سيخضع الجزء الأقدم والاجمل من المتحف البريطاني لعملية ترميم تعيد اليه مجده الغابر في اطار خطة ترميم مبدعة ولافتة قيمتها عدة ملايين من الجنيهات الاسترلينية يتم تنفيذها اليوم في لندن. يعرف هذا الجزء باسم مكتبة الملك وهو يعتبر من افخم المواقع الداخلية في العاصمة وسيكون ترميمه نقطة أساسية في اطار الاحتفالات بذكرى مرور 250 سنة على تأسيس المتحف والتي ستجرى بعد ثلاثة أعوام. شيدت مكتبة الملك في السنوات الأولى من القرن التاسع عشر بالاستناد الى الطراز الكلاسيكي الجديد وبناءً لتصاميم روبرت سميرك, يزيد طولها على 90 م وكانت في الاصل تضم الكتب العائدة للملك الحاكم. من المتوقع ان يعير البرلمان المكتبة 19000 مجلد شبيهة في مظهرها ومحتواها الفكري بالكتب التي تضمها المجموعة الملكية الموجودة حالياً في المكتبة البريطانية. ان الكثير من هذه المجلدات تم تجليدها في القرن الثامن عشر او بداية القرن التاسع عشر لكن عدداً لا بأس منها مجلد بورق الرق الجميل ويعود الى عهود سابقة، فيما يرجع بعضها الى القرن السادس عشر. تضم هذه المجلدات قواميس وكراسات وسجلات بالاضافة الى كتب عن السير الذاتية والطوبوغرافيا والتاريخ وعلم الآثار والهندسة المعمارية والتجارة, ومتى أعيد ترميم المكتبة فإنها ستضم مايزيد على 65 الف كتاب و19 الف كراس. تعتبر المكتبة واحدة من الصالات الأروع في لندن حيث يختلط فيها الحديد المطاوع المستعمل بصورة مجازية والقوالب المنمقة والمكتبات المصنوعة من خشب السنديان والشرفات من النحاس المصقول والأرضيات الخشبية المصنوعة من خشب السنديان والمزخرفة بخشب الماهوغاني والجدران الملبسة بما يشبه الرخام, اما السقف فمسنود الى عواميد ضخمة. ان تطوير هذه المكتبة مشروع مثير على الصعيدين الفكري والبصري وهو سيكون المشروع الأساسي الذي سينفذ في إطار تطوير المتحف البريطاني الجديد, أما راعي المشروع فولي العهد، أمير ويلز الذي يعتبر المكتبة أجمل جزء من المتحف. يزيد علو الصالة على 12م ويراوح عرضها 10م مع جزء وسطي يبلغ عرضه نحو 18م وقد تطلب بناؤه في الماضي اللجوء لأول مرة الى استعمال الحديد المصبوب لدعم السقف, كل ذلك لايعني أنه ينبغي احترام الطابع الهندسي المعماري لهذه الصالة فحسب بل ينبغي أيضا استكماله وتعزيزه بواسطة معالم المعرض الذي تم التخطيط له. ستستعمل في المشروع الرسومات التي وضعت في بداية القرن الثامن عشر وتضاف قطع الأثاث الأصلية حيثما كان ذلك ممكنا وعلى غرار المكتبات الكبرى في الماضي، ستعرض تماثيل على طول القاعة بما في ذلك تماثيل نصفية لكبار العلماء مثل السير اسحق نيوتن بالاضافة الى التماثيل التزيينية التقليدية, اما المعرض فيعرف الزوار على الطرق التي جمعت فيها المعرفة وصنفت في الماضي وهو سيركز على القرن الثاني عشر وبداية القرن التاسع عشر وعصر الاكتشافات الكبرى التي كانت أساس نشأة المتحف البريطاني بحد ذاته في 1753. وتعتبر الدراسات الرائدة حول الطبيعة والانسان في تلك الحقبة كأساس الفهم الحديث للعالم ويعتقد الخبراء ان المتحف هو افضل مكان لتمثيل هذا الموضوع، حيث انه بحد ذاته قدم مساهمات أساسية لهذه الدراسات. ستقسم المكتبة الى 7 أقسام هندسية رئيسية تغطي تاريخ الارض مع امثلة حسية حية، بالاضافة الى تطور العلم والمعرفة حول وجود الانسان على الارض مع امثلة مدهشة من اولى المكتشفات الأثرية. كما تغطي اقسام أخرى مواضيع مثل نشأة الحضارات القديمة وانهيارها، بما فيها الحضارة المصرية واليونانية والرومانية وغيرها من الحضارات الغابرة مع تقديم معروضات من المجموعات الاثرية الشرقية والفارسية القديمة والمصرية والاترورية والرومانية واليونانية. ويعرض قسم آخر بعض الادوات والمعدات العلمية والخرائط والرسوم التي وضعها الانسان مسجلاً بذلك ما رآه على مر الزمن. ويخصص قسم أخير للمخطوطات القديمة بالاضافة الى الرحلات والاكتشافات الكبرى. يتوقع ان يزور المكتبة بعد ترميمها آلاف من الاشخاص من كل أنحاء المعمورة. دنيس سميث