من المشكلات المهمة التي تواجه المدارس في خضم التعليم ظاهرة ما يسمى بالتأخر الدراسي لدى البعض من الطلاب وهذا التأخر يتسبب تلقائياً في تكديس الفصول بزيادة عن المعدل الطبيعي وقد يصبحون مع الوقت عالة تحسب على المعلم وهماً يؤرق هاجس المدرسة التي لا تنفك أبداً تفكر في كيفية الشد من أزر هذه الفئة ورفع مستواهم التحصيلي والأخذ بهم إلى طريق النجاح وإلحاقهم بركب زملائهم من الطلاب، وتتعدد أسباب التأخر الدراسي فمنها ماهو خاص بالمدرسة ومنها ماهو خاص بالطالب وأسرته ومنها ماهو خاص بالمنهج المدرسي، وقد لخص التربويون أسباب التأخر الدراسي عند الطلاب في عوامل نوردها في الاسطر التالية.. إهمال الاسرة: يقول الأستاذ: طرقي فريج الرويلي وكيل مدرسة تحفيظ القرآن الكريم توجد عدة عوامل للتأخر الدراسي لدى البعض من الطلاب والتي لعل أهمها إهمال الأسرة لعملها في متابعة الطالب داخل المنزل وتوفير الجو الدراسي المناسب له والعمل على حل جميع المشكلات التي قد تعترضه في حياته الدراسية، كما ان اهمال البعض من الطلاب لدروسهم وعدم المذاكرة أولاً بأول يؤدي إلى تكديس هذا الكم الهائل من المعلومات لديهم مما قد يؤثر سلباً على نتيجة تحصيلهم في آخر العام، ولاننسى كذلك كثرة وسائل الترفيه العصرية التي يزدحم بها المنزل الآن من تلفاز وألعاب فيديو وقنوات فضائية قد تصرف الطلاب عن دروسهم، أيضاً أن طول المقرر الدراسي وصعوبته لا يعطيان للطالب فرصة لمراجعة دروسه مع بعضها الأمر الذي قد يؤدي إلى نسيانها مع ازدياد المقررات الدراسية عليه، مما يجعله يركز على مادة على حساب المادة الأخرى، كما أن للمعلم دوراً كبيراً في تيسير العملية التعليمية وتوصيل المعلومة الموجودة في المقرر الدراسي للطالب بكل يسر وسهولة، ولكن إذا كان يعاني ضعفاً في كفاءته العلمية أو أن يفرض عليه تدريس تخصص آخر غير الذي درسه في الكلية فهذا بلاشك سينعكس بالضرر على طلابه في الصف، فإذن هذه العوامل التي قد يتكون منفردة أو مجتمعة قد تؤدي إلى ضعف في مستوى التحصيل الطلابي، ومعالجتها بشكل متأن ودقيق ستؤدي حتماً للحصول على أفضل المستويات المتقدمة في التعليم، كما أن البعض من المعلمين لا يعطي اهتماماً كبيراً للحوافز التجشيعية داخل الفصل والتي لها دور كبير في خلق التنافس الجاد بين الطلاب ودفعهم إلى الاهتمام بدروسهم. ويشير الأستاذ«سعد هجاج الرويلي- معلم صف أول» إلى أن بعض أولياء امور الطلاب قد يكون سبباً رئيسياً في تدني مستوى تحصيل ابنه الدراسي لعدم كفايته التعليمة إما أن يكون أمياً لا يقرأ ولا يكتب وإما يكون تعليمه متوسطاً فلا ينجح في مساعدة ابنه على المذاكرة نتيجة لصعوبة المقرر أو لعدم سعة صدره في الجلوس معه يومياً للمذاكرة فيرمي بكامل المسؤولية على الأم ويخرج هو للسهر وقضاء مشاغله أو السفر في طلب الرزق مما قد يتسبب في تشتت الأم بين هذا وذاك خاصة إذا كان في الأسرة أكثر من ابن في المدارس فتهمل البعض على حساب الآخر، كما أن بعض المعلمين قد يكون سبباً رئيسياً في تأخر الطالب دراسياً لقلة خبرته أو عدم كفاءته التعليمية والتدريبية أو اعطائه تخصصاً غير تخصصه الاساسي ثم يطلب منه الإبداع وهذا يكون في أكثر الأحيان لسوء إدارة بعض المدارس وعدم اهتمامها بمصلحة الطالب وانما يهمهم فقط بالدرجة الأولى أن يسير العمل بالشكل الذي يريدونه. الثقة بين المعلم والطالب: ونبه عثمان سالم - معلم إلى أن استخدام المعلم لأسلوب العقاب البدني «كالضرب» أو اللفظي كالنعت «بألفاظ» غير مقبولة وعدم بناء جسر متين من الثقة بين المعلم وطلابه قد يؤدي بهم إلى كره تام لتلك المادة التي يقوم هو بتدريسها، والنفور بشكل غريب من المدرسة عن طريق تكرار الغياب حتى لا يصطدم في الفصل مع هذا المعلم المتسلط مما قد يؤدي إلى تدن في الأداء العام للطالب في دروسه وانخفاض مستواه التحصيلي، ولذا كان من الأفضل أن يقوم المعلم بتوفير الجو الدراسي والمناخ الملائم للطالب داخل الفصل ومعاملته كأخ أو ابن صغير يحتاج منه إلى الرعاية والتوجيه والمساعدة فذلك كفيل منه بجذب الطلاب إلى تلك المادة وجعلها فاكهة محببة يتقبلها الجميع، كما أن هناك البعض من المعلمين وهم قلة ولله الحمد يقومون بتدريس بعض المواد التي يطلق عليها الطلاب مسمى البسيطة والسهلة وهذا يغضب المعلم ويجعله يتعمد جعلها صعبة على الطالب من باب إعطائها أهمية أكبر من حجمها وكسب تقدير واحترام الطالب له وللمقرر الذي يقوم بتدريسه وهذا بالتأكيد تصرف خاطىء له آثار جانبية على الطالب. ويقول «فهد بن عبدالله الرويلي - معلم لغة عربية» إن البعض من الأسر تغيب عن تأدية دورها المنوط بها في تربية وتعليم الأبناء وتغفل جانب التعاون البناء مع المدرسة لما فيه مصلحة الطالب أو تهمل الرقابة الأسرية المطلوبة على الابن داخل وخارج المنزل إما لمشاغل الوالدين العملية، وإما لعدم ادراكهم بأهمية الدور الكبير الذي يقوم به المعلم داخل الفصل، وأذكر في هذا الصدد أن أحد الطلاب كان يقرأ عندي كلمة «حقيبة» ويوهمني أنه كان يتهجاها ولكنه كان يقرأها بكلمة «شنطة» مما يدل على انه قد كتبها وحفظها بمساعدة الأسرة ومن دون استيعاب لها بالشكل الصحيح وكأن الأسرة كانت تريد فقط أن تنهي عملها في تدريس الطالب بأي شكل من الأشكال ولو كان ذلك على حساب المصلحة التعليمية للطالب وهذا خطأ كبير قد يؤدي إلى نجاح الطالب فقط ولكن من دون أن يخرج بفائدة علمية من دراسته. حصر عوامل الضعف وأخيراً يلخص «الأستاذ: عبدالله بن إبراهيم الحميدة مشرف التوجيه والإرشاد بمركز إشراف طريف» أسباب التأخر الدراسي عند الطلاب في العوامل التالية/ العوامل العقلية: الذكاء يعتبر من أهم القدرات التي يؤدي ضعفها إلى التأخر الدراسي العام وهذا ثابت من خلال الدراسات التربوية بهذا الغرض، كما أن الضعف في الذاكرة يؤدي إلى النتيجة نفسها وذلك لأن الطالب يعتمد على ذاكرته في التحصيل العلمي، وهناك القدرات الطائفية كالقدرة اللغوية والقدرة المكانية والضعف في هذه القدرات أو إحداها يؤدي إلى الضعف في الدراسة. العوامل الجسمية: كضعف الجسم العام الذي يؤدي إلى قلة التركيز وقلة الانتباه كما يؤدي إلى سرعة التعب والإصابة بالأمراض المختلفة التي قد تؤدي إلى الغياب المتكرر وضياع عدد من الدروس كما أن الإعاقة الجسمية في السمع والبصر والحركة والنطق تحول دون متابعة الطالب للمدرس بالإضافة إلى ما يحدثه ذلك من أثر نفسي على الطالب عند المقارنة بالآخرين وعدم مجاراة الأقران حيث يشعر بالعجز أو السخرية وبالتالي الانطواء. العوامل الشخصية المتعلقة بالطالب: كالإهمال بأداء الواجبات المدرسية وتأجيل المذاكرة عن وقتها وجهل الطالب بكيفية المذاكرة الصحية وتكوين مفهوم سلبي عن الذات بأنه طالب عاجز ولن ينجح وما إلى ذلك من اعتقادات، وانخفاض الدافعية للتعلم وينتج ذلك عن أسباب كثيرة منها كثرة الرسوب وعدم التشجيع الأسري. العوامل المدرسية: عدم كفاءة التدريس سواء من الناحية العلمية أو عدم الترغيب في المادة أو الإحساس بالملل، والجو الاجتماعي المدرسي الذي له دور كبير من حيث الاشياء التالية كعدم اتاحة الفرصة له للتعبير عن رغباته وعدم تنمية ثقة الطالب في نفسه. العوامل الأسرية: كاتجاهات الوالدين السلبية نحو التعليم وانشغال الاب بأعماله وترك الطالب دون رقابة وعدم توفر الجو الدراسي المناسب للمذاكرة في البيت كازحام المنزل وكثرة المشكلات العائلية والحرمان من أحد الوالدين بسبب الطلاق أو وفاة احدهما، والحرمان الاقتصادي والثقافي للتلاميذ فالشخص المحروم يصبح قليل التجارب والخبرات والمعارف.