ينبغي ألا نغرق أنفسنا في بحر ثقافتنا وحدها، ونتقوقع عليها.. حتى لا نوصم بالإقليمية والانعزال، فيصبح عطاؤنا مكانك سر، لا يتقدم قيد أنملة.. ونخشى أن يتأخر..! أجل لدينا نتاج أدبي ثقافي نفخر به ونفاخر.. ولكن كيف يتغذى..؟ ومن أين استمد قوت مادته.. ونضارة مفردته.. وبريق جمله.. هل من عطاء، ونتاج أدبائنا السابقين فقط؟ لا أظن..! علينا ألا نكتفي بمطالعة نتاج مثقفينا.. بل نتوجه صوب نتاج مثقفي الدول الأخرى المجاورة، والصديقة.. وأن نحرص على متابعة مطبوعاتهم الشهرية والدورية والفصلية بوجه خاص لنتشرب بدماء جديدة.. وأفكار مغايرة.. وأقلام مختلفة نتلذذ بمادتها، وفكرها، وعطائها.. فندعم ما لدينا ونغذيه. فمجلات كنزوى والكويت والبحرين الثقافية والعربي والرافد والمدى وغيرها.. من شأنها أن ترفد الثقافة لدينا، وتوقفها على أرضية صلبة.. بجانب تضمين مطبوعاتنا الشهرية والفصلية والدورية نتاج مثقفي تلك الدول ومفكريها بقصد تلاقح الأفكار، وتطورها. ولعلنا ندرك أن المتابعة لتلك المطبوعات قد تستنزف من وقتنا الشيء الكثير.. فتصبح ساعات يومنا شحيحة.. تضنّ علينا بدقائق نلتهم فيها كتاباً.. أو نركن لإفراغ فكرة جالت في أذهاننا.. بيد أنه ليس بالضرورة قراءة الإصدار الدوري أو الشهري من الجلدة إلى الجلدة مباشرة.. حيث بالإمكان الاعتماد عليه كمرجع بعد فهرسة محتوياته ليسهل الوصول للمادة المادة لغرضِ ما. المهم أن نكون أكثر قرباً من ثقافات وفكر الدول الأخرى فلا نتقوقع على أنفسنا، وننزوي في ركنٍ قصي مكتفين بما لدينا من زادٍ لا يسد جوعاً.. ولا يشبع نهماً. ص. ب 10919 الدمام 31443