاتنا على الشفافية والصراحة ونسأل الله العون والتوفيق.
أداء المراكز الصحية
* تدور تساؤلات حول مستوى اداء المراكز الصحية بالمنطقة، فهل السبب هو الامكانيات ام الكفاءات الطبية؟
المراكز الصحية ليست سواء فالمركز الصحي الذي يخدم دائرة خدمات بالمدينة سكانها عشرون ألفاً لا يتساوى مع مركز صحي يخدم دائرة خدمات نائية تعداد سكانها ألف أو أقل، وهذا ليس تقليلاً من شأن مركز على حساب آخر بل المقصود هو الاستخدام الأمثل لتحقيق الفائدة القصوى من الامكانيات المتاحة وتوزيع الامكانيات المتوفرة توزيعاً حسناً، ويستلزم الحصول على العائد المطلوب من أي مؤسسة صحية توفر بنية اساسية سليمة قوامها المباني، والتجهيزات الطبية وغير الطبية، فإذا علمنا مثلاً ان بعض المواقع خارج مدينة حائل لا تتوفر بها المباني المناسبة لمركز صحي، ومع التزامنا بتقديم الخدمة نصر على اختيار افضل المباني المتوفرة بالموقع لتكون مقراً للمركز الصحي، وفي ذات الوقت نوفر الكوادر الطبية من اطباء وفنيين وتمريض واداريين وخدمات طبقاً لقواعد تقنن توزيع الامكانيات والعاملين، وهنا أُلفت الانتباه الى ان الحصول على مهنيين طبيين مهرة على مستوى العالم كله مسألة صعبة ومكلفة للغاية، وحتى الآن لم تستطع الامكانيات البشرية الوطنية تغطية العجز الحاصل في هذا المجال ونحن امام معادلة صعبة، ورغم ذلك فإن مراكز الرعاية الصحية الأولية بحائل رغم الصعوبات تقوم بأداء واجبها بأسلوب جيد حتى الآن، ونحن حريصون على ذلك، وهناك مشاريع تطويرية وانشائية مقترحة مثل مشروع الملك فهد الذي سيمنح المنطقة عدداً لا بأس به من المراكز الصحية النموذجية حتى يتم تنفيذه بإذن الله.
* يعاني بعض المرضى في المراكز الصحية كمرضى السكر، والضغط، من تحويلهم كثيراً للمستشفيات فهل تعتقدون ان ذلك يعود لعدم كفاءة أطباء المراكز الصحية؟
تحويل المرضى بصفة عامة من المراكز الصحية للمستشفيات لا يعود لعدم كفاءة طبيب المركز بل يخضع لنظام يسمى نظام الإحالة يستهدف متابعة المرضى طبياً على مستوى أكثر تخصصاً، ويعتقد بعض المرضى أنه لا يحتاج إلا للعلاج فقط ويطلب من طبيب المركز الصحي ان يصرفه له فقط، وهذا تصور غير صحيح إذ لابد للطبيب ان يتأكد من طبيعة تطور الحالة المرضية لمريض الأمراض المزمنة لوقايته بإذن الله من حدوث المضاعفات وهذا يستلزم وجهة نظر الاستشاريين والاخصائيين.
مشكلات مرضى القلب
* يعاني مرضى القلب من مشاكل متعددة نتيجة عدم توفر كثير من الامكانيات المتخصصة مما يضطرهم للسفر الى الرياض أو جدة، وهذا عبء كبير عليهم من الناحيتين الصحية والمادية كيف تُحل هذه المشكلة؟
لاحظت هذه المشكلة بفضل من الله بعد ان توليت مهام عملي في منطقة حائل وانتبهت لما يعانيه بعض المرضى من مشاق لاستكمال علاجهم، ومن هولاء مرضى القلب الذين يعالج معظمهم خارج المنطقة، فيتعرضون لمخاطر جسيمة نتيجة التأخير في اتخاذ الاجراء العلاجي المناسب لعدم وجود مركز متخصص في امراض القلب تتوفر به الامكانيات المناسبة في المنطقة بأسرها، فتوجهنا لصاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير الذي تكرم بمبادرة نبيلة منه شخصياً بتبني مشروع إنشاء وتجهيز مركز متخصص لتشخيص وعلاج امراض القلب بالمنطقة، وقد كانت مبادرة سموه في غاية الكرم والانسانية، والمشروع سوف يخرج للنور قريباً بإذن الله، وهنا أجدها فرصة طيبة لأن أدعو الله عز وجل ان يجزل لسموه الأجر والمثوبة، وأن يجعل كل ما يقوم به من اعمال خيرة في ميزان حسناته، فسموه الكريم نموذج رائع لرجل الخير النبيل.
* ما رأيكم في مستوى أداء مستشفى الملك خالد، وما هو تقييمكم لوضع المستشفيات في المنطقة بوجه عام؟
يعتبر مستشفى الملك خالد المستشفى المرجعي للمنطقة، وهو المستشفى الوحيد المؤهل لاستقبال الحوادث والتعامل معها، ويواجه المستشفى ضغطاً كبيراً من المنتفعين بالخدمة، وهذا الضغط شهادة عملية على نجاحه في التعامل مع المشكلات الطبية للمواطنين رغم الشكاوى لكن حجم العمل الكبير هذا يتسبب في تعقيدات مختلفة نتيجة التزام الاطباء وادارة المستشفى بترتيب الاولويات الأهم فالأقل أهمية، وبالطبع هذا يتعارض مع مصلحة بعض المنتفعين من الخدمة الذين يطالبون بها في الوقت المناسب لهم، وبالطريقة التي تناسبهم، ورغم ان هذا حق لهم إلا ان الوفاء به بالطريقة التي تروقهم قد يكون مستحيلاً في بعض الأحيان، ومن هنا تكون الشكوى، فعلى سبيل المثال يأتي أحد المواطنين يعاني من مغص لقسم الطوارئ الذي يكون أطباؤه مشغولين بالتعامل مع حالة هبوط في القلب، او حادث سير به العديد من المصابين فيضطرون لتأجيل حالة المغص وهذا هو المنطقي إلا ان هذا المريض ينزعج، ويشكو دون ان يدرك اهمية ترتيب الاولويات.. اما بالنسبة لمستشفيات المنطقة ففي اعتقادي ان الوضع يسير من حسن إلى أحسن، وقد افتُتِحَ منذ فترة قريبة المبنى الجديد لمستشفى بقعاء، ومستشفى سميراء، ومستشفى النساء والولادة ينتظر استكمال النصاب الوظيفي ليتم افتتاحه قريباً بإذن الله، وهناك مشاريع لمستشفيات جديدة في الشنان والغزالة.. هذا اضافة لأعمال التطوير المستمرة في المستشفيات الموجودة فعلياً كمستشفى الصحة النفسية، والشملي، والسليمي، وموقق.. العجلة تدور بطريقة جيدة ولله الحمد فالمنطقة تحظى باهتمام متزايد من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود.. سمو أمير المنطقة حفظه الله وبدعم الاستاذ الدكتور اسامة بن عبدالمجيد شبكشي وزير الصحة، ونأمل كثيراً في توفيق الله لدعم المنطقة وتطوير خدماتها الصحية.
مشروعات جديدة
* ماهي المشاريع الصحية بالمنطقة، وماهي أولوياتها، وكيف هو العمل على تحقيقها؟
توجيهات صاحب السمو الملكي أمير المنطقة، وتوصيات مجلس المنطقة هي إعادة المطالبة بالمشاريع الصحية التي لم تتحقق بالمنطقة، وقد تم فعلاً إدراج المشاريع الصحية التي لم تتحقق هذا العام بميزانية العام القادم على أمل ان تتحقق بمشيئة الله، وبيانها: إنشاء مستشفى سعة 500 سرير في حائل مع سكن العاملين والتجهيز والاشراف، ومستشفى سعة 300 سرير إحلال مع سكن العاملين والتجهيز والاشراف، ومستشفى سعة 50 سريرا مع سكن العاملين والتجهيز والاشراف الحائط، وكلية صحية للبنين، وأخرى للبنات، وإحلال وتطوير المختبرات وبنوك الدم بالمنطقة، وإنشاء مستشفى للصحة النفسية سعة 120 سرير إحلال مع سكن العاملين والتجهيز والاشراف، ومستشفى الشملي سعة 50 سرير احلال مع سكن العاملين والتجهيز والاشراف، ومستشفى السليمي سعة 50 سرير إحلال مع سكن العاملين والتجهيز والاشراف، اضافة لإنشاء 11 مركزا صحيا بالمنطقة.. وندعو الله ان يوفقنا لما فيه خير هذه المنطقة الكريمة.. المشاريع كثيرة ولله الحمد والطموحات أكثر.
* تحدثتم عن المشاريع المتوقع إنشاؤها، ماذا عن تطوير المرافق الصحية الموجودة فعلياً؟
نحن نحاول تحقيق الاستفادة القصوى من الامكانيات المتاحة لتقديم افضل خدمة صحية ممكنة لإخواننا المواطنين، وعلى سبيل المثال نحن نحاول دائماً تطوير المراكز الصحية بإضافة امكانيات جديدة، وتحسين الاداء، ونقل المراكز الموجودة في مبان مستأجرة الى مبان افضل باستمرار.. هذا من ناحية.. من ناحية اخرى المستشفيات خارج المدينة نقدم لها الدعم الدائم لتطوير قدراتها، وبعض هذه المستشفيات يوجد بها تخصصات غير موجودة في المستشفيات المماثلة لها في مناطق اخرى، وفي سبيل الاستفادة القصوى من امكانيات مستشفى حائل العام نقوم ببعض المشاريع لتحسين المستشفى، وتقوم بتنفيذها شركة من الشركات الوطنية.
أما في مستشفى الملك خالد فعملية التطوير والتحديث لاتتوقف نظراً لأهمية هذا المستشفى بالنسبة للمنطقة وفي اطار تطوير بعض اقسام المستشفى أنجزنا اعمال ترميم قسم العمليات ترميماً شاملاً بما في ذلك استبدال كامل الأرضيات الفينيل بالرخام، وتركيب مغاسل جديدة لتعقيم الأطباء، وإضافة بعض التجهيزات التي تساعد على تقليل عدوى المستشفيات بصورة كبيرة مما يؤدي لترشيد استخدام المضادات الحيوية بعد العمليات الجراحية، كما تم ايضاً تغيير الأرضيات بالرخام في أقسام العيون، والمناظير، والصيدلية، والعيادات الخارجية، وتشغيل التوسعة الجديدة بالعيادات الخارجية، وتشغيل قسم جديد كامل للطوارئ والاسعاف..
نحن نهدف الى مساعدة المواطنين على الاستفادة من الخدمة الصحية بأقل قدر ممكن من الجهد والنموذج الآخر على ذلك إنشاء صيدلية مركزية واحدة في مستشفى الملك خالد بهدف توحيد جهود العمل الصيدلي في اطار منظم ومسؤول يكفل راحة المترددين، وموقع هذه الصيدلية هو مبنى الطوارئ القديم، وقد أُعد مخطط أولي لصيدلية مركزية نموذجية تضم جميع الأقسام الصيدلانية.
تقييم الأخطاء الطبية
* ماهو تقييمكم للأخطاء الطبية، وهل تعتقدون بوجود أخطاء واضحة وملموسة في مستشفيات المنطقة؟
العمل الطبي ممارسة مهنية وإنسانية احتمالات الخطأ واردة بها في اي مكان بالعالم.. المهم نوعية الأخطاء واسبابها سواء كانت متعلقة بكفاءة الأطباء، أو تجهيز المؤسسة الصحية وإدارتها، في هذا الاطار نتعامل في الشؤون الصحية بحائل مع الشكاوى التي تقدم لنا عن الممارسة الطبية في القطاع الصحي الحكومي والخاص بمنتهى الدقة، فيتم دراستها من لجنة المخالفات الطبية، ثم تحال الشكاوى التي لايمكن للجنة البت فيها الى اللجنة الطبية الشرعية المكونة من قضاة وأطباء على أعلى مستوى لإصدار القرارات الشرعية، ويكفي المواطن ان يعلم ويطمئن ان القضايا التي اعتمدت قراراتها بعد ثبوتها من قبل معالي وزير الصحة خلال أربع سنوات بين 1417 إلى 1420ه وتخص منطقة حائل لم تتجاوز ست قضايا فقط، وكم قرأنا في الصحف والمجلات، وسمعنا في مجالسنا عن الأخطاء الطبية التي تحدث في اكثر دول العالم تقدماً وتطوراً في مجالات الطب، وما تتكبده شركات التأمين من مبالغ طائلة جراء هذه الاخطاء.. الوضع لدينا مطمئن ولله الحمد.
دعم القطاع الخاص
* مادوركم في دعم القطاع الصحي الخاص؟
الشؤون الصحية مسؤولة عن الترخيص للمؤسسات الصحية الخاصة، والرقابة على المهام التي تقوم بها، وأسلوبها في تقديم الخدمة الصحية للمنتفعين، ومطابقة هذه المؤسسات للقواعد النظامية التي اقرها النظام في هذا الخصوص، ونحن نشجع القطاع الخاص على كل ما يحقق ذلك، ونقدم له التسهيلات الفنية والادارية فيما يخص الدور المناط بنا، وأحب في هذه المناسبة ان اوضح حقيقة بسيطة، وهي ان المؤسسة الصحية الخاصة ذات صلة بجهات حكومية أخرى مثل البلديات، ومكاتب العمل، والدفاع المدني.. الخ وهذه الجهات جهات مستقلة تعمل وفق أنظمة أقرتها الدولة ولا يستطيع احد ان يتجاوزها، ونحن نحاول قدر ما يوفقنا الله لتطوير العمل الصحي في هذه المنطقة سواء الحكومي او الخاص، وتحكمنا الامكانيات بعد توفيق الله تعالى بالطبع.
* يرى البعض ان القطاع الصحي الخاص يستغل الناس مادياً، وليست هناك رقابة كافية عليه؟
هذا الكلام مبالغ فيه وغير صحيح.. ربما توجد بعض الممارسات السلبية وهذا امر طبيعي نواجهه بالرقابة وتقويم المسار، وقسم الرخص الطبية يتابع اداء هذه المؤسسات، ومن الطبيعي ان يكون للمواطن دور في توضيح مواطن الخلل اينما وجدت، لذلك ادعو كل من يلاحظ وجود مخالفة بأي مرفق صحي خاص او عام للحضور الينا وسوف نستقصي الوضع بكل دقة، ونحاسب المقصرين.
* ظاهرة المراكز الطبية المتخصصة في حائل مثل مركز الشيخ المعجل لأمراض السكر والعلاج الطبيعي، ومركز طب الأسنان، ومركز الدكتور الرشيد لطب العيون.. مالها، وما عليها؟
هذه الظاهرة بها اكثر من شق لعل ابرزها مشاركة المجتمع في دعم الخدمة الصحية وتوجيه جهد التبرع لأعمال ذات عائد متطور و دائم على الوطن والمواطن، فعلى سبيل المثال مركز العيون هو تبرع كريم من الدكتور الرشيد، ومركز امراض السكر والعلاج الطبيعي من ورثة الشيخ المعجل، وهي مساهمات اثرت الخدمة الصحية ومكنتنا من تركيز جهود طبية متخصصة لصالح المواطنين. اما بشأن مركز طب الاسنان في حائل، فالمركز من المراكز الراقية على مستوى المملكة، ونفخر بمستواه، والمواعيد فيه مثالية رغم بعض الشكاوى منها، ويوجد به نخبة ممتازة من التخصصات، وتجهيزه من افضل التجهيزات لتقديم خدمات طب الاسنان المتطورة، والمركز موفق بفضل الله في الوفاء باحتياجات المنطقة بشكل ممتاز، وأعتقد ان واجبنا كمسؤولين ومواطنين هو الحفاظ على هذه الانجازات الرائعة ودعمها، وأبشركم بأن مركز الاسنان سوف تتم توسعته قريباً بإذن الله فور توفر الامكانيات الضرورية لذلك.
مركز الاحتياجات الخاصة
* ماهو مشروع مركز الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذي أنشأتموه في حائل، وما علاقة الخدمة الصحية به؟
أنشئ المركز لرعاية مجموعة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة نتيجة اصابتهم بخلل وراثي نادر، وللأسف فقد أهملهم ذووهم وتركوهم للمستشفيات، وهم بحاجة لرعاية من نوع آخر لا يمكن للمستشفيات تقديمها كما انهم يشغلون أسرّة ليسوا بحاجة لها، ويحتاج لها اطفال آخرون للعلاج، وبفضل من الله تعالى ثم بدعم كريم من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل، وباقة من أهل الخير أمكن تقديم الرعاية الانسانية الكريمة لهم بما يكفل نموهم نمواً نفسياً واجتماعياً وتعليمياً وتربوياً في بيئة مناسبة، ويقيم هؤلاء الاطفال الآن بمركز رعاية الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بحي الأمير عبدالله الذي يضم كافة المرافق والأجهزة والمستلزمات التي تؤمن لهم حياة طبيعية من حيث الإقامة، والتغذية، والتعليم، والرعاية الصحية، ويدير المركز مدير مقيم يتبع قسم التوعية الدينية بالشؤون الصحية للتعامل مع الاحتياجات العامة، والمشاكل الادارية وحلها فوراً، ويعمل بالمركز ست ممرضات سعوديات يخضعن لاشراف قسم التمريض بمستشفى حائل العام، ومستشفى الملك خالد للقيام بالعناية التمريضية اللازمة للاطفال على مدار الساعة، ويقوم اطباء الاطفال، والباطنية، والجلدية بالتناوب من مستشفى حائل العام، ومستشفى الملك خالد بعمل زيارة اسبوعية من كل تخصص للمركز يتم خلالها الكشف الطبي على الاطفال كلهم وتسجيل الملاحظات الطبية في الملفات، ومعالجة الظواهر المرضية، والاطلاع على نظم التغذية، ومدى تطبيقها بما يلائم الاحتياجات الغذائية لكل طفل على حدة، وبناءً على توجيهات صاحب السمو الملكي أمير المنطقة بالاهتمام بالأنشطة الاجتماعية، والثقافية لهؤلاء الاطفال لتنمية مداركهم تم تنفيذ عدد من الأنشطة الترفيهية، والرحلات التعليمية منها رحلتهم لمنطقة القصيم التي حققت نجاحاً ملموساً في رفع معنوياتهم، وإسعادهم حيث كان لهم شرف اللقاء بصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم حفظه الله وفضيلة الشيخ الدكتور صالح الونيان، وفضيلة الشيخ عبدالله الغضية، وفضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز الشاوي، وسعادة الدكتور عبدالرحمن المشيقح عضو مجلس الشورى إضافة لسعادة مدير عام الشؤون الصحية بالقصيم ومساعديه، وقد أبدوا جميعهم مشاعر انسانية نبيلة نحو هؤلاء الاطفال، وناقشوا امكانية انشاء مركز متخصص على مستوى المملكة لمثل حالاتهم، فقد وجدت حالة مشابهة بمنطقة القصيم، وقد بدأ تنفيذ برنامج تعليمي خاص للاطفال تحت اشراف وزارة المعارف تعليم البنات، وتعليم البنين طبقاً للمناهج الدراسية المعتمدة حسب المستوى التعليمي لكل واحد من الاطفال، ويقوم بالتعليم معلم ومعلمة غير متفرغين منتدبين من ادارة التعليم، وقد اشادا بمستوى تحصيلهم، وادراكهم واقبالهم على التعلم، كل هذا يبين كم كانت فكرة هذا المركز موفقة بفضل الله، وكيف حققت هذه التجربة نجاحاً رائعاً في تقديم افضل ظروف انسانية هم بأشد الحاجة اليها، وهنا يلزم شكر صاحب السمو الملكي الكريم الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ، وكل رجال الخير على دعمهم الدائم، ورعايتهم النبيلة لهذا المشروع الانساني الذي هو ثمرة مباشرة من ثمار الانسانية، والتعاطف مع الضعفاء.
الزيارات المفاجئة
* تقومون بزيارات ميدانية عديدة للمرافق الصحية، ولوحظ أنكم تقومون بها في أوقات مختلفة، ماهو تأثير هذه الزيارات؟
هذه الزيارات مبنية على توجيهات واضحة وصريحة من معالي وزير الصحة الأستاذ الدكتور اسامة بن عبدالمجيد شبكشي لكافة المسؤولين في مناطق المملكة للقيام بزيارات مفاجئة في أوقات مختلفة على المرافق الصحية لمتابعة الأداء، وتفقد اساليب العمل، والتأكد من سير الأمور على وجهها الصحيح، وبناء على ذلك وضعت لنفسي خطة اقوم بها بزيارات مفاجئة غير مبرمجة لجميع المراكز الصحية، والمستشفيات، والمرافق الأخرى التابعة للمديرية، وقد اتبعت اسلوبا يتيح لي التأكد من تصحيح الاوضاع التي اوجه بتصحيحها فلا يكفي عندي مجرد التوجيه بل لابد من انجاز العمل.. في هذا الاطار اكتشفت بعض السلبيات وعملت وما زلت على تقويمها، وأتاحت لي هذه الزيارات التعرف على امكانيات مميزة لدى ابنائنا وبناتنا من العاملين وهذا اسعدني للغاية، وأسلوبي يعتمد على قول شكراً لمن أحسن، ومن نجده مخطئاً نوجهه، ومن لا يستجيب فالنظام كفيل بإصلاحه.
* ماهي المشاكل التي تواجهونها الآن؟
لاتوجد مشاكل بمعنى مشاكل، ولكن أعباء العمل كثيرة، فمنطقة حائل مترامية الأطراف، والخدمات موزعة فيها بشكل يغطيها كلها، وأنا حريص على تفقد كل المرافق الصحية بنفسي وبشكل دائم.. الجولات التفقدية والتفتيش على المرافق الصحية سواء كانت مراكز رعاية، أو مستشفيات، او مستودعات جزء اساسي من اهتمامي بتفاصيل العمل، وهذا يستهلك وقتاً كبيراً، يضاف لذلك اهتمامي المباشر بمتابعة العمل الطبي، والمشاركة في تقديم الخدمة الصحية ما امكنني ذلك، فانا اعشق الممارسة الطبية، ولا اجد لنفسي في غنى عنها، يضاف لذلك حرصي الشديد على متابعة المشروعات بالمنطقة.. وهي كثيرة ولله الحمد.. وذلك حتى نتمكن من مواجهة المعوقات والتغلب عليها بعون الله.
* كانت لكم تجربة مثيرة وجريئة لمواجهة تساؤلات المواطنين في الإنترنت.. ما تقييمكم لهذه التجربة؟
أنا من المؤمنين بالشفافية، وليس لدي ما أخفيه ولله الحمد، وفي اعتقادي ان الاستفادة من التقنية الحديثة في كافة المجالات ضرورة اساسية للتطور، وقد أتاحت لي هذه التجربة التعرف على نبض أبناء حائل، وتصوراتهم عن الخدمة الصحية التي يريدون، وأُدرك ان بعض المداخلين هم من زملائنا، وأبنائنا العاملين معنا في القطاع الصحي استفادوا من مساحة الحرية الكبيرة التي تتيحها الشبكة العنكبوتية للتعبير عن انفسهم، وهذه مسألة صحية جداً خاصة إذا ما كانت المداخلات هادفة، وأصحابها من ذوي النيات الحسنة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.